تسود بولاية وهران أجواء من التلاحم والتغافر ما بين المواطنين الذين يحتفلون اليوم الأحد وعلى غرار باقي مناطق الوطن بعيد الفطر المبارك ومعالم الفرحة ترتسم في وجوه الكبار والصغار. فبمجرد خروج المصلين من المساجد التي تعالت منها التسابيح والتهاليل في سماء المدينة والعودة إلى منازلهم هرع الأطفال نحو الشوارع وهم في أبهى حلة فرحين بهذه المناسبة السعيدة التي تكتسي بالنسبة اليهم طابعا احتفاليا مميزا خاصة أولئك البراعم الصغار الذين لم يتوانوا في صيام رمضان ولو بصفة متقطعة. وبرزت في أجواء العيد مظاهر التلاحم والتغافر ما بين المواطنين من خلال تبادل التهاني والأمنيات والتعانق والدعاء بقبول صيام الشهر الفضيل فيما تحافظ الكثير من الأوساط خاصة على مستوى الأحياء الشعبية العتيقة على غرار "الحمري" و"ابن سينا" و"البحيرة الصغيرة" على بعض معالم العيد القديمة مثل اخراج صينية القهوة والحلويات الى الحي وتناول ما طاب منها رفقة الجيران والأصحاب. كما لم تخل معالم عيد الفطر أو "العيد الصغير" كما يحلو لعامة الناس تسميته هذه المرة وكسابقاتها من باعة شتى أشكال الألعاب والبالونات المختلفة الألوان حيث يجدون بدورهم ضالتهم بهذه المناسبة التي يقبل فيها الأطفال على اقتناء الألعاب طالما أن العيد يمثل لهم أيضا فرصة لجمع بعض المال حيث يبادر الكبار في تكريم الصغار كما جرت العادة بالقطع النقدية كلما أتوا "لمغافرتهم". وتزينت الأجواء العائلية أيضا بتبادل الزيارات بهذه المناسبة التي حث فيها أئمة المساجد في خطبة العيد على "صلة الرحم التي تعتبر واجب كبير وقطعها في هذا اليوم على غرار باقي الأيام منكر". وفيما فضل الكثيرون زيارة المقابر للترحم على أرواح ذويهم أحيت العديد من العائلات عيد الفطر في كنف جو جماعي واعداد طبق "الكسكسي" الذي يعد أول طبق يتناوله الوهرانيون في غذاء أول أيام العيد بمشاركة الأبناء والأحفاد والجيران. ومن جهتها بادرت مديرية النشاط الاجتماعي لولاية وهران إلى تنظيم برامج متنوعة لفائدة الشرائح الهشة وذلك بالتعاون مع جمعيات مهتمة بالجانب التضامني خصوصا. وقد نظمت خرجات جماعية للترفيه على مستوى ديار الرحمة والتكفل بالأيتام كما بادرت هذه المؤسسات إلى تنظيم أبواب مفتوحة للزائرين والعائلات الذين أقبلوا لمشاركة نزلائها فرحة العيد في أجواء حميمية مفعمة بالتراحم والتكافل وبالتالي الإسهام في تعويض ولو لحظات الدفئ العائلي المفقود. كما استقبلت المؤسسات الإستشفائية بدورها بمناسبة إحياء عيد الفطر المبارك مبادرات مماثلة من قبل جمعيات محلية وزوار من ذوي البر والاحسان أبوا إلا أن يتقاسموا فرحة هذا اليوم السعيد مع المرضى ومن بينهم الأطفال وإدخال البهجة والسرور في نفوسهم تنسيهم مرضهم بعض الشيئ.