شرعت مختلف التشكيلات السياسية في التعبئة و تحسيس مناضليها و كذا المتعاطفين للتجند و اختيار العناصر التي تتوفر فيها الشروط لكسب الهيئة الناخبة تحسبا للانتخابات المحلية المقررة في 29 نوفمبر القادم في الوقت الذي دعت فيه وزارة الداخلية الراغبين في الترشح إلى سحب الوثائق الخاصة بالملف. وقد أعلمت الوزارة الراغبين في الترشح للانتخابات الخاصة بالمجالس الشعبية البلدية و الولائية أن سحب الوثائق اللازمة لتكوين ملف الترشح يكون على مستوى المصالح المختصة للولايات. و جاءت دعوة الوزارة عقب توقيع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على المرسوم الرئاسي المتضمن استدعاء هيئة الناخبين ليوم الخميس 29 نوفمبر 2012 من أجل انتخاب أعضاء المجالس الشعبية البلدية و الولائية و عملا بأحكام المادة 25 من القانون المتعلق بنظام الانتخابات. و بغية امتصاص أكبر قدر من الوعاء الإنتخابي عكفت عديد التشكيلات السياسية نهاية الأسبوع المنقضي على تعزيز نشاطها الحزبي في حملة انتخابية مسبوقة و غير معلنة استعدادا لهذه الاستحقاقات التي تأتي من أجل تجديد المجالس المحلية المنتخبة (البلدية و الولاية) في الآجال المحددة. وفي هذا الصدد صرح الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أمس السبت أن مترشحي حزبه يحوزون على مجموعة من المعايير بما في ذلك "النضال و الالتزام و التضحية و النزاهة و الكفاءة القادرة على تسيير أنجع و أفضل للشؤون العامة". وحث الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في كلمة ضمن أشغال الندوة الجهوية التكوينية السادسة التي جمعت ببرج بوعريريج مئات الطلبة و شباب من مناضلي الحزب ب19 ولاية من شرق البلاد الحضور و منهم أعضاء اللجنة المركزية للحزب و مجاهدين و متعاطفين على "احترام شرعية طموح الشباب المناضل" و كذا "مساعدتهم لحمل المشعل لضمان مواصلة و استمرارية مبادئ و قيم نوفمبر 1954". وبعدما وجه حديثه للشباب المناضل بصفة خاصة وتطرق إلى "المبادئ" و"شروط الحكم الراشد" أشار بلخادم إلى أن الانتقال "لا يجب أن يتم بصفة مرتجلة" مبرزا أن ذلك يؤدي إلى "حصول نكسات و خيبات أمل" على اعتبار أن "الحكم الراشد يستدعي "تمهينا على المدى الطويل و نضجا لا يمكن اكتسابه دون صبر و تجربة". وبدوره أكد الأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري بلقاسم ساحلي في معرض توجيهاته لقاعدته النضالية بولاية المسيلة على أن معياري الكفاءة و الالتزام هما الركيزتان الأساسيتان لاختيار مرشحي الحزب في الانتخابات المحلية المقبلة. و اعتبر ساحلي أن المشاركة "المؤكدة" لتشكيلته السياسية في الانتخابات المحلية المقبلة بمثابة "دعم للإصلاحات السياسية الجارية في الجزائر". وأوضح ساحلي بأن المشاركة في المحليات المقبلة نابعة من موقف الحزب "الثابت" تجاه قضيتين : الأولى تتعلق بجدية الإصلاحات السياسية الجارية في البلاد و الثانية تخص رفض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للجزائر. و من جانبه ركز رئيس حزب عهد 54 علي فوزي رباعين خلال لقاء جهوي بولاية بشار "على استقلالية الإدارة والعدالة" اللتين ينبغي أن تسهرا -كما قال- على "ضمان سير ومراقبة ومتابعة الانتخابات". وأشار رباعين إلى أن "الاستحقاقات المحلية المقبلة تكتسي أهمية كبرى وجب على المناضلين استيعابها" مقدما شروحات حول صلاحيات المجالس البلدية و الولائية للناخبين ملحا في الوقت ذاته على ضرورة استعادة صلاحيات المجالس البلدية و الولائية اعتمادا على سياسية "غير ممركزة". حزب الكرامة من جهته نصب اللجنة الوطنية التابعة له لتحضير الإنتخابات المحلية المزمع تنظيمها في 29 نوفمبر المقبل. وتتولى هذه اللجنة التي نصبت خلال اجتماع ضم الأمناء الولائيين للحزب برئاسة رئيسه محمد بن حمو مهمة تحديد شروط الترشح الإستحقاقات المحلية المقبلة و الفصل في الترشيحات و كذا الإشراف على برنامج العمل المتعلق بالتحضير لهذا الموعد الإنتخابي. كما ستدرس اللجنة الوضعية التنظيمية الحالية لهياكل الحزب على المستوى كل الولايات بهدف الفصل في مسالة الدخول في غمار الانتخابات المقبلة في قوائم مستقلة خاصة بالحزب أو ضمن قوائم مشتركة مع تشكيلات سياسية تتوافق و مبادئ هذه التشكيلة السياسية. أما رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي فقد أعلن عن أن تنصيب لجنة تحضيرية على مستوى الحزب تحسبا للإنتخابات المحلية سيتم يوم 15 سبتمبر المقبل. وأوضح تواتي أن تشكيلته السياسية "بصدد التحضير لخوض غمار المحليات المقبلة من خلال عقد ندوات ولائية تتوج بندوة تحضيرية تحسبا للإستحقاقات المقبلة سيتم عقدها في 15 سبتمبر الجاري". وفي هذا الصدد دعا إطارات حزبه من العاصمة إلى ضرورة "استدراك الأخطاء السابقة و التقرب أكثر من المواطن" بهدف تعزيز مكانة الجبهة في الانتخابات المقبلة التي وصفها ب"المفصلية".