أعطى نشاط تربية المائيات على مستوى ولاية ورقلة منذ بروز أولى ملامحه في سنة 2002 نتائج مشجعة مما يحفز على الاستمرار في خوض هذه التجربة الرائدة وتعميمها لتشمل كافة مناطق الولاية، حسب ما أفادت به مديرية الصيد البحرية والموارد الصيدية بالولاية. ومن بين أبرز النتائج المحققة في هذا الشأن استنادا إلى نفس المصدر هو انجاز واحد من أهم المشاريع الإنمائية المختصة في مجال التربية المكثفة للأسماك على المستوى الوطني والذي دخل حيز النشاط الفعلي منذ سنة 2008. وتبلغ الطاقة الإنتاجية النظرية لهذا المشروع الهام الذي هو ملك لأحد الخواص 1.000 طن في السنة من سمك البلطي النيلي والبلطي الأحمر و رغم الصعوبات المطروحة و المتمثلة خاصة في إشكالية تسويق المنتوج وتوفير غذاء الأسماك إلا أن هناك إرادة كبيرة من اجل تجاوز هذه العقبات والاستمرار في النشاط بل وحتى تنويع الإنتاج السمكي من خلال التوجه إلى تربية نوع آخر من الأسماك يعرف بسمك القط. كما لا بد من التذكير في هذا الصدد بأحواض السقي الفلاحي التي وصل عددها إلى قرابة الثلاثين حوضا وهي تتركز بشكل رئيسي بمنطقة حاسي بن عبد الله حيث اقبل العديد من الفلاحين على اقتناء الآلاف من أصبعيات الأسماك واستزراعها بتلك الأحواض التي أصبحت بمرور الوقت تنبض بالحياة وتعج بأعداد معتبرة من الأسماك و يفسر الإقبال المكثف من طرف الفلاحين بالجهة على إنشاء الأحواض المخصصة لتربية المائية هو اقتناعهم بجدوى تلك الأحواض على صعيد التأثير الايجابي لمياهها الغنية بالمواد العضوية على المساحات الفلاحية المزروعة بالنخيل وببعض أنواع الخضروات. و قد كللت الجهود المبذولة من طرف مسؤولي قطاع الصيد البحري والموارد الصيدية على مستوى ولاية ورقلة منذ سنة 2002 و إلى غاية سنة 2010 باستزراع أكثر من 692 ألف أصبعية لعدة أنواع من الأسماك وذلك عبر مختلف الأحواض والمسطحات المائية المتواجدة بالولاية وفقا للمعطيات المستقاة من المديرية المعنية. تنويع مشاريع تربية المائيات وحتى لا تبقى مسألة المائيات بالولاية حبيسة تربية الأسماك العادية فقد كشفت السلطات العمومية عن نيتها في التنويع والتوجه إلى تربية صنف آخر من الأسماك لم يكن معروفا من قبل بالمنطقة ويتعلق الأمر بسمك الجمبري للمياه العذبة حيث شرع خلال هذه السنة على مستوى بلدية حاسي بن عبد الله وبالتعاون طرف أجنبي من كوريا الجنوبية في انجاز مزرعة لتربية الجمبري. ويتربع هذا المشروع الهام الذي يساهم فيه الجانب الجزائري بحوالي 260 مليون دج وستة ملايين دولار بالنسبة للطرف الكوري الجنوبي على مساحة 10 هكتارات كما يضم ضمن منشآته وحدة لتصنيع الأغذية وعدة أحواض للتسمين ومركز للبحث الذي هو عبارة عن مجموعة من المخابر مجهزة بمعدات تقنية من أجل البحث وتطوير تربية سمك الجمبري. ومن المنتظر أن تتراوح القدرة الإنتاجية لهذا المشروع المستقبلي عند الانتهاء من انجازه ودخوله حيز النشاط ما بين 10 إلى 20 طنا سنويا من سمك الجمبري الذي يعيش في المياه العذبة. قدرات مائية كبيرة للاستمرار في تطوير و توسيع مجال تربية المائيات وتتوفر ولاية ورقلة التي تتربع على مساحة إجمالية تقدر ب 163.233 كلم مربع على قدرات مائية كبيرة مما يؤهلها للاستمرار في تطوير وتوسيع مجال تربية المائيات حيث يتبين ذلك من خلال الطاقات الضخمة من المياه الموجودة عبر الطبقات الجوفية بما يعادل 60 مليار متر مكعب علاوة على امتلاكها لآلاف الهكتارات من الأراضي الشاسعة. كما تزخر الولاية بالعديد من البحيرات المعروفة بأهميتها البيئية و غناها بالثروة الحيوانية والنباتية على غرار بحيرة حاسي بن عد الله وبحيرة زرزايم بالمقارين و المير بالحجيرة و بحيرتي مرجاجة و تطاوين بالنزلة حيث تسعى مديرية الصيد البحري و الموارد الصيدية لولاية ورقلة و بالتنسيق مع بعض القطاعات الأخرى لإقامة مشاريع لاستغلال هذه المسطحات المائية و إحداث أنشطة من خلال تربية أنواع معينة من الأسماك مما يمكن من توفير السمك الطازج لسكان المنطقة إلى جانب توفير مناصب شغل لفائدة العاطلين عن العمل و المساهمة أيضا في دعم الاقتصاد الوطني خارج إطار المحروقات. استحداث مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية وبعض المؤسسات التابعة للقطاع ومن أجل تهيئة الأرضية المناسبة للانطلاق في نشاط تربية المائيات بالولاية كان لزاما استحداث مديرية الصيد البحرية والموارد الصيدية التي أنشئت طبقا للمرسوم التنفيذي رقم 01 -135 الصادر بتاريخ 22 ماي من سنة 2001 والتي من مهامها الرئيسية توفير الثروة السمكية عن طريق الاستزراع السمكي وترقية الاستهلاك بشان هذا النوع الغذاء. كما يبرز بهذا الخصوص إنشاء الغرفة المشتركة ما بين الولايات للصيد البحري و تربية المائيات بموجب المرسوم التنفيذي رقم 02 -304 الصادر بتاريخ 28 سبتمبر من سنة 2002 و إنشاء أيضا ملحقة المركز الوطني للبحث و تطوير الصيد البحري و تربية المائيات طبقا للقرار الوزاري المشترك رقم 162 المؤرخ في 17 أكتوبر من سنة 2005. وتقع هذه الملحقة الصحراوية ببلدي حاسي بن عبد الله بدائرة سيدي خويلد وهي تتربع على مساحة إجمالية تقدر ب 39892 متر مربع. و من أجل توفير التأطير التقني والعلمي الذي يساير المشاريع المتعقلة بتربية المائيات فقد جرى خلال سنة 2005 فتح فرع تكويني على مستوى جامعة ''قاصدي مرباح'' بورقلة يعنى بتكوين مهندسين في تربية المائيات.