سيتم قريبا إطلاق تجربة لتربية المائيات بسد بلدية تيوت بجنوب شرق ولاية النعامة كما علم يوم الثلاثاء لدى الغرفة المشتركة للصيد البحري و تربية المائيات . ويجري حاليا التحضير لهذه العملية التي ستجرى بهذا الحاجز المائي الغير مستغل في تزويد السكان بالمياه والتي تندرج في إطار تنمية نشاط تربية المائيات بالولاية ضمن استراتيجية التوجه نحو إنتاج تربية المائيات سواء في الأحواض أو المياه العذبة كما أوضح مسؤول فرع ولاية النعامة التابع للغرفة المشتركة للصيد البحري و تربية المائيات ما بين الولايات لسيدي بلعباس. وسيتم ضمن هذه العملية إستزراع 35 من أصبعيات السمك من صنف سمك الشبوط الملكي والبوري الذي يتغذي من أنواع متعددة من الطحالب التي تنمو وسط المياه الراكدة بهذا الحاجز المائي . وسيسند هذا المشروع فيما بعد إلى شباب مؤهل مستفيد من أنشطة الإستثمار في إطار أجهزة دعم الدولة بهدف تكثيف الثروة السمكية من خلال استزراع وتربية عدة أنواع من المائيات والتي منها أيضا صنف سمك البلطي النيلي. وسيتيح هذا النوع من المشاريع تنمية نشاط إنتاج الأسماك عبر كامل ولايات الوطن وخاصة الداخلية منها بعد نجاح التجربة الرائدة لأحد المستثمرين الخواص بولاية ورقلة. وتتوفر منطقة المعذر بنفس البلدية أيضا على موقع مؤهل لتربية المائيات التي تتواجد بها منطقة رطبة تتوفر على مسطح مائي على امتداد مساحة تفوق هكتارين وتحتضن أعدادا من سمك الشبوط الذي يمثل أهم عناصر الثروة السمكية بتلك المنطقة إلى جانب السلاحف و بعض الرخويات. وحسب ذات المصالح فان تكاثر كميات تلك الأنواع من الأسماك وغيرها من الموارد الإيكولوجية يسجل تراجعا منذ عدة سنوات سيما نوع سمك الشبوط الذي بات مهددا بخطر الإنقراض . و يعود تناقص نمو الأسماك بهذين الموقعين حسب نفس المصدر إلى عامل الجفاف وتعرض أجزاء من المستنقعات و الحواجز المائية للتلوث بعد أن أصبحت الأودية و الينابيع المائية التي تغذيها و تمونها مهددة بالمياه القذرة التي تطرح كميات معتبرة من مياه الصرف الصحي. وإلى جانب مشروع تربية سمك الشبوط بسد تيوت فقد استفادت ولاية النعامة أيضا في هذا المجال من مشروع لإنشاء مزرعة نموذجية لاستزراع الأسماك في أحواض المياه العذبة ببلدية عين بن خليل وتطلبت تمويلا يقدر ب 50 مليون دج والتي انطلقت بها الأشغال مؤخرا غير أنها تشهد تأخرا "كبيرا" بسبب تماطل مقاولات الأشغال وفق ما ذكره نفس المسؤول . وقد شرع منذ سنة تقريبا في تجسيد مضمون إتفاقية تم التوقيع عليها بين مديريتي الصيد البحري والموارد الصيدية والمصالح الفلاحية من أجل دمج تربية المائيات مع النشاط الفلاحي من خلال نشر ثقافة تربية المائيات وذلك بتنظيم دورات إرشادية وأخرى تكوينية لفائدة الفلاحين عبر الولاية و الذين يفوق عددهم حاليا 48 مستفيدا من عمليات تستهدف تكثيف نشاط زراعة الأسماك في أحواض السقي الزارعي. وأضاف ذات المصدر أن عمليات استزراع السمك البلطي على مستوى أحواض السقي الفلاحي -التي تتوسط بساتين النخيل والبيوت البلاستيكية أو عبر مناطق الإستصلاح الأخرى التي أجريت بها تلك التجارب منذ عدة أشهر- ساهمت بشكل "جد إيجابي" في الرفع من الإنتاج الفلاحي للخضر والفواكه و التمور وذلك بعد استعمال مياه التربية السمكية الغنية بالفضلات العضوية في السقي . وضمن نفس التوجه يباشر مهندسو الإرشاد الفلاحي بدورهم مرافقة الفلاحين في كافة مراحل مشاريع تربية الأسماك بأحواضهم من أجل حماية وتثمين الثروة السمكية والمساهمة في الرفع من مستوى مداخيل الأسر الريفية .