سيتدعم نشاط تربية المائيات بولاية ورقلة بتجسيد في القريب مشروع وحدة لتربية وإنتاج سمك الجمبري بالمياه العذبة ببلدية حاسي بن عبد الله مما سيفتح آفاقا جديدة وواعدة لهذا النشاط المتزايد بمناطق الجنوب. وسينجز هذا المشروع المرتقب بالشراكة مع دولة كوريا الجنوبية. وتقارب تكلفته المالية 860 مليون دج بتمويل مالي مشترك تساهم الجزائر فيه بمبلغ يقدر بنحو 260 مليون دج وكوريا الجنوبية بغلاف مالي يصل إلى نحو 6 ملايين دولار، كما أوضح مدير الصيد البحري والموارد الصيدية. وحول كميات الإنتاج المتوقعة لهذه الوحدة، أكد ذات المسؤول أنها ستحدد ضمن الدراسات التقنية الجارية المسندة إلى خبراء من كوريا الجنوبية مختصين في مجال تربية المائيات. ومن المنتظر أن تنطلق أشغال هذا المشروع الاستثماري الهام في غضون السداسي الأول من السنة الجارية وذلك فور استلام هذه الدراسات التقنية وفق ذات المصدر. كما من المتوقع أن تستغرق أشغال إنجاز هذه الوحدة المختصة في تربية وإنتاج هذا النوع من القشريات ذات القيمة الغذائية العالية خمس سنوات كاملة. ويتربع هذا المشروع على مساحة إجمالية قدرها 10 هكتارات قابلة للتوسع بحكم الموقع الجغرافي الذي يحتله. كما ينتظر أن يشتمل ضمن مرافقه على مفرخة لإنتاج الجمبري وعدة أحواض للتسمين وحوض لمعالجة المياه وحوض آخر للترسيب. وستحتوي هذه الوحدة على مخبر ومخزن لحفظ المنتوج من سمك الجمبري إلى جانب احتوائها على غرفة مخصصة للتجهيزات والعتاد التابع لها. ويأمل المسؤولون المعنيون أن يفتح هذا المشروع لدى دخوله حيز النشاط الفعلي آفاقا جديدة بالمنطقة وذلك سواء بخصوص المساعدة على توفير هذا النوع من الأسماك على مستوى أسواق الجهة أو فيما يتعلق بالمساهمة في امتصاص البطالة وتوفير مناصب شغل جديدة لفائدة العاطلين عن العمل. يذكر أن الدراسات التقنية كان قد شرع فيها منذ السنة الفارطة بعد قيام خبراء كوريين جنوبيين بزيارة ميدانية إلى منطقة حاسي بن عبد الله لأخذ عينات من تربة ومياه المنطقة لتحليلها بغرض الإحاطة بكافة المعطيات التقنية والعلمية اللازمة والتي من شأنها المساعدة على إنجاح هذا المشروع الذي يندرج ضمن الخطة الإستراتيجية للدولة الهادفة إلى إنشاء مشاريع تنموية يتم عبرها تحقيق منتوجات وطنية خارج إطار المحروقات وقابلة للتصدير. للتذكير فإن بلدية حاسي بن عبد الله التي تبعد ب30 كلم عن عاصمة الولاية بدأت تتحول تدريجيا إلى قطب لنشاط الاستثمار في مجال تربية المائيات، حيث غدت المنطقة خلال السنوات الأخيرة الأكثر استقطابا فيما يتعلق بهذا النشاط على مستوى ولاية ورقلة. ومن بين المشاريع الهامة التي تحتضنها هذه المنطقة ذات الطابع الفلاحي مركب تربية وإنتاج سمك البلطي النيلي والبلطي الأحمر الذي أنشئ في إطار الاستثمار الخاص والذي تبلغ طاقة إنتاجه النظرية سنويا نحو 000,1 طن من هذا الصنف من أسماك المياه العذبة وما بين 3 إلى 5 ملايين أصبعية في السنة الواحدة. ويضاف هذا المركب إلى العديد من الأحواض الرملية الصغيرة الخاصة بتربية الأسماك في المياه العذبة والتي أنشئت على مستوى المحيطات الفلاحية المنتشرة بهذه المنطقة. وقد تمكن المزارعون التأقلم بسرعة مع هذا النشاط الجديد مثلما يؤكده السيد بن كران الذي يملك حوضا لتربية الأسماك تبلغ مساحته الإجمالية واحد (1) هكتار بإقليم بلدية حاسي بن عبد الله . واستطاع هذا المزارع إنتاج كميات من الأسماك فاقت 120 قنطارا كما وزع المعني منذ سنة 2005 تاريخ شروعه في نشاط تربية المائيات نحو27 ألف أصبعية على الفلاحين بالمنطقة الذين تهافتوا لخوض نفس التجربة. وأجمع عدد من هؤلاء الفلاحين على نجاح هذه التجربة خاصة وأنها تحمل الكثير من المزايا والتي يتمثل بعضها في إعادة استغلال مياه أحواض الأسماك لأغراض السقي الفلاحي حيث أعطت العملية نتائج جد ''إيجابية'' لما تتوفر عليه هذه المياه من مواد عضوية تحتاج إليها المزروعات الحقلية. ومن مؤشرات تحول بلدية حاسي بن عبد الله إلى قطب رائد في مجال تربية المائيات بالجهة أيضا احتضانها للملحقة التابعة للمركز الوطني للبحث في الصيد البحري وتنمية المائيات والذي يقوم بدور هام على صعيد المساهمة في دعم المشاريع المتعلقة باستزراع وتربية المائيات وذلك عن طريق مرافقة الفلاحين ممن يودون ممارسة هذا النشاط وتقديم لهم المساعدة التقنية اللازمة. كما تحرص الملحقة التي تعززت مؤخرا بمخبر للتحاليل الخاصة بالمياه والأسماك على مد الفلاحين بما يحتاجونه من أصبعيات لاستزراعها في الأحواض المائية المتواجدة بحقولهم. (وأ)