أعربت الولاياتالمتحدة يوم الأحد عن دعمها القوي للمقاربة الجزائرية في تسوية الأزمة الحاصلة في مالي مع استبعادها إمكانية أي تدخل عسكري أمريكي في شمال مالي و تفضيل الحل السياسي. و صرح الجنرال كارتر ف. هام القائد الأعلى لقيادة القوات المسلحة الأمريكية بإفريقيا (أفريكوم) اليوم الأحد بالجزائر العاصمة خلال ندوة صحفية بان بلاده لن ترسل قوة عسكرية إلى شمال مالي و لا تتوقع تواجدا عسكريا في هذه المنطقة. و أكد الجنرال هام "أن البديل الوحيد الذي لا يجب أن يكون هو التواجد العسكري الأمريكي في شمال مالي". و أضاف المسؤول الأمريكي أن "أحد الجوانب الأساسية في تسوية الأزمة المالية يكمن في التمييز بين الجماعات المسلحة بالمنطقة و تحديد تلك التي تعتبر إرهابية من التي هي ليست كذلك". و من هنا فان التصور الأمريكي بخصوص تسوية سياسية و دبلوماسية للازمة في مالي يتوافق مع المقاربة الجزائرية التي دافع عنها الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل خلال الاجتماع رفيع المستوى حول الساحل و مالي الذي نظم على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. و توصي هذه المقاربة بالإحاطة بالجوانب التي يجب أخذها بعين الاعتبار في تحديد استراتيجية من اجل الساحل التي يجري إعدادها على مستوى الأممالمتحدة. و ترى الجزائر في هذا الخصوص انه من اجل الحصول على افضل فرص النجاح فان البحث عن مخرج للازمة في مالي ينبغي أن يتم في ظل احترام بعض الشروط. و يتعلق الأمر أولا بأن الماليين هم الحلقة المحورية في البحث عن حلول لمشاكلهم و أن الأمر يتعلق بالمساعدة و الدعم مع تعزيز إمكاناتهم الوطنية. أما الجانب الثاني فيتلخص في أن تتفق الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي على اجندة واحدة و مسار أوحد لجهودهم تأخذ بعين الاعتبار إرادة الماليين وصلاحيات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا و كذا مصالح الأمن الوطني لدول الميدان المجاورة لمالي (الجزائر و النيجر و موريتانيا). و أكد كذلك على ضرورة الأخذ بالحسبان بمسؤوليات الإشراف و التنسيق المنوطة بالاتحاد الإفريقي في مجال الحفاظ على السلم والأمن و الدعم المنتظر من الأممالمتحدة. أما بخصوص النقطة الثالثة التي رافعت من اجلها الجزائر فتتلخص في ضرورة التوصل إلى حل سياسي تفاوضي في اقرب الآجال الممكنة و ذلك لتفادي أي انزلاق يجر معه الأطراف التي تنبذ بشكل صريح الإرهاب و الجريمة الدولية المنظمة و يرفضون أي مساس بالسلامة الترابية لمالي. في هذا الصدد أكد الجنرال الأمريكي أن الولاياتالمتحدة "ليس لها نفس فهم "الجزائر فيما يخص ما يجري في مالي و لذلك -كما قال- "نحن نحاول فهم الدور الذي تضطلع به جماعة أنصار الدين أو ذلك الخاص بحركة التوحيد و الجهاد في غرب إفريقيا أو الحركة الوطنية لتحرير الأزواد". و تابع المسؤول العسكري الأمريكي يقول أن "هناك تحديات أخرى في شمال مالي ينبغي مواجهتها بدء من إقامة حكومة شرعية في باماكو (عاصمة مالي) وضرورة الأخذ بالحسبان انشغالات سكان شمال مالي". كما أشار إلى أن "الأزمة في شمال مالي لا يمكن أن تحل إلا بطريقة دبلوماسية أو سياسية" مضيفا أن "القوة العسكرية ستكون جزءا من الكل و ستلعب دورا محددا في حل هذا النزاع". من جانب آخر أشاد الجنرال كارتر ف. هام بدور الجزائر و عملها "الفعال" في معالجة الأزمة الإنسانية الناجمة عن النزاع القائم في شمال مالي منذ اشهر عدة. و صرح في هذا الصدد "أن شمال مالي يشهد أزمة إنسانية خطيرة ناجمة عن النزاع في المنطقة و أن هناك ناس بحاجة إلى الماء و الغذاء و أن الجزائر كانت حاضرة بقوة و بفعالية في هذا المجال". و كانت الجزائر قد قدمت مساعدة إنسانية ب5800 طن لفائدة اللاجئين الماليين في البلدان المجاورة وكذا إلى السكان النازحين في جنوب مالي.