استعمل القائد الأعلى لأفريكوم الجنرال كارتر هام، أمس الأحد، صيغة نفي حادة بخصوص أي تدخل أو تواجد عسكري أمريكي في مالي على خلفية الأزمة الحادة التي يعيشها هذا البلد، وتمكن فصائل مسلحة من بسط سيطرتها على شماله منذ فترة، وقال الجنرال كارتر هام في ندوة صحفية “إن الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يكون.. هو التواجد العسكري الأمريكي في مالي". وأشار الجنرال هام، خلال الندوة الصحفية التي انعقدت بمقر السفارة الأمريكية في الجزائر، إلى وجود أزمة سياسية في المنطقة، مشيرا في سياق حديثه عن دور الجزائر لحل الأزمة، إلى أن الجزائر كانت فعالة في هذ الإطار، قبل أن يضيف أن “هناك جماعات إرهابية في المنطقة، ولذلك فإن مساعدة عسكرية قد تكون مطلوبة". وقال الجنرال هام إن الوضعية في مالي معقدة، وهي تحتاج إلى الماليين وجهودهم، ولكن أيضا - كما قال- إلى المساعدة الدولية. ورغم أنه اعترف أن وجوده في الجزائر ليس من أجل الأزمة المالية تحديدا، إلا أن الجنرال هام قائد الأفريكوم أكد بخصوص المشاورات المرتقبة في مجلس الأمن الدولي حول الأزمة المالية وإمكانية التدخل العسكري الأجنبي في هذا البلد... أنه يشجع هذه المحادثات في مجلس الأمن، مضيفا بأن “المبدأ الأول هو إعادة حكومة شرعية في باماكو". كما أكد ذات المتحدث أن مسألة اعتراض الولاياتالمتحدة على قرار بخصوص التدخل العسكري الأجنبي في مجلس الأمن هي من اختصاص السياسيين ولكن الحكومة الأمريكية - كما قال - كانت واضحة بخصوص الملف المالي، مشيرا إلى أن “التوصية" المرتقبة من جانب مجلس الأمن عليها أن تبدأ بمسألة “إعادة حكومة شرعية إلى باماكو وأن يكون هناك حوار مع فصائل الشمال عدا تلك التي تشكل فصائل إرهابية". وقال الجنرال هام إن أحد مظاهر حل القضية في مالي هي “التفرقة بين الجماعات الإرهابية وبين الجماعات الأخرى"، مضيفا بقوله “من خلال زيارتي للجزائر أعمل على معرفة تفاصيل الموضوع ومن هي هذه الجماعات". وأكد ذات المتحدث أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعمل أيضا على معرفة أدوار مختلف الفصائل في شمال مالي وأنها تعمل على موضوع “أي من هذه الجماعات هي من القاعدة"، وأن استقرار مالي هو مسؤولية تقع على البلدان المجاورة له، مشيرا إلى كون الولاياتالمتحدةالأمريكية ستقرر طريقة مساعدة هذا البلد بعد مشاورات مجلس الأمن الدولي بخصوص هذه القضية. وقال ذات المتحدث “لا ندري ماذا سيكون موقفنا" في حالة دخول قوات “الإيكواس" إلى مالي، مشيرا إلى أنه “ليس هناك تفاصيل محددة حول هذا التدخل"، لا سيما وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية “مثلها مثل الجزائر" ليست عضوا في الإيكواس، أما إذا طلبت الإيكواس مساعدة دولية بهذا الشأن، فإن الجنرال هام قال إن “الولاياتالمتحدةالأمريكية سوف تدرس هذه القضية"، ولكن “ليس هناك أي شيء حاليا بهذا الخصوص" وفق تعبير قائد الأفريكوم. كما أشار الجنرال هام إلى كون حل الوضعية في شمال مالي يكون “سياسيا وديبلوماسيا" وفي نهاية المطاف - كما قال - هناك تحديات أخرى في مالي ينبغي مواجهتها ومنها “وجود قوة وحكومة شرعية في باماكو"، مضيفا بأن “هناك ضرورة للإستجابة لتطلعات الماليين" وأن ذلك سيتم “ديبلوماسيا". من جانب آخر، أكد الجنرال هام بخصوص التعاون العسكري الجزائري الأمريكي أن مساحة التعاون عريضة وهي “تمتد من يوم لآخر"، مشيرا على سبيل المثال إلى كون هذا التعاون يشمل تبادل زيارات البوارج الحربية وكذا التعاون - كما قال - في مجال مواجهة الأخطار والتهديدات الإرهابية. كما أشار ذات المتحدث إلى عدم وجود مبيعات عسكرية أمريكية في الوقت الحالي إلى الجزائر قبل أن يضيف بقوله أن هذا الموضوع “قد تتم دراسته مستقبلا". كما أكد الجنرال هام أن الحوار الإستراتيجي الجاري بين الولاياتالمتحدةالأمريكية هو متابعة للحوار القائم بين البلدين، مشيرا إلى المسائل المتضمنة فيه مثل الإقتصاد والتنمية، كما أكد أن هذا الحوار يتضمن في طياته حوارا عسكريا أيضا وعلى نحو سيكون معه - كما قال- نقاش بين المسؤولين الجزائريين والأمريكيين، مشددا في نفس الوقت على أن هذا الحوار العسكري سيكون “جزءا من الحوار العام المهم للطرفين". كما قدم الجنرال هام شكره للحكومة الجزائرية لقاء تأمينها البعثة الديبلوماسية الأمريكية في بلادنا، مشيرا إلى كون كل بلد هو مسؤول عن حماية الديبلوماسيين الموجودين على أراضيه، مضيفا أن الهدف من زيارته إلى الجزائر - قال عنها أنها الرابعة من نوعها- يتمثل في “تدعيم وتفعيل العلاقات مع المسؤولين الجزائريين" فضلا عن تقديم شكره للسلطات الجزائرية بخصوص تأمين السفارة الأمريكية في الجزائر بعد “الأحداث الصعبة التي عرفتها المنطقة مؤخرا".