يتوجه الناخبون الفنزويليون إلى مراكز الاقتراع يوم الأحد لإختيار رئيس جديد للبلاد من بين ستة متنافسين يتمتع اثنان فقط منهم بفرصة حقيقية ليصبح رئيس فنزويلا القادم وهما الرئيس المنتهية ولايته هوغو تشافيز ومرشح المعارضة انريكي كابريليس رادونسكي. وقد دعي نحو 19 مليون فنزويلي من أصل 29 مليون نسمة لتحديد رئيس فنزويلا المقبل حتى سنة 2019 في إطار هذه الإستحقاقات و التي تشير استطلاعات الرأي بشأنها إلى أن تشافيز الذي يتولى الرئاسة منذ قرابة 14 عاما يحظى بتأييد 47.3 بالمائة من الناخبين متفوقا بفارق 10 نقاط على كابريليس وهي نتيجة لم تتغير كثيرا على مدار الأشهر الثمانية الماضية. وستفتح مراكز الاقتراع البالغ عددها 13 الفا و800 والمزودة باجهزة الكترونية للتصويت توصف بانها ضمانة لمنع التزوير ابوابها صباحا وحتى مساء اليوم. الا انها يمكن ان تبقى مفتوحة طالما ان الناخبين الحاضرين لم يدلوا باصواتهم بعد. وعشية الإنتخابات الرئاسية دعا الرئيس المنتهية ولايته تشافيز -الذي يمثل حركة الجمهورية الخامسة- كل الاطراف السياسية الفاعلة في البلاد الى قبول نتائج الانتخابات الرئاسية مؤكدا أن "العالم لن ينهار أمام أي طرف". وقال تشافيز "إن أكبر ضمانة للسلام بالنسبة لنا هي الرغبة نيابة عن المواطنين في فنزويلا في قبول أية نتيجة تتمخض عنها الانتخابات..." معربا عن ثقته "بأن كل شيء سيجري بصورة سلمية وبأن الجهات السياسية الفاعلة ستتعرف بصوت الأمة كما تظهره الانتخابات". وما زال تشافيز البالغ من العمر 58 عاما ويقود الدولة التي تملك اكبر احتياطي نفطي في العالم يتمتع بدعم شعبي كبير بين الفئات محدودة الدخل في فنزويلا بعد 14 سنة في السلطة خصوصا بسبب البرامج الاجتماعية العديدة التي طبقها والممولة من عائدات النفط. فخلال حملته الانتخابية جدد تشافيز وعوده للفقراء وقال في ختام الحملة الإنتخابية أنه ينوي تطبيق خطط للقضاء على التشرد في غضون 10 سنوات مضيفا أن "فنزويلا سوف تتفوق على دول أخرى بالمنطقة في مجالي التعليم والصحة أثناء فترة ولايته المقبلة". من جهته يسعى كابريليس -البالغ من العمر 40 عاما والذي يمثل ائتلاف طاولة الوحدة الديمقراطية- إلى إقناع الناخبين الفقراء في فنزويلا بأنه يعتزم تطبيق الخطط التي تطورت في عهد تشافيز ولكن بطريقة أكثر فعالية. وفي المقابل ركز كابريليس على الشؤون الخارجية لفنزويلا ووعد بتحول كبير في السياسة الخارجية للبلاد إذا فاز بالانتخابات. ويرى محللون أن تشافيز سوف يفوز بالانتخابات على الأرجح وبينما تضعف شعبية غالبية الرؤساء بالمنطقة يحتفظ تشافيز بتأييد شعبي يفوق نظيره لدى كل قادة دول أمريكا اللاتينية وذلك "بفضل الاحترام الكبير الذي يتمتع به في صفوف الشعب الفنزويلي" على حد قول الخبراء. ومن أجل ضمان أمن العملية الانتخابية التي وصفت ب"التاريخية" عبأت السلطات الفنزويلية 139 ألف عسكري في أنحاء البلاد كما أغلقت حدودها أمام الأفراد والمركبات في إجراء يشرف عليه الجيش على الحدود مع البرازيل وكولومبيا وغويانا حسب ما أعلن وزير الداخلية الفنزويلي طارق العيسمي أمس السبت. ومن جملة التدابير الاحترازية أيضا -يضيف الوزير- يحظر على المواطنين حمل السلاح وكذا بيع المشروبات الكحولية مضيفا أن الشرطة وضعت تحت تصرف الجيش لأي سيناريو محتمل. ومن جهته كان وزير الدفاع إنري رانخيل سيلبا قد أعلن في وقت عن "منع التجمعات العامة التي قد تؤثر سلبا على العملية الانتخابية" مؤكدا استعداد الجيش لحماية "الديمقراطية" بالبلاد. ومن المقرر أن تجري الانتخابات أمام أعين عشرات الآلاف من المراقبين من الحزبين وهيئات مستقلة إلى جانب حوالي مئتي "مواكب دولي" لها. للإشارة فإنه قبل أسبوع من إجراء الانتخابات الرئاسية أعلن حزب "العدالة أولا" الفنزويلي المعارض أن اثنين من مسؤوليه قتلوا رميا بالرصاص خلال مهرجان خطابي بمدينة باريناس غرب البلاد. وعبر الحزب في بيان نشر عقب الحادث عن "رفضه المطلق" لأعمال العنف التي أودت بحياة اثنين من مسؤوليه مضيفا أنه "من حق الفنزويليين العيش بسلام وأمان ..وعلى الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها في ضمان سلامة المواطنين ". ومن جهته أكد وزير الداخلية الفنزويلي طارق العيسمي مقتل المسؤولين الحزبيين ووعد بملاحقة مرتكبي هذه الجريمة وتقديمهم إلى العدالة مضيفا أن التحقيقات جارية لتحديد لملابسات الحادث الأول من نوعه منذ انطلاق الحملة الانتخابية في الفاتح من جويلية الماضي. كما وقعت أعمال عنف أخرى خلال الحملة الانتخابية عندما تبادل مؤيدو المرشحين رمي الحجارة على بعضهما في وقت سابق من هذا الشهر أثناء محاولة كابريليس السير في مسيرة بمدينة بيترو كابيللو الفنزويلية. فيما جرح أربعة أشخاص في إطلاق نار خلال التحضيرات لعملية الاقتراع في بداية شهر سبتمبر الماضي.