ترسم الطبوع الغنائية المتنوعة التي يزخر بها الرصيد الثقافي و التراثي لسكان الطاسيلي مشاهد من فعاليات المهرجان الثقافي المحلي للموسيقى و الأغنية التارقية في طبعته الخامسة التي انطلقت أمسية الأحد بإيليزي وسط أجواء بهيجة صنعتها الفرق المحلية المشاركة إضافة إلى فرق من ولايتي تمنراست و أدرار. و قد رافقت وقائع افتتاح هذه التظاهرة الثقافية أهازيج متنوعة من خلال مختلف العروض الفنية التي قدمتها الفرق الفلكلورية المشاركة كفرقة "أنامل السلام" لولاية إيليزي و فرقة "السبيبا" و فرقة "أيتما" لتصنع بذلك لوحة فنية فسيفيسائية تعكس مدى عمق و أصالة الثقافة التارقية. و شهدت مختلف الشوارع الرئيسية لعاصمة الولاية و التي تزينت بأبهى حلة إستعدادا لهذا الحدث الثقافي الكبير إستعراضا لمختلف الوفود المشاركة إنطلاقا من الحديقة العمومية وصولا إلى ساحة الحفلات لدار الثقافة "عثمان بالي" و قد امتزجت فيه مختلف الطبوع الموسيقية التارقية تحت وقع رقصات "الآغ" الفلكلورية و رقصة "السبيبا" ترافقها بين الفينة والأخرى زغاريد تعالت بها حناجر نسوة منطقة الطاسيلي آزجر. و عرفت الطبعة الخامسة للمهرجان المحلي للموسيقى و الأغنية التارقية الذي نظم تحت شعار"الأغنية التارقية في الذاكرة بين الأصالة و المعاصرة" مشاركة أزيد من أربعين فرقة فولكلورية منها فرق محلية ممثلة لبلديات الولاية إضافة إلى فرق من ولايتي تمنراست و أدرار و كذا فرق موسيقية تمثل مختلف محافظات الأغنية الأمازيغية كما أوضح المنظمون. كما أقيم بمناسبة هذا الحدث الثقافي معرض للتراث و الصناعة التقليدية و السياحة يبرز نماذج من مكونات التراث اللامادي لمنطقة الطاسيلي آزجر التي تعتمد على الصناعات التقليدية المختلفة من حلي و أدوات تقليدية و تحف و أواني منزلية وغيرها و التي تبرز في مجملها أصالة وعادات وتقاليد سكان هذه المنطقة الساحرة من الجنوب الكبير. و بالمناسبة أوضح المفتش العام لوزارة الثقافة ا رابح حمدي أن المهرجان المحلي للأغنية التارقية يأتي ضمن الإستراتيجية الوطنية الخاصة "بترقية الفعل الثقافي" بكل ولايات الوطن و تثمين التراث اللامادي و المتمثل في الأغاني المحلية المنتشرة عبر التراب الوطني وهو "فرصة لتبادل التجارب وترقية التراث والتعريف بالمخزون الإبداعي و الأدبي و الفني لمنطقة الطاسيلي و الذي يشكل جزءا غاليا من الهوية الوطنية". و من جهته أوضح محافظ المهرجان مختار قرميدة أن هذا العرس الثقافي التارقي يرمي إلى "اكتشاف الطاقات الفنية الشبانية المحلية" و من مختلف الولايات المشاركة إضافة إلى أنه يعد "فرصة حقيقية" للفنانين المشاركين لإثبات وجودهم الفني ضمن الساحة الفنية. كما ثمن ذات المسؤول في الوقت ذاته جهود الوزارة الوصية بخصوص ترقية المشهد الثقافي والتراثي في ولايات الجنوب التي تعج بثقافات متنوعة من خلال توفير كل الإمكانيات المادية والبشرية في هذا المجال. و خلال حفل افتتاح هذا الموعد الثقافي كرمت ثلاثة وجوه فنيه التي قدمت الكثير للأغنية التارقية وسافرت بها في مختلف التظاهرات الفنية الوطنية والدولية مبرزة العمق التاريخي و الحضاري للأغنية التارقية المنفتحة عن العالم بأسره ويتعلق الأمر بالفنان عبد الرحمان زوكاني من ولاية تمنراست و الفنانة الأزواي فاضيماته من ولاية أدرار إضافة إلى الفنان لسمر عبد الرحمان من ولاية إيليزي.