تواصل كوكبة من الفرق الفولكلورية التارقية للغناء الأصيل وأخرى عصرية من تمنراست إيليزي وأدرر تنشيط سهرات موسيقية في إطار فعاليات المهرجان المحلي للأغنية والموسيقى التارقية في طبعته الثالثة الجارية بعاصمة الطاسيلي إيليزي. وقد استقطبت هذه الأجواء الموسيقية المتنوعة والمنعشة جمهورا غفيرا من عشاق هذا النوع من الموسيقى الأصيلة لاكتشاف فرقة " زرقاوي محمد " و" كرزيكا بلال" من الأهقار والفنان الموهوب " قدو" من أدرار وغيرهم من الفنانين والفرق التي تعاقبت على منصبة العرض بدار الثقافة " عثمان بالي". وأشار محافظ المهرجان الثقافي المحلي بالمناسبة إلى نجاح هذه التظاهرة الثقافية من خلال تسجيل حضور مكثف منذ انطلاقها قبل يومين فضلا عن نوعية المشاركين والمشاركات في هذه المسابقة الفنية والفرق الموسيقية الحاضرة في هذه الطبعة الثالثة من المهرجان الخاص بموسيقى التيندي . كما كان للوفود الحاضرة والجمهور فرصة الإستمتاع بفقرات سهرة أمس السبت الغنائية واكتشاف من جديد لفرقة "السبيبة" الشهيرة التي قدمت مشاهد فولكلورية من صميم التراث الغنائي لتوارق الطاسيلي ناجر .و" السبيبة" مناسبة محلية يحتفل بها سكان المنطقة في عيد " عاشوراء". وقد جلبت عروض فرقة "السبيبة" أيضا جموعا من السياح الأجانب المتواجدين بالمنطقة في إطار الموسم الجديد للسياحة الصحراوية. وكانت هذه السهرة الموسيقية التي امتزجت فيها الألوان والأغاني التارقية وصدح فيها الفنانون بكل ما يملكون من إبداع موسيقي وفني فرصة للحضور لالتقاط صور لمختلف المشاهد الموسيقية الرائعة التي صنع من خلالها الفنانون والفرق الفولكلورية لوحة موسيقية متناسقة الألوان والتي تعبر في بعدها الثقافي عن مدى ثراء الموسيقى والفنون الغنائية في هذه المنطقة من الجنوب الشرقي للوطن. ويرى أوقاسم يوسف أستاذ بمدينة جانت ومؤسس جمعية " السبيبة" في 1988 أن الموسيقى والغناء والشعر تحتل موقعا أساسيا في حياة التوارق وستظل هذه العوامل صمام الأمان لهويته. وأوضح في نفس السياق أن التقاليد الغنائية والرموز والموضوعات التي يتطرق إليها الشعر الغنائي يشكل القاسم المشترك للسكان التوارق مشيرا أن البدو الرحل يهتمون أكثر بالصوت والأداء .كما أن للتنظيم الإجتماعي تأثيرا كبيرا في توزيع الأداء الموسيقي حيث تحتفظ الآلات الموسيقية بأهميتها في مجتمع التوارق.