عرض الرسام بومدين حيرش يوم الأربعاء بوهران 20 لوحة فنية تتناول أهم المحطات التاريخية التي ميزت مقاومة الأمير عبد القادر للمستعمر الفرنسي. ويخلد حيرش الذي يعتبر أحد أعمدة الفن التشكيلي بوهران من خلال أعماله الفنية المعروضة بورشته بمناسبة احياء الذكرى ال 58 لاندلاع الثورة التحريرية المسيرة الذاتية والثقافية والدينية لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ومختلف الأحداث التاريخية التي عرفتها مقاومة الأمير في دحر الاستعمار. واعتبر الفنان أن هذه المجموعة الابداعية التى يعود تاريخ انجاز البعض منها إلى زهاء 20 سنة هي "نافذة تؤرخ لأعظم مقاومة شعبية قادها الأمير عبد القادر وتعتبر عن نظرة فنان جزائري لأحداث مميزة في تاريخ المقاومات الشعبية التي عرفها العالم والجزائر قبل حرب التحرير الوطني". ويتضمن هذا المعرض مجموعة من اللوحات الفنية التي هي عبارة عن "بورتريهات" للأمير عبد القادر تبرز من خلالها مراحل نشأته وتكوينه الديني وانجازاته وحنكته السياسية والعسكرية وكذا أناقته التي تعكس الهوية الجزائرية الأصيلة وشخصيته الفذة وملاحم وجهه القوية التي تعبر عن عزيمة الجزائريين وبسالتهم في مقاومة الاستعمار الفرنسي. وقد خصص بومدين حيرش الذي تكون في مدرسة الفنون الجميلة لوهران في سنة 1952 لوحة للمبايعة الأولى الأمير عبد القادر عند شجرة الدردار بغريس (معسكر) منذ 180 سنة والتي أصبحت موقعا تاريخيا ومهما للمؤرخين وطلبة التاريخ وتعرف زيارات لشخصيات وطنية وأجنبية. وبأصباغ ترابية تحاكي لون التربة الذي يرمز إلى التشبث بجذور الأرض أبى الفنان إلا أن يشكل من تموجات الأصباغ واضطربات الفرشاة لوحات ذات الحجم الكبير تؤرخ لأشهر المعارك التي قادها الأمير ضد المحتل منها معركة "المقطع" الشهيرة التي دارت رحاها في 1835 وسيدي ابراهيم (1845) و"خنق النطاح" الثانية سنة 1832. و استطاع الفنان حيرش بومدين البالغ من العمر 76 سنة الذي استعان في انجاز أعماله الفنية بالمصادر التاريخية تصوير بدقة متناهية وقائع هذه المعارك التي تعد "ملحمات" ويترجم تلك البطولات على سطح لوحات جامدة تجعلها الألوان أكثر حيوية تسرد قصص أمجاد الجزائر -كما أشار إلى ذلك أحد المختصين في الفن التشكيلي. وتتوسط هذه اللوحات الفنية التي تزدان بها جدران ورشته لوحة كبيرة عبارة عن جدارية صغيرة تصور الأمير عبد القادر محاطا بجمع من المسيحيين يشيدون بدوره الانساني والنبيل لإنقاذ المسيحيين في سوريا سنة 1860.