وأوضح الباحث في التراث الشعبي جيلالي جلول أن الأمير عبد القادر الذي توفي بدمشق يوم 23 ماي 1883 “كان خير مثال في الأخلاق الإنسانية خلال تسييره لشؤون دولته الحديثة إيمانا منه في تغيير الإنسان ومن خلاله المجتمع” مضيفا أن الأمير “لم يكتف بالكفاح المسلح بل كان الرجل الشريف في معاملاته ومثالا يقتدى به بشأن قبول الأخر”. وأشار المحاضر الذي يعمل بمديرية الثقافة إلى أن “الأمير عبد القادر كان متصوفا وانتهج التصوف كطريقة لتجديد الفهم الديني وأسلوبا للحياة مما جعل حياته وسلوكياته تجتمع فيها الكثير من الخصال وتنعكس على جهاده المسلح ضد المستعمر وإدارته لشؤون الدولة”. وأضاف الباحث أن “المسيرة الروحية لقائد المقاومة الشعبية كانت ضمن الطريقة الصوفية التي تبرز وعيه الروحي ورؤيته الملهمة للبحث عن الحق المطلق وجهاد النفس تلبية لنداء وعبودية الله والخضوع إلى محبته”. وحسب نفس المصدر فان “الأمير عبد القادر قاد مقاومة إنسانية لصالح قيم أساسية تكمن فيها الثورة المعنوية للإنسان وكرامته وقدم نموذجا في التربية والسلوك الإنساني”مضيفا أنه “كان متفتحا ويولي اهتماما للاختراعات والتجديد ومن ذلك تأييده لمشروع بناء قناة السويس باعتباره همزة وصل بين الشرق والغرب”. كما تطرق المحاضر إلى جوانب من مسيرة قائد المقاومة الشعبية الأمير عبد القادر في تسيير شؤون الحرب ضد الاستعمار الفرنسي أبرز فيها خصائص شخصيته في معاملاته مع جنوده والأسرى الذين كان يعاملهم بإنسانية وفق ما تنص عليه الشريعة الإسلامية. و بالموازاة مع هذه المحاضرة التي بادرت إليها مديرية الثقافة بالتنسيق مع جمعية “الشيخ العلاوي” للثقافة الصوفية شهدت ولاية معسكر تظاهرات ثقافية ودينية بمناسبة إحياء هذه الذكرى منها إقامة سهرة دينية بزاوية “سيدي محيي الدين” ببلدية القيطنة مسقط رأس الأمير. ومن جهة أخرى عرض الفنان التشكيلي حيرش بومدين من وهران أعماله بدار الثقافة “أبي راس الناصري” التي تناولت هذه الشخصية التاريخية البارزة علاوة على عرض مؤلفات الأمير وما كتب عنه من قبل أهل الاختصاص والمؤرخين سواء كانوا جزائريين أو أجانب.