شكلت مسيرة المجاهدين الراحلين عبد الحفيظ بوالصوف و لخضر ابن طوبال و ظروف انطلاقة الثورة التحريرية موضوع أشغال ندوة نظمتها اليوم الاثنين بميلة الجمعية الوطنية مشعل الشهيد بالتنسيق مع الولاية. وأبرزت التدخلات في هذا اللقاء الذي احتضنته دار الثقافة "مبارك الميلي" لولاية ميلة بحضور سلطات الولاية وعدد من المجاهدين و طلبة و مهتمين "أهمية الدور الكبير" الذي لعبه الرجلان في مسيرة استرجاع السيادة الوطنية "بدءا من نشاطهما المكثف في صفوف الحركة الوطنية" إلى "عضويتهما ضمن مجموعة 22 التي كان لها الفضل في اندلاع ثورة التحرير" ثم "توليهما مسؤوليات سامية داخل لجنة التنسيق و التنفيذ" وكذا "في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية". و في هذا السياق اعتبر الأستاذ الشريف عبد الدائم مؤلف كتاب عن المجاهد الراحل بوالصوف بعنوان "بوالصوف الثوري ذو الخطى الخفية" في محاضرة قدمها بالمناسبة أن هذا المجاهد الكبير كان "رجلا سياسيا و إستراتيجيا من الطراز الأول" إذ كان له الفضل الأول "في إنشاء مصالح الاستخبارات و الإشارة و الإعلام الثوري إلى جانب ما حققه من إستراتيجية ناجعة في ميدان التسليح". و من جهته نوه السيد محمد بن داس الأمين العام الولائي للمجاهدين بما قدمه الرجلان لمصلحة الثورة منذ انطلاقتها في أول نوفمبر 1954 مذكرا أن الراحل لخضر بن طوبال قاد عشية أول نوفمبر1954 "أولى المجموعات الثورية التي قامت بالعمليات العسكرية ضد الاستعمار في مناطق القرارم إلى غاية الميلية" بولاية جيجل حاليا. وقال "أنه مثلما تمت تسمية المركز الجامعي لميلة باسم المجاهد المرحوم عبد الحفيظ بوالصوف فإننا نلتمس أيضا أن يسمى سد 'بني هارون' باسم المجاهد البطل لخضر بن طوبال" و ذلك ع"رفانا لما قدمه من تضحيات و جهد وكفاح انطلق بالذات في بدايات الثورة من نفس المنطقة الجبلية المحاذية للسد العملاق". و بدوره أشار السيد محمد عباد رئيس الجمعية الوطنية مشعل الشهيد إلى أهمية تذكير الشباب و الأجيال الجديدة بتضحيات الشهداء و الجاهدين الذين بذلوا النفس والنفيس لتحرير البلاد. "ومن هؤلاء المجاهدان المرحومان بوالصوف و بن طوبال اللذان ولدا بميلة القديمة كما لعبا أدوارا أولى في انتصار القضية الجزائرية و استرجاع السيادة الوطنية على كامل ربوع الوطن" -كما أضافعباد مضيفا بالقول "ان هذه المساهمة الكبيرة و النوعية تستحق من جانبنا دائما التنويه و التكريم و الإشادة." وتعمل جمعية مشعل الشهيد على تنظيم لقاءات و ندوات تاريخية متتالية عبر أنحاء الوطن من أجل إنارة الشباب الذي سيحمل لواء البلاد بتضحيات وكفاح الأسلاف ضد الاستعمار و من أجل السيادة الوطنية- كمااوضح رئيسها. أما المخرج و الإعلامي عبد الباقي صلاي فنوه في تدخل له بالمناسبة بما قدمه الرجل و المناضل عبد الحفيظ بوالصوف مشيرا أن شريطا وثائقيا يتم انجازه حاليا ويتناول تاريخ والمسيرة النضالية لهذا الرجل. ومن المنتظر أن يعرض هذا الشريط الذي يوشك المخرج صلاي على إنهائه في نهاية ديسمبر القادم بمناسبة إحياء الذكرى 32 لوفاة المرحوم بوالصوف في31 ديسمبر 1980. وكانت ولاية ميلة قد أنجزت مؤخرا جداريات نحاسية بصور الراحلين المجاهدين عبد الحفيظ بوالصوف و لخضر بن طوبال و رابح بيطاط أعضاء مجموعة 22 التي أطلقت الثورة.