انطلق أول أمس السبت بروضة الشهداء بمدينة ميلة تصوير شريط وثائقي عن مسيرة وكفاح المجاهد الراحل عبد الحفيظ بوالصوف الوزير الأسبق في الحكومة الجزائرية المؤقتة وعضو مجموعة ال 22 التاريخية التي أعلنت انطلاق ثورة الفاتح من نوفمبر,1954 وذلك بمناسبة إحياء الذكرى ال 31 لوفاته المصادفة ل 31 ديسمبر .1980 وستتكفل ولاية ميلة بتمويل هذا العمل السمعي البصري الذي يستغرق 52 دقيقة من إخراج الإعلامي عبد الباقي صلاي، حسبما أعلن عن ذلك والي الولاية خلال ندوة احتضنتها دار الثقافة مبارك الميلي إحياء للذكرى ال 31 لوفاة المجاهد بوالصوف. وثمن الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السيد السعيد عبادو، خلال هذه الندوة التاريخية التي حضرها عدد من رفاق الراحل وجموع من المجاهدين والمسؤولين والمواطنين إلى جانب مدعوين من عدد من ولايات شرق البلاد المشوار النضالي للمجاهد بوالصوف، قائلا إنه ''ينتمي لثلة من الرجال الذين تحملوا مسؤولياتهم الوطنية كاملة من خلال ركوبهم سلم المجد. وقد انخرط بوالصوف ابن مدينة ميلة مبكرا - كما أضاف السيد عبادو - في الحركة الوطنية من خلال الانتماء لحزب الشعب الجزائري سنة 1940 قبل أن يشارك في تمزيق العلم الفرنسي في مظاهرات ماي 1945 وينخرط سنة 1947 في المنظمة السرية الخاصة. ومن عضويته في اللجنة الثورية للوحدة والعمل إلى المشاركة في اجتماع جوان 1954 لمجموعة ال 22 التاريخية أظهر بوالصوف - كما قال الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين - ''حسا وطنيا عاليا''، أكده في فترة الثورة بتبوئه منصب نائب قائد المنطقة الخامسة (القطاع الوهراني) ثم قائدا للولاية التاريخية الخامسة قبل أن يتقلد مناصب وزارية بصفة مستمرة في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بين 1958 و1962 إذ أوكلت إليه مهام العلاقات العامة ثم وزارة التسليح والاتصالات العامة المعروفة اختصارا ب''مالغ''. ونوه السيد عبادو - بالمناسبة - بما أبداه بوالصوف المعروف باسمه الثوري ''سي المبروك'' من ''طاقة قيادية ملهمة''، مضيفا بأن رعيل نوفمبر ''هم وحدهم من كان لهم فضل التواصل مع أمجاد شعبهم وهم الذين استلهموا منه ثقافة الانتصار. وقد كان للراحل بوالصوف باع طويل - كما قال السيد عبادو - في إنشاء المصالح الخاصة الجزائرية من استعلامات واستعلامات مضادة ومصالح لفك الشفرة وغيرها. من جهته؛ أبرز الدكتور أحمد بن نعمان ما قدمته ''الأهرامات البشرية الجزائرية الكبيرة'' على غرار بوالصوف من تضحيات وإسهامات لصالح الثورة الجزائرية (1954-1962)، والتي ''كانت ذات صبغة شاملة'' متجاوزة النزعات الجهوية والعصبية. وشدد الجامعي الدكتور بن نعمان بصفة خاصة على نموذج الأمانة والوفاء للثورة، مبرزا ذلك من خلال عرضه لأمثلة عن نقل أموال معتبرة لاقتناء السلاح بكل أمانة. وتميز إحياء الذكرى ال 31 لوفاة المجاهد بوالصوف بإجراء مراسم ترحم على أرواح الشهداء بروضة الشهداء بوسط مدينة ميلة، حيث تم تدشين جدرايات نحاسية بأسماء الأبطال الثلاثة بن طوبال وبوالصوف وبيطاط. وشهدت الاحتفالات بولاية ميلة كذلك إقامة العديد من النشاطات الثقافية والتاريخية تمجيدا لهذه الشخصية الثورية من الطراز الأول - كما وصفها والي الولاية -.