واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الخميس قصفه على قطاع غزة مخلفا بذلك 13 قتلى واكثر من مائة جريح منذ امس الاربعاء في الوقت الذي تعالت فيه الأصوات الفلسطينية المطالبة بتدخل دولي فوري لوضع حد لهذا العدوان. فقد نفذت قوات الجيش الاسرائيلي سلسلة من الضربات الجوية على القطاع منذ أمس أدت وفق اخر التقارير إلى استشهاد ما لا يقل عن 13 فلسطينيا وإصابة أكثر من 115 آخرين حتى الآن. وأدى هذا الاعتداء إلى مقتل قائد "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أحمد الجعبري ومرافقه محمد الهمص في غارة استهدفته داخل سيارة في مدينة غزة. وقد حملت حماس إسرائيل التداعيات الخطيرة الناتجة عن اغتاليه. وقد أغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية على أكثر من 20 هدفا ومنطقة في قطاع غزة منذ امس. ومع تواصل التصعيد الإسرائيلي تعالت الأصوات الفلسطينية المطالبة بالتدخل الفوري للمجتمع الدولي من أجل وضع حد لهذا العدوان الذي قد يعيد نفس سيناريو 2008 حيث كان قطاع غزة قد تعرض لعدوان اسرائيلي أواخر عام 2008 و بداية 2009 خلف استشهاد 1400 فلسطيني و إصابة خمسة آلاف آخرين غالبيتهم مدنيين. ومن أجل وضع حد للمجازر الإسرائيلية طالب المندوب الدائم لفلسطين لدى جامعة الدول العربية بركات الفرا عقد اجتماع طارئ وعاجل لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين ل"مناقشة العدوان الإسرائيلي على القطاع وتداعياته". واعتبر أن "هذا الاعتداء يأتي في وقت ومرحلة حساسة من مصير الشعب الفلسطيني وخاصة إننا ذاهبون إلى الأممالمتحدة للحصول على دولة غير عضو في 29 من الشهر الجاري" مؤكدا أن مثل هذه العمليات "لن تثني الشعب الفلسطيني من نيل استقلاله". ومن جهته، دعا المسؤول البارز في حركة حماس في قطاع غزة إسماعيل هنية إلى عقد قمة عربية عاجلة للتصدي للهجوم الإسرائيلي "الوحشي". ودعا كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات هو الآخر اليوم الخميس المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لتوقف عدوانها العسكري على القطاع. وبدورها، أدانت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أمس بشدة العملية العسكرية الهمجية على قطاع غزة وسياسة الاغتيالات التي تطال أبناء الشعب الفلسطيني في مناطق متفرقة من القطاع. واعتبرت أن "حكومة الاحتلال قد فتحت باب الدعاية الانتخابية مبكرا باستهدافها أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع وأن هذا التصعيد الإجرامي المدروس (...) يعد جزءا من سلسة مدروسة للنيل من مساعينا السياسية والسلمية للتوجه إلى الأممالمتحدة". وعلى الصعيد الدولي توالت ردود الأفعال المنددة والمدينة للخروقات الإسرائيلية المتكررة التي من شأنها أن تقوض جهود السلام غير أنها لم ترق لأي قرار رسمي يلزم الاحتلال على وقف اعتداءاته على المدنيين الفلسطينيين العزل. فقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الإحتلال الإسرائيلي ل"الوقف الفوري لأعمال العنف" كما عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا بطلب من مصر لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة إلا أنه أنهى جلسته المذكورة دون إصدار أي بيان بهذا الخصوص. واعتبر رئيسه مندوب الهند الدائم لدى الأممالمتحدة السفير هارديب بوري أن "الغرض من انعقاد جلسته هو المساعدة في تخفيف حدة التوتر بين الطرفين واقناعهما بضرورة وقف العنف". ومن أجل تخفيف حدة الوضع على سكان القطاع المحاصر منذ عام 2007 ونتيجة لما يتعرض له من عدوان حاليا قررت السلطات المصرية فتح معبر رفح البري الحدودي بشكل دائم وعلى مدار الساعة حتى في عطلتي رأس السنة الهجرية وعطلة الجمعة وألغت العطلة لجميع العاملين به. وأكد مصدر أمني مصري اليوم بأن "العمل سيستمر في المعبر من الجانبين استعدادا لوصول أي من الجرحى الفلسطينيين ليتم نقلهم لمستشفى العريش العام" بعد الاعتداءات الاسرائيلية في غزة. ومع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية الممارسة بحق الشعب الفلسطيني تتزايد المخاوف من دخول القطاع في تصعيد أمني أكثر حدة خلال الفترة القليلة المقبلة التي ستتوجه خلالها فلسطين إلى الأممالمتحدة للمطالبة بصفة "دولة غير عضو". وكدليل على تلك المخاوف هدد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو أن "هجمات الجيش الإسرائيلي ستتواصل وبإمكانها أن تتوسع".