قال المشرف الفني الكوريغرافي العراقي طلعت السماوي يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة أن الساحة الثقافية العربية "تشهد ميلاد فن جديد" يتمثل في الرقص المعاصر رغم "الإنتقاصية" التي تنظر بها الشعوب العربية لفن الرقص. واعتبر الفنان العراقي في محاضرة ألقاها بقصر رياس البحر (حصن 23) في إطار فعاليات الطبعة ال4 للمهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر وبحضور بعض عناصر فرقته "أكيتو" ان هذا الفن الجديد "مازال في طور تشكله" وهو "يختلف من بلد عربي لآخر باختلاف الأساليب التعبيرية فيه". وأشار السماوي الذي كان قد قدم وفرقته الدولية "أكيتو" قبل يومين عرض "0+0 يساوي0" في إطار المهرجان أن نظرة العرب لفن الرقص هي نظرة "انتقاصية" مؤكدا على أن الرقص تاريخيا "أخذ صفته السلبية" إبان غزو نابليون لمصر "لما جمع كثيرا من الراقصات لأجل متعة جنوده". وأبدى المتحدث استياءه من واقع فن الرقص في البلدان العربية قائلا "ليس لدينا مكتبة متخصصة حول فن الرقص كما أنه ليس لدينا 10 كتب في كل الدول العربية حوله" متأسفا أيضا لكون أغلب وزارات الثقافة العربية "لم تصدر قرارات رسمية إدارية لدعم هذا الفن وحماية الراقصين". واعتبر المشرف الفني الكوريغرافي العراقي أن النهوض بفن الرقص وبالخصوص الرقص المعاصر يتطلب "التكوين أولا ثم الإنتاج ثم النشاط" بما يشمله من تظاهرات ومهرجانات مشددا في نفس الوقت على الدور الهام للإعلام في الترويج لهذا الفن. ومن جهة أخرى رفض المتحدث الإختلاف في تسمية فن الرقص المعاصر بين المشرق العربي -الذي يسميه "الرقص الحديث"- والمغرب العربي -الذي يدعوه ب"الرقص المعاصر"- معتبرا أن "الرقص الدرامي" هو المصطلح "الأنسب" لهذا الفن. وأشار الفنان العراقي إلى أن الرقص "الدرامي" هو من فنون الرقص التجريبية "فهو ليس متعة وفرجة بقدر ما هو لغة به دلالات ومساحات إبداع مفتوحة تصور لنا عوالم الإنسان والطبيعة لتوصلنا بمن هو منا وأيضا بالآخر". ولد طلعت السماوي في بابل (العراق) في 1967 ومع نهاية الثمانينيات غادر العراق حيث طاف بعدة دول عربية وأوروبية إلى أن استقر به المقام في السويد أين بدأت مسيرته الفنية بالمسرح قبل أن يتحول إلى الرقص المعاصر ويشرف على إدارة فرقة "أكيتو" الدولية التي تأسست في جوتبرغ بالسويد عام 1996. وفي عام 2000 عاد للعراق للإشراف على ورشات العمل الفنية وتقديم المحاضرات بأكاديميات الفن ببغداد ومدن عراقية أخرى وقد شارك منذ ذلك الوقت في العديد من مهرجانات الرقص بالعراق والجزائر وتونس وغيرها. و يذكر أن الطبعة ال4 للمهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر التي افتتحت في 15 نوفمبر الجاري وتختتم فعالياتها غدا الخميس تعرف مشاركة فرق رقص من 18 بلد إلى جانب الجزائر.