تتواصل فعاليات الطبعة الرابعة من المهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر بقصر الثقافة “مفدي زكريا"، حيث شهد يومها الرابع مشاركة مجموعة من الفرق قدمت من مختلف بلدان العالم لتشارك في هذه التظاهرة الدولية. استمتع الجمهور العاصمي سهرة أول أمس الأحد بالعروض التي قدمت على خشبة مسرح قصر الثقافة، حيث استهلت فرقة مدينة الرقص الممثلة لدولة مالي الإحتفال بتقديمها عرضا شبابيا مميزا صاغته حركات الأعضاء الثمانية الذين يمثلونها دوليا ويتميزون باحترافية كبيرة، بإشراف من الفنان “لاسانا إيغوا ديارة”، يربطهم هدف واحد كما توحدهم عاطفة حب الوطن الذي يتخبط في صراعات وأزمات يسعون من خلال حركاتهم الراقصة العصرية إلى تحقيق السلام فيه نظرا لإيمانهم بأن الفن رسالة بإمكانها تغيير ما خربته السياسة. ويعد العرض المالي أول مشاركة لفرقة “مدينة فن الرقص لباماكو” في التظاهرة، وحسب تصريح خص به رئيسها “لاسانا ايغوا ديارة” “السلام”، فإن الرقص المعاصر عبارة عن لوحة فنية تحكيها الحركات، وتحمل في طياتها معاني كثيرة، كما تحوي جانبا دراميا وآخر مكتوب، ما يخلق الإختلاف. وقد ثمن المتحدث حسن التسيير والتنظيم الذي ساد المهرجان، معبرا عن انبهاره بمستوى عروض الفرق الجزائرية وافتخاره باحتضان بلد إفريقي مثل الجزائر لهذه التظاهرة العصرية. وإلى جانب عرض مالي، تألقت فرقة “الرقص لدار الثقافة مولود معمري” الآتية من ولاية تيزي وزو بعرضها الفني، من خلال حركات جسدية مدروسة بدقة تحمل في طياتها رسائل حب وسلام وحرية وتدور أغلب مواضيعها حول الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشباب داخل الوطن. اتسمت رقصات فرقة تيزي وزو بمسحة حزن، عمت الأرجاء حين عبروا عن فترة الإستعمار الفرنسي، حيث استطاعوا إرجاع ذاكرة الجمهور إلى حقبة مريرة عاشها الشعب الجزائري جسدتها رقصات أبدعت حركاتهت فتيات موهوبات، كما شرحت مناخاتها شاشة ضخمة وثقت لكل الحقب التي انتقلت بالجزائر إلى استقلال لتحتفل اليوم بخمسينيته. وتعد فرقة مولود معمري أشهر الفرق الناشطة في مجال الرقص المعاصر على مستوى مدينة تيزي وزو، وقد سبقت لها المشاركة في هذا المهرجان مرتين، إضافة إلى عدة عروض أبدعتها في تظاهرات وطنية مختلفة. ومن جهة أخرى، ورغم حداثة الرقص المعاصر في كوبا إلا أن فرقة “ريتانوس” تمكنت من تسجيل بصمتها والتميز في أداء عرضها بإتقان، حيث أخذت حصة الأسد من الوقت المخصص لكل فرقة، كما أبدع راقصوها المكونين من أربعة بنات وثلاثة ذكور في اللوحات التي جسدوها على ركح المسرح. وتشرف على الفرقة الكوبية التي تعد من أبرز الفرق في أمريكا اللاتينية “إيزابيل بوستوس”، وذلك لما لها من إسهامات في تطوير الفنون في كوبا، أين تحسب لها مشاركات عديدة في دول مختلفة على غرار الإكوادور، المكسيك، كولومبيا، ايطاليا، الباراغواي...كما قامت مشرفتها بوستوس، بتصميم عدة عروض فنية لفائدة فرق محترفة “كاتحاد الرقص” بانجلترا ومجموعة رقص المسرح بالولايات المتحدةالأمريكية . ليختتم العرض بتقديم فرقة “أكيتو” العراقية لفقرة أبهرت العيون من جمهور حاضر ومهتمين بالرقص المعاصر بحركاتها الجسدية المنسجمة مع الموسيقى وأدائها الممتاز، خاصة وأنها تهدف بالدرجة الأولى إلى الحفاظ على التراث والوحدة بين الثقافات كما تضم راقصين من مختلف البلدان العربية كسوريا الجزائر والعراق. للتذكير تأسست “أكيتو” عام 1994 بالسويد، وكانت تحمل اسم “ألف ليلة وليلة” لتغير اسمها إلى “سعيد من شاهد” لنجدها معروفة حاليا ب«اكيتو”، أما تألقها فيرجع إلى احترافية مشرفها المايسترو “طلعت سماوي”، حيث شهدت بقيادته مشاركات في كل بقاع العالم كتركيا، الصين، إيطاليا..وقد أوضح السماوي ل “السلام” أنها ليست المشاركة الأولى للفرقة في الجزائر. للإشارة تم تكريم الفرقة العراقية مرتين الأولى من قبل وزارة الثقافة ممثلة في شخص محافظة المهرجان مباركة قدوري وكذا من قبل سفير العراق في الجزائر، كما تم تكريم باقي الفرق مباشرة بعد انتهاء عرضها.