يحظي الموروث الثقافي والفني الذي تزخر به ولاية تيبازة بإعجاب جمهور ولاية البيض التي تستضيف هذه الأيام فعاليات الأسبوع الثقافي لهذه الولاية الساحلية الساحرة. و ضمن وقائع هذه التظاهرة الثقافية يستقطب المعرض الذي تحتضنه دار الثقافة محمد بلخير جمهورا كبيرا الذي أبدى اعجابه بهذا الموروث من خلال عرض عديد الإبداعات الحرفية التي تعكس زخم التراث الذي تشتهر به ولاية تيبازة. و صنعت إبداعات الحرفي الشاب محمد أوقاسي واحدة من مميزات هذا المعرض الذي أبرز مدى تألقه في صناعة الأثاث المنزلي بمادة الخيزران التي تفنن فيها بشكل يوحي باحترافية عالية وهي الحرفة التي اكتسبها بالفطرة و طورها بمعية محيطه العائلي حيث استطاع بفضل جديته وهوسه بهذا الفن الظفر بالمرتبة الثالثة بأولمبياد التكوين المهني لسنة 2005 . وغير بعيد عن ذات الركن تزينت طاولة الحرفية بلعباس سامية المختصة في الطبخ بأكلات التي تتنوع بين التقليدية و العصرية وقد عبرت عن سحر المطبخ الشرشالي من خلال طبق "الرشتة" الذي لا يزال حاضرا وبقوة في موائد عائلات تيبازة شأنه في ذلك شأن الأكلات العصرية التي تعتمد بصفة كبيرة على السمك بالنظر إلى خصوصية المنطقة باعتبارها ولاية ساحلية بامتياز كما ذكرت نفس الحرفية. و يعرف هذا المعرض الذي يقام ضمن فعاليات هذه التظاهرة الثقافية مشاركة كوكبة من الفنانيين التشكيليين الذين أحضروا معهم لوحات زيتية مستوحاة من المدرسة الطبيعية التي تحاكي الواقع كما كان فن النحت هو الآخر حاضرا من خلال بعض التماثيل الخاصة بعدد من الشخصيات الحضارية والتاريخية التي صنعت حضارة تيبازة. كما تفاعل الجمهور وتناغم بالأهازيج تارة وبالزغاريد تارة أخرى مع مختلف الطبوع الفنية التي أبدعت بها خلال حفل الافتتاح سهرة أمس الأحد فرقة "الشنوية" و فرقة "المنارة" المختصة في الطابع الشعبي و الحوزي و الجمعية "الهلالية" بأغانيها العصرية و المغربية التي أضفت قليلا من الدفء بعيدا عن برودة الطقس التي تجتاح هذه الأيام البيض .