تستضيف ولاية النعامة حاليا الأسبوع الثقافي لولاية الوادي الذي تصنع فعالياته أجواء احتفالية ومشاهد متنوعة من الموروث الثقافي لهذه المنطقة من الوطن . وحملت وقائع افتتاح هذه التظاهرة الثقافية مساء أمس الأحد طبوع غنائية متنوعة تعكس تراث مدينة الألف قبة بإبداعات فرقها الفولكلورية التي تفننت بلباسها التقليدي المميز في عزف آلاتها المحلية و أداء حركاتها الراقصة. وشاركت في هذا الحفل فرقة "المزود" التي حملت لجمهور النعامة طابعا غنائيا تمتاز به منطقة وادي ريغ تستعمل فيه آلة عزف إيقاعية تقليدية تعرف ب"الشكوة" الى جانب عروض فلكلورية ورقصات شعبية منها "الزقايري" و"الزندال" أدتها فرقتا سيدي عون و الرداسي بأنغام الزرنة و القرقابو التي امتزجت بطلقات البارود وزغاريد النساء . كما نصبت قافلة ولاية الوادي بدار الثقافة للنعامة خيمة صحراوية واسعة إحتضنت مجموعة من الكنوز الثقافية المحلية التي تشتهر بها تلك المنطقة من جنوب شرق الوطن من أبرزها الألبسة التقليدية المصنوعة من وبر الجمال سعف النخيل بحكم أن هذه الولاية تشتهر بإنتاج التمور. وبالمناسبة يعرض الحرفي "السايح الشايع" ما جادت به أنامله من لوحات لفن النحت على الجبس والذي أبدع في نقوشه اليدوية التي زينت ديكورات تحمل زخارف وعبارات الخط العربي. كما عرضت السيدة مباركة خديجة نماذج من أكلات شعبية تشتهر بها وادي سوف منها "السفة" و "المطابيق" التي تعرف أيضا في منطقة وادي ريغ بالمختومة حسب نفس العارضة - التي أوضحت أن أكلات واد سواف أغلبها حارة المذاق. ويحضر بهذا المعرض أيضا الفن التشكيلي ممثلا في لوحات لمناظر صحراوية خلابة و مشاهد لقصور عتيقة شيدت من مادة الطين وأسقفها زينت بجذوع النخيل ووكذا لأوجه النساء السوفيات و حليها و غيرها من اللوحات التعبيرية التي أبدع فيها مجموعة من الرسامين من بينهم "حياة كحيلي" و "أحمد تريعية" والتي نالت نصيبها من الإعجاب . ويتضمن برنامج الأسبوع الثقافي لولاية الوادي الذي ستنتقل فعالياته إلى بلديات المشرية و العين الصفراء و البيوض ومكمن بن عمار التعريف بمختلف أوجه التراث الشعبي الأصيل لسكان وادي سوف وسط ديكور خيمة تقليدية لاستقبال الزوار. كما سيتم تنشيط سهرات فنية في الغناء والرقص فضلا عن قراءات للشاعر الشعبي "محمد المهدي غمام" وعروض مسرحية من أداء فرقة الركح السوفي لدار الثقافة بالوادي وتقدم محاضرات فكرية حول تاريخ منطقة الوادي.