قررت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبيب) اليوم الأربعاء بفيينا في ختام ندوتها الوزارية ال162 نظرا لقلقها بشان الافاق الاقتصادية العالمية لسنة 2013 الإبقاء على حصص إنتاجها المقدر ب 30 مليون برميل يوميا و تمديد عهدة امين عام المنظمة المنتهية عهدته الليبي عبد الله سالم البدري بسبب عدم التوصل الى اتفاق حول خليفته. وصرح وزير النفط السعودي السيد علي النعيمي قائلا "لم يحدث أي تغيير. الإنتاج بقي 30 مليون برميل يوميا و قررنا تمديد عهدة الأمين العام (الليبي عبد الله البدري) بسنة إضافية". لم يفاجئ قرار ابقاء المنظمة على سقف انتاجها الذي كان متوقعا الاوساط المتخصصة بحيث انه قبل انطلاق اشغال هذه الندوة كان هناك اجماع حول هذا القرار. وبخصوص نتائج هذا الاجتماع العادي للمنظمة اكد وزير الطاقة والمناجم السيد يوسف يوسفي ارتياحه لهذا القرار معتبرا ان هذا الاجراء من شأنه أن يسمح بتحقيق توازن أكبر في السوق. وقال "كنا نتوقع هذا القرار و أنا سعيد لذلك". وأضاف السيد يوسفي "أظن أن السوق سيكون أكثر توازنا خلال الأشهر المقبلة إثر هذا القرار" مذكرا أن المنظمة ستجتمع في 31 ماي المقبل لتقييم وضع السوق و الاقتصاد العالمي. كما اعرب عدة وزراء في تصريحاتهم عن ارتياحهم لهذين القرارين التوافقيين بما فيهم الوزير الايراني للنفط السيد رستم قاسيمي الذي غالبا ما يندد بلده بالأعضاء الاخرين لعدم التزامهم بالنسبة لحصص الانتاج المحددة من طرف المنظمة. وقال في هذا الاطار "أنا سعيد لهذا القرار" مضيفا ان اجتماع المنظمة في 31 ماي المقبل سيسمح بتقييم اثر الابقاء على سقف الانتاج على السوق و على الاقتصاد العالمي. وقد استجابت اسعار النفط لهذا القرار بحيث تجاوزت ال110 دولار للبرميل (26ر110 دولار للبرميل) اي بزيادة 26ر2 دولار مقارنة بسعر امس. من جهة أخرى، ادى عدم التوصل الى توافق بين الاعضاء الى تمديد عهدة الأمين العام الحالي للمنظمة الليبي عبد الله البدري بسنة اضافية فيما كان يراهن الملاحظون على مدة ستة اشهر. و بخصوص هذا القرار يمثل سابقة في تاريخ المنظمة اعترف الوزير بأن اعادة انتخابه منافية لقانونها الأساسي. و أضاف "صحيح أن النظام الداخلي للأوبيب و قانونها الأساسي لا يتضمن تمديد عهدة في حالته" إلا أنه أضاف أن "المنظمة سيدة" في قراراتها. افاق اقتصادية مقلقة وقد تقدم لمنصب الامين العام لمنظمة الاوبيب ثلاث مترشحين هم المندوب الدائم للعربية السعودية بالمنظمة السيد ماجد المنيف و مستشار الوزير الأول العراقي للشؤون الطاقوية السيد تامر الغضبان و وزير النفط العراقي السابق غلام حسين نوزاري. و حسب المندوبين سجبت ايران ترشحها لانها كانت تتوقع تعيين الممثل العراقي. كما سحبت دولة الاكوادور مرشحها من اجل تسهيل التوصل الى اتفاق حول هذه النقطة داخل المنظمة. من جهة اخرى قرر الوزراء نقل الرئاسة الدورية للمنظمة الى وزير النفط الكويتي هاني عبد العزيز حسين لمدة سنة ابتداء من الفاتح جانفي 2013 خلفا لوزير النفط العراقي عبد الكريم اللعيبي . و كان الرئيس المنتهية عهدته السيد عبد الكريم اللعبي قد عبر عن "قلقه جراء تباطؤ الاقتصاد العالمي" منذ مطلع سنة 2012. وأضاف ان "التباطؤ هو نتيجة اجتماع عدة عوامل مرتبطة بسياسات التقشف المتبعة في بعض بلدان منطقة الاورو و بالصعوبات الاقتصادية التي يواجهها اليابان و البلدان الناشئة الرئيسية". و كان السيد يوسفي قد صرح قبل الإجتماع بقليل أن الأوبيب منشغلة بالآفاق الاقتصادية غير الأكيدة لسنة 2013 و للمستوى المرتفع للمخزونات أمام تراجع الطلب مؤكدا على ضرورة اتخاذ قرار من شأنه أن يسمح باستقرار الوضع. وصرح الوزير أن "الوضع ليس سهلا نحن (الأوبيب) منشغلون أمام تراجع الطلب و المستوى المرتفع للمخزونات". من المرتقب عقد الندوة الوزارية المقبلة للاوبيب في 31 ماي في العاصمة النمساوية حيث يوجد مقر المنظمة.