أنهى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سهرة أمس الخميس زيارة الدولة التي قام بها إلى الجزائر ودامت يومين بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وخلال اليوم الثاني من هذه الزيارة حظي الرئيسان عبد العزيز بوتفليقة وفرانسوا هولاند بعد ظهر الخميس بتلمسان (غرب الوطن) باستقبال شعبي حار حيث توافدت أعداد كبيرة من المواطنين على شوارع وسط عاصمة الزيانيين مرددين هتافات الترحيب بالضيفين وقد توقف رئيسا الدولتين عدة مرات لتحيتهم في أجواء متميزة. وقد منحت جامعة "أبو بكر بلقايد" لتلمسان شهادة الدكتوراه الفخرية للرئيس الفرنسي قدمها له رئيس هذه المؤسسة للتعليم العالي وهذا بحضور رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وأعضاء وفدي البلدين. وفي كلمة ألقها خلال هذه المراسيم ذكر هولاند أن "الشراكة المبرمة مع الرئيس بوتفليقة تعد عقدا للشبيبة" مؤكدا إستعداد فرنسا من أجل أن تستفيد الجامعات الجزائرية من تجربة بلاده. وأوضح قائلا أن "الشراكة التي عقدناها مع الرئيس بوتفليقة وحكومتي بلادينا هي قبل كل شيء عقد للشباب وهو ما سيتم عبر التكوين". كما إلتقى الرئيس الفرنسي بالمناسبة بزهاء عشرين طالبا من مختلف الكليات للإطلاع على ظروف التعليم والدراسة بعاصمة الزيانيين. ومن جهة أخرى تمكن ضمن هذه الزيارة من الوقوف على جمال عدد من المعالم التاريخية التي تزخر بها تلمسان على غرار ضريح سيدي بومدين والقصر الملكي "المشور" و متحف فنون الخط الإسلامي لسيدي بلحسن. وأثناء ندوة صحفية تعد الثانية بعد تلك التي عقدها بالجزائر العاصمة أكد الرئيس هولاند أن فرنسا مع تطبيق قرارات الأممالمتحدة بشأن مسألة الصحراء الغربية مبرزا أنه "نؤيد قرارات الأممالمتحدة ولا شيء غير قرارات الأممالمتحدة". كما أكد أن الجزائر "بلد جميل ومضياف" ليشير إلى أن الزوار الفرنسيين سيستقبلون "استقبالا حسنا". وللتذكير فقد توج اليوم الأول من زيارة الدولة التي قام بها فرانسوا هولاند إلى الجزائر بالتوقيع أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة على إعلان الجزائر حول الصداقة والتعاون بين الجزائروفرنسا من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. كما جرى التوقيع كذلك على سبع إتفاقيات للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات بحضور رئيسي الدولتين. ودعا فرانسوا هولاند في ندوة صحفية إلى "إرساء شراكة استراتيجية متوازنة" بين الجزائروفرنسا من أجل "الإنطلاق في عهد جديد" مبرزا أن زيارته جاءت في مرحلة تحمل "دلالة رمزية كبيرة" تتميز بإحياء الجزائر للذكرى الخمسين للإستقلال. وقبل التوجه إلى ولاية تلمسان ألقى الرئيس الفرنسي خطابا أمس الخميس بالجزائر العاصمة أمام أعضاء غرفتي البرلمان الجزائري حيث إعترف هولاند بنظام إستعماري "عنيف ومدمر وجائر" سلط على الجزائريين مدة 132 سنة من الإحتلال. كما وقف هولاند بمقام الشهيد وقفة أجلال أمام النصب التذكاري المخلد لشهداء الثورة التحريرية المجيدة وتنقل إلى ساحة موريس أودين بوسط العاصمة حيث وقف وقفة ترحم تخليدا لروح هذا الشاب المناضل من أجل استقلال الجزائر الذي قتل تحت التعذيب في جوان 1957. وقد وصف الرئيس الفرنسي زيارته إلى الجزائر التي تعد الأولى بالنسبة له كرئيس دولة ب"الضرورية" من أجل "التحضير للمستقبل" مشيرا إلى أنها أول زيارة كذلك بالمنطقة. وللإشارة رافق فرانسوا هولاند في هذه الزيارة وفد هام يضم بالخصوص وزير الخارجية لوران فابيوس ووزير الداخلية مانوال فال ووزير الدفاع جان ايف لو دريان ووزيرة التجارة الخارجية السيدة نيكول بريك والجنرال بونوا بوغا رئيس الأركان الخاص لهولاند وبرلمانيين من الغرفتين (الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ).