شهدت عدة محافظات جنوب الأردن يوم الجمعة أعمال شغب قام بها أنصار مرشحين أخفقوا في الوصول إلى البرلمان من خلال الإنتخابات البرلمانية التي أعلنت نتائجها مساء أمس فيما وصف العاهل الاردني من على منبر دافوس الاقتراع با"التاريخي" الذي يندرج في اطار مسارالاصلاح القائم بالمملكة على سيادة القانون. وكان الاردنيون أول امس الاربعاء مع موعد لانتخاب 150 نائبا يمثلون أعضاء مجلس النواب السابع عشر في تاريخ الحياة النيابية بهذا البلد . وعلى اثر الاعلان عن النتائج النهائية للانتخابات امس الخميس اندلعت في عدد من المحافظات الأردنية أعمال شغب تواصلت لغاية اليوم الجمعة افتعلها مؤيدو مرشحين لم يحالفهم الحظ في الإنتخابات البرلمانية . وأصيب اربعة اشخاص في اعمال الشغب هذه في لواء المزار الشمالي في محافظة "اربد" مما اضطر قوة من الدرك والاجهزة الامنية التدخل للسيطرة على الموقف. وبحسب محافظ اربد خالد ابو زيد فان أعمال الشغب شهدت كذلك وقوع اعتداءات على منازل ومنشآت عامة لكن الامور امنيا تمت السيطرة عليها. وقال لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان المشاجرات عشائرية جاءت احتجاجا على النتيجة التي افرزتها انتخابات الدائرة والتي يسعى البعض للتشكيك بها الا ان الاجهزة الامنية سيطرت على الموقف الذي عاد للهدوء. وقال مصدر أمني أردني في محافظة الكرك جنوب البلاد أن "العشرات من أنصار مرشح لم يحالفه الحظ في الإنتخابات البرلمانية تجمعوا أمام مبنى المحافظة للإحتجاج على نتائج الإنتخابات ورشقوا المبنى بالحجارة وقطعوا الطريق الرئيسي في المحافظة". وشهدت المناطق القريبة من مدينة "معان" الجنوبية أعمال شغب إفتعلها أنصار أحد المرشحين الخاسرين. وكانت الجهة الشرقية لمدينة "مأدبا" جنوب البلاد شهدت أمس الخميس أعمال شغب من قبل أنصار أحد المرشحين الخاسرين احتجاجا على نتائج الانتخابات النيابية. وقام أنصار المرشح الخاسر في المدينة وفق مصادر اعلامية محلية بحرق إطارات مطاطية وإطلاق العيارات النارية في الهواء وإغلاق الطريق الرئيسي المؤدي إلى لواء "ذيبان" وتحطيم محال تجارية ومركبات مما اضطر قوات الأمن والدرك إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وفرضت طوقا أمنيا لمنع المتظاهرين من الوصول إلى مناطق أخرى قريبة. وكانت الهيئة المستقلة للانتخابات اعلنت امس عن نتائج الانتخابات النيابية التي فاقت نسبة المشاركة فيها 69ر56 بالمئة بعد أن تم تمديد فترة التصويت بساعة إضافية. وبلغ عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في هذه الإنتخابات مليونا و 287 ألفا و 760 ناخبا وناخبة من أصل أزيد من مليونين و272 ألفا المسجلين في هذه الإنتخابات في حين بلغ عدد المرشحين الذين تنافسوا على 150 مقعدا بمجلس النواب 1425 مرشحا ومرشحة من بينهم 191 سيدة. للاشارة اخفقت الأحزاب القومية واليسارية الأردنية في الوصول إلى البرلمان الأردني الجديد في الإنتخابات التشريعية هذه. وقالت مصادر اردنية ان قائمة النهوض الديمقراطي برئاسة الأمين العام لحزب الشعب الديمقراطي "حشد" التي ضمت ممثلين عن حزب البعث الإشتراكي وحزب البعث العربي التقدمي والحركة القومية للديمقراطية فشلت في الوصول إلى البرلمان الأردني. و نقلت المصادر عن الأمين العام لحزب الشعب الديمقراطي "حشد" أن "تزويرا ساد العملية الإنتخابية" مضيفة "لقد رفعنا شكوى للهيئة المستقلة للإنتخاب" على حد اعتباره. يذكر أن الإنتخابات البرلمانية بالأردن تجرى مرة كل أربع سنوات وفقا لأحكام الدستور علما بأن الإنتخابات الأخيرة كانت قد نظمت في شهر نوفمبر2010 بعد أن حل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني البرلمان. ومن على منبر المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد حاليا بدافوس اكد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني ان بلاده " شهدت هذا الأسبوع انتخابات نيابية تاريخية تعكس حقيقة أساسية مفادها وجوب تمكين كل مواطن بحيث يكون شريكا حقيقيا إذا ما أردنا لأمتنا توظيف كامل قدراتها وإمكاناتها". وأكد العاهل الاردني في خطاب ألقاه اليوم أمام المشاركين في الاجتماع السنوي الثالث والأربعين للمنتدى الاقتصادي العالمي "أننا في الأردن نسعى إلى مسار إصلاحي قائم على سيادة القانون .. ومن شأن التغيير المنشود تعزيز التمثيل والفصل بين السلطات وحماية الحريات المدنية". ولفت العاهل الاردني إلى أنه "ستنطلق المشاورات مع مجلس النواب قريبا لتكليف رئيس وزراء جديد" مؤكدا أن مسؤولية المجتمع لم تنته يوم الاقتراع بل على الجميع الانخراط وباستمرار في "مساءلة مجلس النواب والحكومة وتعزيز ثقافة الأحزاب السياسية في المملكة وضمان إبقاء زخم الإصلاح السياسي والاقتصادي". للتذكير اعلنت مصادر رسمية اليوم أن العاهل الأردني سيفتتح مجلس الأمة الجديد بخطاب "العرش" في الثالث من شهر فيفري المقبل مشيرة إلى أنه وفق الدستور تعتبر الدورة غير العادية كالدورة العادية. من ناحية أخرى توقعت مصادر سياسية أردنية مطلعة أن يتم إعادة تشكيل مجلس الأعيان الأردني (الغرفة التشريعية الثانية لمجلس الأمة) خلال الأيام القليلة المقبلة وفي رد فعله على مجرى الاقتراع اكد رئيس بعثة الإتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات النيابية في الأردن ديفيد مارتن اليوم الجمعة ان العملية الانتخابية تمت بشكل "جيد وبشفافية ومصداقية". و رحب مارتن في مؤتمر صحفي عقده اليوم في عمان ب"نجاح "الهيئة المستقلة للانتخاب في الأردن لتنفيذه لمجمل العملية الانتخابية وانجازها مهامها ب"شفافية"و"نزاهة" موضحا أن الهيئة قامت بجهود "رئيسية للتغلب على الثغرات وأوجه القصور في قانون الانتخاب عبر اصدار عدد كبير من التعليمات التنفيذية التي تنظم وتفسر جوانب من العملية الانتخابية التي كان يجب أن تكون منظمة بطريقة افضل في القانون". يشار إلى أن 28 منظمة محلية وعربية ودولية شاركت في مراقبة الانتخابات النيابية من بينها جامعة الدول العربية إضافة الى 12 سفارة عربية وأجنبية معتمدة بالاردن إلى جانب برنامج الأممالمتحدة الانمائي .. ووصل مجموع من راقبوا الانتخابات النيابية إلى 7377 مراقبا بينهم 6945 مراقبا محليا و432 مراقبا دوليا. وتخوفا منها من تطورات الاحتجاجات التي تعرفها الاردن على خلفية نتائج الانتخابات النيابية حذرت السفارة الأمريكية في عمان اليوم رعاياها المقيميين في المملكة وقالت إن هذه الإحتجاجات قد تتحول إلى أعمال عنف.