دعا المشاركون في الملتقى الوطني الأول حول "الثروة الغابية: وضع وتحديات وأفاق" الذي إختتمت أشغاله ليلة الأحد بتلمسان إلى "إنشاء شبكة علمية ومرصد وطني خاص بالمساحات الغابية" عبر التراب الوطني. وتهدف هذه الشبكة إلى تواصل إطارات إدارة الغابات ومختلف الكفاءات العلمية من باحثين وأساتذة جامعيين لتبادل المعارف والخبرات حسب ممثلة لجنة التوصيات التي أضافت أن المرصد الوطني سيلعب دورا هاما في ترقية الغابة وحمايتها من مختلف التهديدات التي تحدق بها سواء الطبيعية الناجمة عن التغيرات المناخية والغزو الطفيلي أو البشرية مثل الاستغلال المفرط والحرائق. كما أوصى المشاركون في ختام هذا الملتقى الذي جمع عددا كبيرا من الاطارات والباحثين بدعم عملية إشراك سكان الجماعات المحلية المجاورة للغابات في المحافظة على التراث الغابي عن طريق المزيد من البرامج الانمائية التي تشجع الأنشطة الريفية وتحترم المحيط البيئي وتنأى عن الاستغلال المفرط للثروة الغابية. وبعد الدعوة إلى إكمال القانون الجديد للغابات وإصدار قانون للرعي يسمح لمصالح محافظة الغابات بالتدخل على مستوى المنطقة السهبية تم إقتراح إنشاء كتابة دولة خاصة بالغابات والموارد الطبيعية والتنمية الريفية لتجمع مختلف الإدارات والمؤسسات والمعاهد والمدارس والحظائر المهتمة بالغابة والمحيط الاجتماعي المجاور لها. وللتذكير فقد سمح هذا اللقاء الذي نظمته وزارة الفلاحة والتنمية الريفية في إطار خمسينية الإستقلال واليوم العالمي للمناطق الرطبة بتقديم الإجراءات التي اتخذت في السنوات الأخيرة لفائدة قطاع الغابة مثل توسيع مهام وصلاحيات المديرية العامة للغابات إلى التنمية الريفية التي أصبحت بموجبها "الأداة المفضلة لتجسيد سياسة التجديد الريفي" واستحداث 37 دائرة جديدة و74 مقاطعة وفتح منذ 2010 حوالي 1500 منصبا ماليا من أجل إدماج المتخرجين مع تدعيم القطاع بالعتاد والمعدات اللازمة للتنقل والتدخل لمحاربة الحرائق. كما تم خلال الأشغال التي دامت يومين تنشيط سلسلة من المحاضرات تمحورت حول المحافظة وتثمين وتوسيع الثروة الغابية الوطنية ومكافحة التصحر و الانجراف والتسيير المستدام للمياه الجوفية وكذا سياسة المحافظة على التنوع البيولوجي والتأثيرات المناخية على النظام البيئي. ومن جهة أخرى أقيمت عدة ورشات تناولت مواضيع أهمها "التراث الغابي الوطني: المحافظة وإعادة التأهيل والتوسع والمساهمة في التنمية المستدامة" و"محاربة التصحر وتآكل التربة والتسيير المستدام للمياه والتربة" و"السياسة والإستراتيجية للمحافظة على التوازن البيئي والتنوع البيولوجي" و"آثار التغيرات المناخية على النظام الإيكولوجي الطبيعي واستراتيجية مواجهتها".