انطلقت أشغال الاجتماع الوزاري حول تعزيز التعاون في مجال الأمن و تجسيد الخطة الأفريقية للسلم و الأمن في منطقة الساحل الصحراوي يوم الأحد بالعاصمة الموريتانية نواكشوط. في كلمته الافتتاحية أكد وزير الشؤون الخارجية و التعاون الموريتاني حمادي ولد بابا ولد حمادي أن هذا الاجتماع يهدف إلى بحث و تبادل وجهات النظر و المعلومات بين كل الأطراف المعنية بغية تحيين التحليلات الجارية حول الأزمة في مالي خاصة و منطقة الساحل عامة. ويتعلق الأمر أيضا حسب الوزير الموريتاني ب "فهم مختلف أبعاد الأزمة في مالي و آثارها مستقبلا بالاضافة إلى تقييم تطوراتها في الظرف الحالي"مذكرا بهذه المناسبة أن منطقة الساحل التي تتربع على مساحة 8 مليون كلم مربع هي الأكثر هشاشة على الصعيد البيئي و الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي و الأمني. كما أوضح الوزير الموريتاني أن اللقاء يعقد اساسا على ضوء الحملة العسكرية التي يشنها الجيش الفرنسي و وحدات عسكرية تابعة لدول افريقية في مالي. في هذا الصدد ذكر أن هذا اللقاء سيتناول مسائل متعلقة بمتابعة تطورات الوضع في المنطقة "في إطار الجهود المبذولة على مستوى مجلس الأمن لتعزيز السلم تحت رعاية الأممالمتحدة". و بدوره أشار ممثل الأمين العام الأممي لغرب افريقيا سعيد جنيت إلى أن هذا اللقاء ينظم في وقت "تتخذ فيه تسوية الأزمة في مالي منعرجا حاسما تطبعه تطورات معتبرة في شمال هذا البلد". و أضاف أنه يعقد في وقت بدأت ترتسم فيها "معالم تحول البعثة الدولية لدعم مالي "ميسما" بقيادة افريقية إلى بعثة لحفظ السلم برعاية الأممالمتحدة" التي تعكس كما قال "ارادة الجميع في العمل على التسوية السريعة للأزمة في مالي و حفظ السلام في المنطقة ككل". في ذات السياق أكد جنيت أن نائب الأمين العام المكلف بعمليات حفظ السلام ايدموند مولي قاد بعثة استطلاعية إلى مالي من 11 إلى 16 مارس بغية الخروج بتوصيات يتم ادراجها في تقرير الأمين العام الأممي الذي سيبحثه مجلس الأمن في منتصف شهر أفريل. و من جهته صرح مفوض الاتحاد الإفريقي للسلم والأمن أنه يبدو أن سنة 2013 ستكون "أفضل من السنة المنصرمة" بالنسبة لمالي. واسترسل قائلا أنه "تم خلال الشهرين الأخيرين تسجيل تقدم ملحوظ بفضل المساعدة العاجلة و الفعلية لفرنسا في جهود استرجاع مناطق شمال مالي المحتلة من قبل جماعات ارهابية مسلحة و اجرامية". و أضاف أن النشاط الجاري حاليا بمالي "عبارة عن عملية تهدف إلى تخليص شمال هذا البلد من الجماعات الاجرامية" التي تسعى كما قال إلى جعله قاعدة لشن اعتداءات ضد الدول الأخرى للشريط الساحلي و المنطقة ككل. كما ركز لعمامرة على "عزم" و "استعداد" الاتحاد الافريقي للعمل بتعاون وطيد مع دول المنطقة و الشركاء من أجل استتباب الاستقرار و السلم في المنطقة. في هذا الإطار اعتبر أنه ينبغي على الأممالمتحدة أن تتصدر الصفوف "لتضطلع بالدور المنوط بها في مرافقة الجهود الفردية و الجماعية لترقية السلم و الاستقرار و الأمن التي بادرت بها دول المنطقة". و يشارك في هذا اللقاء كل من الجزائر و بوركينا فاسو و غينيا و السينغال و التشاد و نيجيريا و كوت ديفوار و ليبيا و النيجر بالاضافة إلى ممثلين عن منظمات دولية. و ستتواصل أشغال اجتماع الدول المجاورة لمالي في جلسة مغلقة لتتوج بالمصادقة على البيان الختامي. و يتواجد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل بنواكشوط (موريتانيا) حيث يرأس الوفد الجزائري المتعدد القطاعات في اجتماع البلدان المجاورة لمالي. و سيتناول هذا الاجتماع الذي يدوم يوما واحدا و الذي يأتي عقب قرار مجلس السلم و الأمن للاتحاد الإفريقي في جانفي 2013 التعاون بين البلدان المجاورة لمالي في مجال المعلومات و ضبط الحدود.