أحيت ولايات وسط البلاد وعلى غرار باقي ولايات الوطن يوم الثلاثاء الذكرى 51 لعيد النصر الموافق لتوقيع اتفاقيات ايفيان (19 مارس 1962) بتنظيم عدة مراسم إحياءا لذكرى شهداء الثورة موازاة مع تنشيط محاضرات و معارض و تدشين عدة هياكل و مرافق إدارية. فبولاية تيزي وزو تميزت الاحتفالات بهذا اليوم بتنظيم تجمع للمجاهدين و السلطات المحلية و عديد المواطنين بمقبرة الشهداء بالمدوحة حيث تم وضع إكليل من الزهور ورفع العلم و قراءة فاتحة الكتاب على أرواح أولائك الذين قدموا النفس و النفيس لأجل أن تعيش الجزائرحرة . كما شهدت المناسبة تنظيم زيارة لفائدة تلاميذ المدارس إلى متحف "كريم بلقاسم" بايت يحي موسى تكريما لذكرى هذا القائد الثوري الذي ترأس الوفد الجزائري للمفاوضات و توقيع اتفاقيات ايفيان. ومباشرة بعد توقيع الاتفاقيات صرح كريم بلقاسم للصحافة انداك "إن خواطرنا في هذه اللحظة التاريخية مهداة لكل اللذين ضحوا بحياتهم منذ أول نوفمبر 1954 من أجل أن تعيش الجزائر مستقلة وهم جديرون بعرفان شعبنا الهمام .." و هو التصريح الذي نشرته صحيفة المجاهد يوم 19 مارس 1962. واحتضنت دارالثقافة لتيزي وزو عدة محاضرات من تنشيط مجاهدي المنطقة الذين شددوا على "صرامة المتفاوضين الجزائريين حيث رفضوا إقتراحات الوفد الفرنسي الرامية لتقليص السيادة الوطنية على غرار اقتراح فصل شمال البلاد عن جنوبه". كما تم تنظيم نشاطات متنوعة مخلدة للذكري ببومرداس بحضور السيدة خليدة تومي وزيرة الثقافة و جمع من المدعوين و المجاهدين . و تفقدت الوزيرة مبني الهيئة التنفيذية المؤقتة للحكومة الجزائرية(19 مارس 1962 إلى 3 جويلية 1962 ) المستغل حاليا من قبل رئاسة جامعة أمحمد بوقرة الذي يجري حاليا تصنيفه ضمن المعالم الأثرية الوطنية التاريخية. وتتضمن النشاطات المبرمجة لإحياء هذه الذكري كذلك تنظيم ندوة وطنية بمقر الولاية تحضرها وزيرة الثقافة خصص جزؤها الأول لإلقاء و الاستماع لشهادات عدد من المجاهدين ممن عايشوا حدث 19 مارس 1962 . و خصص الجزء الثاني من هذه الندوة لإلقاء محاضرات ينشطها عدد من المجاهدين على غرار "لمين بشيشي" الوزير السابق و المجاهد "جلول بغلي " العضو السابق للهيئة التنفيذية المؤقتة و المجاهدة "زهرة ظريف" إضافة إلى محاضرات أخرى يلقيها كل من الدكتور "أحمد بن نعمان" والوزير السابق "كمال بوشامة "و الأستاذ "عثامنية عبد الحميد". كما تحتضن دار الثقافة لمدينة بومرداس بهذه المناسبة كذلك نشاطات متنوعة تتمثل أبرزها في معرض للكتاب التاريخي و معرض أخر خاص بكتب الطفل التي تبرز تاريخ الثورة الجزائرية إضافة إلى أمسية في الشعر الثوري ينشطها مجموعة من شعراء الولاية متبوعة بمسابقة خاصة للأطفال و حفل فني. أما بولاية البليدة فقد أشرفت السلطات المحلية على تدشين وكالة بريدية بحي المهادة بدائرة مفتاح و قاعة متعددة الرياضات بمتقنة الرائد مقراني السعيد و قاعة للمطالعة تأتي تلبية لانشغالات مواطني المنطقة. كما استفاد سكان مرتفعات بلدية بوعرفة الجبلية من فرع إداري بكل من بابا موسى و فرس اعروس و قاعة للعلاج بحي ميمش إلى جانب وضع حجر الأساس لانجاز مرافق أخرى على غرار انجاز ثانوية بحي 1024 مسكن و المحطة البرية لنقل المسافرين . أما بولاية تيبازة فقد شكلت المناسبة فرصة لإعطاء إشارة الانطلاق لملحقة بلدية لمواطني حي تسعة شهداء باعالي مدينة بوسماعيل الساحلية إلى جانب تدشين معالم تذكارية مخلدة لشهداء الثورة المجيدة بكل من عين تاقورايت و بوهارون و خميستي. كما تم تسمية قاعة العلاج بطريق القليعة باسم الشهيد البطل عمران علي و كدا تسمية حي 104 مسكن باسم المجاهد المتوفي بوهني محمد قبل أن تختتم الاحتفالات الرسمية بتكريم أبطال فريق كرة اليد النسوية ببوسماعيل بمقر المعهد البحري العالي. أما بولاية البويرة فقد زار والي الولاية ناصر معسكري بهذه المناسبة متحف المجاهد بعاصمة الولاية الذي عرف عملية إعادة تهيئة و ترميم لبنايته حولته إلى تحفة رائعة فضلا عما تزخر به أجنحته و أروقته اليوم من أثار تاريخية عن بطولات و مآثر الثورة التحريرية المجيدة. و بولاية الجلفة فقد تميزت الاحتفالية بتنظيم عملية تشجير واسعة بمحيط مقبرة الشهداء أشرفت عليها الإذاعة المحلية بالتنسيق مع محافظة الغابات. وبالمناسبة أطلقت السلطات المحلية للولاية اسمي الشهيدين " بوزيدي مسعود " و " بايرش بلقاسم " على مؤسستين تربويتين بعاصمة الولاية. وشهد إحياء هذه الذكرى التاريخية بولاية الشلف إطلاق تسميات شهداء ثورة نوفمبر على عدة أحياء سكنية و مؤسسات شبانية. وبمناسبة احتضان بلدية سنجاس على بعد 25 كلم جنوبالشلف الاحتفالات الرسمية بهذه الحدث نظمت السلطات الولائية وقفة ترحمية بمقبرة الشهداء قبل إطلاق تسمية الشهيد طيب احمد بن حليمة على المركب الرياضي الجواري للمدينة فيما تم إطلاق اسم الشهيد عبابو على حي 150 مسكن. كما تم تنظيم عدة نشاطات مماثلة عبر مختلف بلديات الولاية.