اعتبر رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي محمد الصغير باباس يوم الأربعاء بسوق أهراس بأن "عملية نزع وتدمير الألغام المضادة للأفراد واجب وطني أصبح من المهام الكبرى للجزائر المستقلة". وأوضح باباس في تدخل له عقب تدمير 102 لغم يعود للفترة الاستعمارية من طرف أعوان المفرزة الثالثة لتطهير المقطع الشرقي من الألغام المضادة للأفراد على مستوى ولاية سوق أهراس وبالضبط بوادي الشوك ببلدية الزعرورية بأن "عملية نزع هذه الألغام المتواصلة ستسهم في إحداث تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة بصفة خاصة". وأشار ذات المتدخل بمناسبة إحياء اليوم العالمي لضحايا الألغام المضادة للأفراد بحضور كل من رئيس جمعية "مشعل الشهيد" محمد عباد ورئيس الهلال الأحمر الجزائري وعدد من الشركاء الوطنيين والدوليين على غرار ممثلين عن الصليب الأحمر الدولي و منظمة ''أندكاب انترناسيونال'' وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية فضلا عن سفير بعثة الإتحاد الأوروبي بالجزائر مارك سكوليل إلى أن هذه العملية تعد بمثابة "ترسيخا للأحداث الأليمة والبشعة للمستعمر في ذاكرة الأجيال". و دعا في هذا السياق إلى "بذل المزيد من الجهود من أجل نزع الألغام عبر العالم التي تمثل تهديدا للسكان وتأخيرا لمشاريع التنمية وإعادة الإعمار". وأشار المتدخل إلى أن الجزائر "أكدت التزامها الراسخ والثابت من أجل عالم خال من الألغام المضادة للأشخاص" مضيفا بأن الجزائر التي عانت ويلات الاستعمار انضمت إلى اتفاقية أوتاوا (كندا) و التي تتضمن حظر استعمال وتخزين و إنتاج وتطوير و نقل الألغام المضادة للأفراد و تقضي بتدميرها سواء أكانت مخزنة أو مزروعة في الأرض. من جهته قدم العقيد حسين هامل رئيس خلية الهندسة للناحية العسكرية الخامسة عرضا حول نزع الألغام في الجزائر موضحا بأن ولاية سوق أهراس التي تحتضن هذه العملية التي تنجز تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وبتوجيهات من اللواء قائد الناحية العسكرية الخامسة والتي تحمل هذه السنة شعار "نزع الألغام وغرس شجرة لإعادة الحياة للأرض" تمثل منطقة غرست بها ألغاما لتضييق الخناق على المجاهدين كان مجرد الاقتراب منها يودي بصاحبه إلى الموت أو إلى الإعاقة الدائمة. وأوضح ذات الضابط بأن نسبة التطهير ونزع الألغام بولاية سوق أهراس وصلت إلى 56,11 بالمائة وإلى 66,20 بالمائة بولاية الطارف فيما وصلت بولاية تبسة إلى 85,40 بالمائة مضيفا بأن الكثير من الألغام مازالت مدفونة تحت الأرض ومع انضمام الجزائر إلى معاهدة أوتاوا قررت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي استحداث 3 مفارز مجهزة بأحدث وسائل الكشف ونزع الألغام تعمل وفقا للمعايير الدولية وتبذل مجهودات جبارة للانتهاء من العملية في الآجال المحددة من أجل إعادة الحياة بهذه المناطق إلى حالتها الطبيعية وتمكين المواطنين من ممارسة أنشطتهم الفلاحية بكل أمان". و توجه الوفد المشارك بعد أن قام بعملية تشجير رمزية وذلك بالموقع الذي كان محل نزع و تدمير الألغام إلى مقبرة الشهداء حيث تم رفع العلم الوطني و قراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الطاهرة قبل زيارة شجرة زيتونة القديس سانت أوغستين بوسط المدينة.