تأهبت ولاية سوق أهراس لاحتضان ملتقى« حالة تنفيذ الجزائر لاتفاقية أوتاوا»، والذي تقرر إجراؤه هذا العام بعاصمة الولاية ،التي تمثل القاعدة الشرقية للثورة التحريرية ،والتي أرادت فرنسا أن تعزلها عن الحدود الشرقية بزرع آلاف الألغام على هذا الشريط الحدودي بما يعرف بخط شال وموريس. وتحسبا للحدث حل رئيس المجلس الاجتماعي والاقتصادي محمد الصغير باباس على رأس وفد رفيع المستوى، ممثلا في كل من مارك سكوليل سفير وممثل الاتحاد الاوربي ، وكذا هرمان بونان سفير دولة بلجيكا ، هذا بالاضافة الى جمعية مشعل الشهيد ورئيس وممثل الهلال الاحمر الجزائري بالاضافة الى والي الولاية ومختلف السلطات العسكرية وقادة النواحي الشرقية . وقف الجميع بإعجاب وفخر كبيرين بالمجهودات الجبارة التي تبذلها الدولة الجزائرية، ممثلة في وزارة الدفاع للقضاء على الألغام المضادة للأفراد ، لدى التنقل الى منطقة الزعرورية المكان المسمى واد الشوك ،هذا المكان الغابي الذي يمثل أكبر مناطق زرع الألغام في الجزائر مخلفات الاحتلال الفرنسي، أين تم عرض الحصيلة التي توصلت اليها السلطات العسكرية لهذه المنطقة في تطهير الألغام المضادة للأفراد والتي وصلت الى حد اليوم الى ما يعادل 68,32 بالمئة بمساحة توسعية تقدر بحوالي 1446,62 هكتار ،إضافة الى أربع ولايات شرقية هي سوق أهراس، قالمة ، الطارف ، وكذا ولاية تبسة بنسبة 56,11 بالمئة ،100 بالمئة ،66,32 بالمئة ،85,42 بالمئة على التوالي. هذا وأشاد هرمان بونان سفير دولة بلجيكا في تصريح قصير ل «الشعب» بالدور الكبير الذي بذلته الجزائر من أجل تطهير المنطقة من الألغام المضادة للأفراد ، مشيرا الى أنها ثالث زيارة له الى ولاية سوق أهراس، وقال «بالفعل كانت إلتفاتة طيبة من أجل إعادة الحياة الى هذه الأراضي التي زرعت بالالغام، كما أن نسبة التطهير التي تم الاعلان عنها تعكس الوجه الحقيقي المسؤول الذي عالجت به الجزائر هذه الظاهرة الخطيرة». كما تفاجأ مارك سكوليل سفير الرئيس الممثل للاتحاد الاوربي، لدى عرض أهم النسب المئوية التي توصلت اليها الجزائر في تطهير الألغام المضادة للافراد، وكذا العمل الكبير الذي تقوم به وزارة الدفاع الوطني في معالجة نزع الالغام المضادة للافراد ودرجة الاحترافية، وكذا المسؤولية الكبيرة في التحكم في هذه الالغام المزروعة .ليتم تجريب تفجير لغم تم نزعه حديثا عن بعد وسمع الجميع وتابع قوة هذا اللغم من بعيد فكيف إذا كان الضحية في تماس مباشر مع هذا السلاح الفتاك، إضافة الى متابعة أهم أنواع الالغام المنزوعة، وكذا أهم الوسائل المستخدمة في نزعها ومعالجتها . وتحت شعار، فرنسا تزرع الالغام ونحن ننزعها ونضع بدلها أشجارا ،تم غرس مجموعة من الأشجار في إحدى الأماكن التي كانت بالأمس مزروعة بالألغام المضادة للافراد . من جهته أكد محمد الصغير باباس رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي أن هذه المسيرة الوطنية حافلة ،يجب ان نستكملها بنزع آخر لغم يهدد حياة أبناء الجزائر ،وأن هذه الوقفة اليوم هي شرف وواجب وطني إمتدادا لاولئك الذين كانوا ضحايا هذه الالغام من أبناء هذا الوطن . واختتمت هذه الزيارة بالتوجه الى مقبرة الشهداء اين رفع العلم الوطني وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على ارواح شهداء الجزائر الذين ضحوا باعز ما يملكون من اجل ان تحيا الجزائر مستقلة.