أكد لاعبون من فريق جبهة التحرير الوطني اليوم السبت بالجزائر العاصمة أن مهمتهم الأولى إبان حرب التحرير كانت إيصال القضية الجزائرية إلى المحافل الدولية فكانت الإنطلاقة نضالية أكثر منها رياضية. وفي تدخلهم خلال منتدى يومية المجاهد، أوضح أعضاء من فريق جبهة التحرير الوطني أن هذا الأخير شكل —طيلة خمس سنوات و حتى بعد الإستقلال— "سفيرا للقضية الجزائرية" من خلال التعريف بها و الدفاع عنها و تصحيح النظرة الخاطئة التي كان يروج لها المحتل الفرنسي عبر الدعاية المغرضة. و عن ذلك يقول السيد محمد معوش الذي كان ضمن الفريق بأن كرة القدم كانت وسيلة أخرى استغلتها جبهة التحرير الوطني "على أكمل وجه" لإيصال صوت الثورة التحريرية إلى الخارج حيث "نجح الفريق في كسب تعاطف عدة أطراف من المجتمع الدولي". و عاد السيد معوش إلى التذكير بخلفية تأسيس فريق جبهة التحرير الوطني شهر أفريل من سنة 1958 و هو التاريخ الذي يظل معلما راسخا في أذهان الجزائريين لكونه شكل الإنطلاقة لمسار حافل بالإنتصارات صنعه أبطال كانوا في أوج المجد فضلوا التخلي عن الشهرة تحت الألوان الفرنسية ليلتحقوا تباعا بفريق الجبهة. و قد برزت فكرة تأسيس فريق كرة القدم لجبهة التحرير الوطني عام 1957 عقب عودة محمد بومزراق من المهرجان الدولي للشباب بموسكو ليقوم بتكوين هذا الفريق الذي ضم خيرة اللاعبين الذين كانوا ينشطون ضمن مختلف الأندية الفرنسية. كما استذكر السيد معوش تمسك و تشبع أعضاء الفريق بالثوابت الوطنية حيث "كان الفريق خلال المباريات الودية يرفض الشروع في اللعب في حال لم يعزف النشيد الوطني و لم ترفع الراية الوطنية". و بدوره أوضح عبد الحميد زوبا بأن الفريق خاض منذ تاريخ تأسيسه و إلى غاية الإستقلال ما لا يقل عن 91 مباراة كان الفوز حليفه في جلها. و عاد السيد زوبا للتذكير بالتصريح الشهير الذي أدلى به فرحات عباس و الذي قال فيه بأن فريق جبهة التحريرالوطني ساهم في تقدم مسار الثورة بعشر سنوات. غير أن هؤلاء —بالإضافة إلى عميد المدربين إسماعيل خباطو— أجمعوا على التأكيد بأنهم ليسوا أبطالا و إنما مجرد مناضلين أدوا واجبهم الوطني على طريقتهم و هذا على غرار الفئات الأخرى من الشعب الجزائري.