دعا المتدخلون في الملتقى الوطني الأول حول حوادث المرور بين مستعملي الطريق وتنظيم المرور الذي افتتح اليوم الأربعاء بجامعة باتنة إلى "ضرورة الاستفادة من علم النفس في الوقاية من حوادث المرور والتكفل بضحاياها". واعتبر مختصون قدموا من 18 ولاية من مختلف أنحاء الوطن أن دراسة العامل النفسي لمستعملي الطريق من سائقي المركبات و الراجلين خطوة هامة فيما يخص الإحاطة بكل العوامل التي تؤدي إلى حوادث الطرقات لاسيما وأن الإحصاءات تشير إلى أن أكثر من 90 بالمائة من هذه الحوادث سببها الرئيسي العامل البشري. ويهدف هذا الملتقى الذي ينظمه مخبر سيكولوجية مستعملي الطريق الوحيد من نوعه على المستوى الوطني التابع لقسم العلوم الاجتماعية بجامعة باتنة حسب ما أفاد به رئيسه الدكتور رحال غربي محمد الهادي إلى التعاون مع المهتمين بموضوع حوادث المرور من أجل دراسة هذه الحوادث وأسبابها من مختلف الجوانب بالإضافة إلى وضع إستراتيجية للوقاية منها والتكفل بضحاياها. ويركز هذا اللقاء الذي يدوم يومين على 5 محاور أساسية هي سيكولوجية السائق والراجل (الجانب المعرفي والانفعالي و السلوكيات الخطيرة) و التربية والثقافة المرورية (الالتزام بقوانين السير و احترام آداب الطريق) ثم دور مخططات النقل (العوامل المادية والمحيطية) وكذا سبل الوقاية من حوادث المرور (حملات التحسيس والتوعية) وأخيرا التكفل بضحايا حوادث المرور طبيا ونفسيا. وقد برمجت حوالي 20 مداخلة تسعى في مجملها إلى البحث عن موضع الخلل في تركيبة منظومة المرور بكل عناصرها البشرية والمادية والمحيطية وأبعادها السيكولوجية الصحية والاجتماعية وكذا الثقافية والقانونية. وقد أنشئ مخبر سيكولوجية مستعملي الطريق في سنة 2009 بجامعة باتنة بهدف البحث في الأسباب والوقاية من حوادث المرور حيث يضم أربع فرق بحث تعنى بسيكولوجية الراجل وسيكولوجية السائق والتربية والثقافة المرورية وكذا الوقاية والعقوبات.