يشارك ممثلون عن أزيد من 50 حكومة ومنظمة يوم الثلاثاء بالعاصمة البريطانية لندن في أشغال مؤتمر "الصومال 2013" الذي تنظمه الحكومة البريطانية بالتعاون مع الحكومة الصومالية والاتحاد الأوروبي وسط دعوات دولية لدعم القيادة الصومالية الجديدة من أجل إعادة بناء هذه الدولة الإفريقية وتحقيق الأمن والاستقرار فيها والتصدي لأعمال العنف والتطرف التي تقودها حركة "الشباب" المتمردة. فقد افتتح كل من رئيس الوزراء البريطاني دفيد كاميرون والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أشغال المؤتمر الذي يشارك فيه ممثلون عن أزيد من 50 حكومة ومنظمة من بينها الأممالمتحدة والإتحاد الإفريقي وصندوق النقد الدولي من أجل العمل على تمويل مشروعات التنمية في الصومال وكذلك بحث المصاعب الاقتصادية التي يواجهها البلد. وسيوفر المؤتمر حسب تقدير المسؤول بوزارة الخارجية البريطانية لشؤون إفريقيا مارك سايموندز فرصة جيدة ودعما دوليا لإعادة بناء الدولة وتحقيق السلام والاستقرار في البلاد. وقد أكد الرئيس الصومالي خلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر أن الصومال تبني الآن قواتها المسلحة وتعمل على إعادة تشكيل وتطوير قوات الشرطة كما تقوم بإصلاح النظام القضائي وتقوم بتطوير نظام الإدارة المالية العامة وتقود البلاد من مرحلة الطواريء إلى مرحلة التعافي ومن التعافي إلى التنمية وإعادة البناء. وشدد حسن شيخ محمود على "الحل في الصومال سيكون صوماليا" مؤكدا بأنه "لا توجد أية دولة في العالم تستطيع أن تتعافي من الانهيار السياسي والاجتماعي والاقتصادي دون مساعدة العالم لها". - دعوات دولية لتقديم الدعم للقيادة الصومالية الجديدة من أجل إعادة بناء البلاد - ومن أجل إعادة بناء الصومال واسترجاع الأمن والاستقرار فيه بعد أكثر من عشرين عاما من الصراع كثفت الأطراف الدولية من دعواتها لتقديم الدعم للقيادة الصومالية الجديدة. فقد دعت منظمة الأممالمتحدة أمس الثلاثاء إلى دعم القادة الجدد في الصومال للإعانة على إعادة بناء البلاد حيث صرح نائب الأمين العام للأمم المتحدة جان الياسون أن المنظمة "تسعى لتحويل المزيد من جهودها إلى مشروعات التنمية بدلا من المساعدات الإنسانية مع بدء الصومال في التعافي بعد سنوات من غياب القانون وتفشي العنف والمجاعة في البلاد". وأضاف المسؤول الأممي أن "السبب الرئيسي الذي يدعونا للأمل الآن أكثر من أي وقت مضى هو أن لدينا الآن قيادة للبلاد تتحلى بالمسؤولية". ومن جهته أشاد رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون خلال اشغال المؤتمر بالتقدم الذي تم انجازه في الصومال بعد عقدين من الحرب الأهلية مطالبا ب"بذل المزيد من العمل لضمان الحفاظ على هذا الزخم من أجل تمكين الصوماليين الذين فروا من بلادهم إلى المملكة المتحدة ودول أخرى من العودة إليها والمساهمة في إعادة إعمارها". أما تركيا فقد أكدت بأنها "ستواصل دعمها للصومال في مرحلة تأسيس السلام واعادة البناء". وفي ذات السياق أعلن وزير التنمية الدولية النرويجي هايكي آيدسفول هولموس الذي يشارك في المؤتمر بأن "النرويج ستواصل دعمها للحكومة الصومالية في جهودها الإيجابية لإعادة الاستقرار إلى البلاد وتعزيز علاقات التعاون الثنائي" مشيرا إلى أن الصومال تمر حاليا بمرحلة حرجة وتحتاج لتكاتف الجميع لمساعدتها. وأشار الوزير إلى أن الهدف الرئيسي من هذا المؤتمر هو توفير سبل الدعم اللازم لإعادة الاستقرار الأمني والسياسي في الصومال بعد عقدين من الحرب الأهلية منوها بأن تقرير الأممالمتحدة الأخير يعكس حجم المعاناة الإنسانية في البلاد حيث تنتشر المجاعة وينقص الغذاء مما أدى إلى وفاة ما يقرب من 260 ألف نسمة خلال الفترة من أكتوبر 2010 حتى أبريل 2012, علاوة على أن نسبة البطالة بين الشباب تصل إلى 70 بالمائة. وقد أعلنت الحكومة النرويجية اليوم عن تقديم 150 مليون كرونة نرويجية إضافية للصومال بخلاف 350 مليون كرونة خصصتها لها في بداية العام الحالي ليرتفع بذلك حجم المعونات النرويجية للصومال في عام 2013 إلى 500 مليون كرونة. - الرئيس الصومالي يؤكد الانتصار على حركة "الشباب" غير أن تحقيق السلم سيستغرق وقتا- ورغم الهجوم الدامي الذي استهدف قافلة تابعة للحكومة الصومالية في العاصمة مقديشو أول أمس الأحد والذي راح ضحيته 11 قتيلا إلا أن الرئيس الصومالي أكد بأن "الانتصار في الحرب على تنظيم الشباب في الصومال قد تحقق وأن السلام سيستغرق وقتا والعديد من الإجراءات" مؤكدا أن بلاده تمر الآن بمرحلة مفترق طرق. وقال شيخ محمود بأنه "على الرغم من هزيمتها عسكريا فإن حركة الشباب إنصهرت في المجتمع وبدأت مرحلة جديدة من التمرد وحملة إرهابية وهي تجربة أعتقد أن بريطانيا تفهمها كما يفهمها الآخرون". وحول آخر التطورات في الصومال قال الرئيس"لقد أتممنا جزءا من دستورنا الجديد بينما القرصنة لا تزال مستمرة والملايين من الصوماليين لا يزالون يعيشون في ظروف بائسة كلاجئين في الدول المجاورة أو كمشردين في بلادهم كما نفتقد المكونات الرئيسية للحكومة من بينها المؤسسات والمستشفيات والمدارس والطرق الصرف الصحي والكثير من الخدمات الأساسية". وأكد الرئيس الصومالي بأن "كسب الحرب في الصومال تحقق لكن الفوز بالسلام يتطلب مقدارا كبيرا من الصبر ونحن الآن في مفترق طرق حاسم وأمامنا القليل من الوقت والكثير من الجهد لتحقيق ذلك" مضيفا "نقوم الآن باعادة بناء قواتنا المسلحة واعادة هيكلة قوة الشرطة واصلاح نظام العدالة ونظم الادارة المالية لدينا ونعمل على اخراج الصومال من حالة الطوارئ إلى حالة الإنعاش ومن الإنعاش إلى التنمية واعادة الإعمار". وفي هذا الصدد اعتبر رئيس الوزراء البريطاني بأنه على الرغم من المكاسب التي تحققت ضد حركة الشباب المتمردة إلا أن الهجمات المأساوية الأخيرة في مقديشو تذكرنا بالحاجة للقيام بالمزيد من العمل لمكافحة الارهاب والتطرف وهذه التحديات لا تقتصر على الصومال فقط وتهم بريطانيا والمجتمع الدولي بأسره.