وقع القادة الصوماليون امس الثلاثاء في مقديشو تحت رعاية الاممالمتحدة اتفاقا جديدا يضع خارطة طريق للخروج من المأزق السياسي ورسم نهاية الحكومة الانتقالية التي عجزت خلال سبع سنوات على اعادة السلام الى البلد المضطرب بعد عشرين عاما من الحرب الاهلية. ويناقش القادة على مدى ثلاثة أيام اتفاقا سياسيا تم بوساطة الاممالمتحدة في العاصمة الصومالية التي انسحب منها متمردو حركة الشباب الاسلامية الشهر الماضي بعد سنوات من القتال للاطاحة بالحكومة الصومالية.والاثنين قال الممثل الخاص للامم المتحدة في الصومال اوغسطين ماهيغا ان الهدف من الاجتماع هو بلورة خارطة طريق تمهد لتشكيل حكومة تضم مزيدا من الافرقاء الصوماليين و"توفر فرصة للتوصل الى سلام لم نتمكن من بلوغه في الصومال خلال الاعوام العشرين الماضية".ويعد هذا الاتفاق الاحدث في سلسلة من أكثر من عشر محاولات لانهاء الحرب الاهلية المستمرة في الصومال منذ اكثر من عشرين عاما.ويعتقد ان المئات يموتون كل يوم من المجاعة التي يزيد النزاع من حدتها، حيث ذكرت الاممالمتحدة الاثنين ان ثلاثة ارباع مليون صومالي، معظمهم من الاطفال، يواجهون خطر الموت جوعا.وادت النزاعات السياسية المستمرة والتمرد الدموي الى تقويض الحكومة الفدرالية الانتقالية التي لم تعد قادرة على القيام بمهمتها الاساسية في تحقيق المصالحة في البلاد وصياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات جديدة.ويركز الاتفاق السياسي الجديد على تحسين الامن في العاصمة وغيرها من مناطق جنوب الصومال، والمصالحة الوطنية ووضع مسودة للدستور والحكم الرشيد واصلاح المؤسسات.ويتوقع ان يوقع على الاتفاق الرئيس الصومالي شريف شيخ احمد، ورئيس منطقة بونتلاند المنشقة ابراهيم محمد محمود، وزعيم منطقة غامودوغ وزعماء ميليشيا اهل السنة والتوحيد الموالية للحكومة.وكان مقررا حل الحكومة الانتقالية الصومالية في اوت الفائت، لكن رئيسها الحالي شريف شيخ احمد ورئيس البرلمان شريف حسن شيخ عدن توافقا في جوان على التمديد لها لمدة عام.وينتخب الصوماليون رئيسي الدولة والبرلمان المقبلين في اوت 2012.ومن بين العناصر الاساسية في المؤتمر الاتفاق على نظام للحكومة نظرا الى ان الصومال مقسمة الى إدارات اقليمية غالبا ما تكون متنازعة.وكانت منطقتا بونتلاند الشمالية وارض الصومال اعلنتا انفصالهما واقامة الحكم الذاتي فيهما في التسعينات من القرن الماضي.كما تحكم المناطق الوسطى ادارات وميليشيات محلية، بينما تحظى الادارة الفدرالية الانتقالية بسيطرة محدودة على مقديشو، وتحكم حركة الشباب الاسلامية المتشددة معظم مناطق جنوب الصومال.ولا يشارك اي ممثلين من حركة الشباب في المحادثات فيما رفضت ارض الصومال المشاركة نظرا لانها تسعى الى الحصول على اعتراف دولي بها كدولة مستقلة.الا ان نائب ممثل الاممالمتحدة في الصومال كريستيان ماناهل اعرب عن تفاؤله بتطبيق الاتفاق الجديد.وقال "اعتقد انه يمكن تحقيق العديد من الاهداف" محذرا من انه فيما يتحد الزعماء على معارضتهم لحركة الشباب المتمردة، الا ان التحدي سيكون "المحافظة على تلك الوحدة".واكد ماناهل على ان حركة الشباب قد ضعفت. وقال "ان الناس يخرجون من حركة الشباب. لقد وجه الجفاف ضربة قوية الى مصداقيتهم".واضاف "اذا كانوا مستعدين للتحدث، فنحن مستعدون لتسهيل ذلك مع الحكومة". من جهتها حذرت الاممالمتحدة مجددا من موت 750 الف صومالي بسبب المجاعة ،وصنفت منطقة سادسة في الصومال بوصفها منطقة مجاعة ،متوقعة تردي الحالة اكثر في الاشهر المقبلة. وقالت الاممالمتحدة في بيان الليلة الماضية إن عدد الناس الذين قضوا بسبب الجوع ونقص الغذاء في منطقة باي جنوبي الصومال تجاوزعتبة تعريف المجاعة. واضافت ان عشرات الآلاف من البشر توفوا، غالبيتهم من الاطفال، في أسوأ موجة جفاف في شرق افريقيا منذ الستينيات. واوضحت ان نحو 3ر12 مليون نسمة في عموم المنطقة بأمس الحاجة الى المساعدات الغذائية. وقالت وحدة تحليل الامن الغذائي والتغذية التابعة للامم المتحدة إن أربعة ملايين من هؤلاء يسكنون في الصومال، واذا لم تصل المساعدات بسرعة فان نحو 750 الف شخص يمكن ان يموتوا في هذا البلد. وتضررت الدول المجاورة للصومال ككينيا واثيوبيا وارتيريا واوغندا ايضا بالجفاف والشح الحاد في مياه الامطار.