سلط المشاركون في الملتقى الوطني حول "الحرب النفسية أثناء الثورة التحريرية" يوم الثلاثاء بمستغانم الضوء على شتى أساليب هذه الأداة في دعم العمل العسكري. و ذكر المتدخلون في هذا اللقاء الذي حضره وزير المجاهدين محمد شريف عباس عشية الإحتفال بالذكرى 68 لمجازر 8 ماي 1945 بأن المستعمر مارس كل أنواع الحرب البسيكولوجية لتسيير الحرب العسكرية و أرباك الطرف الأخر. و في ذات السياق أكد الدكتور عبد المجيد بوجلة أستاذ التاريخ الحديث المعاصر بجامعة تلمسان بأن "الحرب النفسية التي وظفتها فرنسا في الجزائر لا يضاهيها مثال آخر في العالم" مذكرا في ذلك بدور الفرق الإدارية المختصة و المكتب الخامس في زرع الإشاعة و التضليل و غيرها. و أشار إلى أنه من بين الأساليب الأكثر همجية المستعملة من قبل المستعمر الفرنسي في حق الجزائريين خلال الثورة التحريرية التعذيب المعنوي خلال عملية الإستنطاق و كذلك الإغتصاب و التنكيل بحثث الموتى. و من جهته تطرق الدكتور لزعر مختار من جامعة مستغانم إلى المساس بالبعد الديني و الثقافي للشعب الجزائري مستعرضا إستراتيجية المستعمر الغاشم المتمثله في عزل الثورة عن الشعب وطمس اللغة العربية و المعتقدات الدينية و انتهاك الحرمات. و تميزت أشغال هذا الملتقى الوطني الذي يدوم يوما واحدا بمبادرة من المركز الوطني للدراسات و البحث في الحركة الوطنية و ثورة نوفمبر بالتنسيق مع جامعة "عبد الحميد ابن باديس" لمستغانم بتقديم جملة من المحاضرات تناولت بالخصوص "الحرب النفسية الإستعمارية أثناء الثورة التحريرية من خلال خطابات شارل ديغول" و"الحرب النفسية الإستعمارية داخل المعتقلات بالمنطقة الغربية أثناء الثورة التحريرية" و"المقاطعة الإقتصادية كأسلوب من أساليب الحرب النفسية أثناء الثورة التحريرية". كما تم خلال هذا اللقاء الذي حضره الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء الطيب الهواري و القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية نور الدين بن براهم و رئيس الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير محمد بوحفصي و جمع من الطلبة تنظيم معرص للصور حول مجازر 8 ماي 1945 بمبادرة من المتحف الوطني للمجاهد. و للاشارة فقد أشرف وزير المجاهدين بمركز الراحة للمجاهدين ببلدة الوريعة (بلدية مزغران) على تكريم 72 ارملة شهيد من 12 ولاية من غرب الوطن. كما سيحضر محمد شريف عباس سهرة اليوم عرضا مسرحيا بعنوان "132 سنة" للكاتب المرحوم ولد عبد الرحمن كاكي من أداء الجمعية الثقافية التي تحمل إسمه. و ستتواصل الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى 68 لمجازر 8 ماي 1945 غدا الأربعاء ببلدية نقمارية بدائرة عشعاشة حيث سيشرف وزير المجاهدين على تدشين الجدارية المخلدة لمجزرة الظهرة و متحف و معرض للصور بهذه المناسبة. و للتذكير فإن مجزرة الظهرة التي وقعت يومي 19 و 20 جوان 1845 قام بها السفاح "بيليسي" الذي أباد فبيلة أولاد رياح خنقا داخل مغارة الفراشيح باضرام نيران حولها. وقد خلفت هذه المجزرة الشنعاء حوالي 1.000 شهيد.