في ولاية تيارت التي تضم خمسة مواقع أثرية مصنفة وطنيا من بين أكثرمن 452 تبرزجمعيتان وحيدتان بحضورهما اللافت في مجال حماية التراث وخصوصا مدافن "الأجدار" المصنفة منذ 1968 والمقترحة منذ 2002 لتكون ضمن التراث العالمي. فجمعية تاريخ وآثارتيارت -التي تأسست في 2008 من طرف عدد من محبي التراث والتي يرأسها لعموري بودبزة - تؤكد على لسان هذا الآخيرأن أثارالمنطقة التي "تشهدعلى فترة تاريخية حافلة" "تعاني الإهمال بعد أن عانت منذ تشييدها من عوامل الطبيعة والزمن والإنسان". وأوضح أن العاملين الطبيعي والزمني "كانا كفيلين بتدمير10 أضرحة من أصل 13حيث لم يبق منها إلا الأحجارالمترامية هنا وهناك لدرجة أنها ما عادت توحي بأنها أضرحة" مؤكدا أن آخرها "قد تم تدميره إبان الثورة التحريرية حيث اختبأ فيه المجاهدون ففجره الفرنسيون". وتأسف بودبزة -وهوأيضا عضوالجمعية الثقافية الوطنية "إرث الجزائر" التي دخل نشاطها حيزالتنفيذ في 20 مارس الماضي ومقرها البويرة- لكون جامعة ابن خلدون "لا توجه طلبتها لدراسة هذه المدافن حيث أن آخر وأهم دراسة معمقة لها هي رسالة تخرج قدمتها الباحثة في علم الآثارفاطمة الزهراء قادرة نهاية الستينيات". ومن باب الإستفادة "مؤقتا" من هندسة هذه المدافن وتاريخها وما تمثله من بعد ثقافي اقترح بودبزة "إنجازأفلام افتراضية" للأجدار قصد التعرف على النمط القديم للهندسة المعمارية الجزائرية باعتباره إرث وطني وللتعرف أيضا على الحياة الإجتماعية التي كانت سائدة آنذاك. وعن دورالجمعية التي تضم حوالي 17 عضوا أوضح المتحدث أنها تهدف ل"التعبئة العامة والتحسيس بالأهمية البالغة للآثارمن خلال تنظيم محاضرات والقيام بقوافل ثقافية تحسيسية إلى البلديات بالتعاون مع مديرية الثقافة والإذاعة المحلية ونشاطات أخرى. وأثنى المتحدث على معارض الصورالتي اعتبرأنها "تساهم كثيرا في التعريف بالآثاربل وباكتشاف أخرى" حيث أن كثيرا من المواطنين البسطاء الأميين -يضيف رئيس الجمعية-"يرشدون لمواقع بها آثاربعد مشاهدتهم للصور". فالجمعية تعتمد حاليا وبشكل مكثف على الإنتاج السمعي البصري لكونه "يساهم بشكل أكبرفي التأثيرعلى الناس" حسبما أوضحه بودبزة. ورغم أن أغلب مشاريع هذه الجمعية الولائية تتم من "نفقتها الخاصة" وأن ما تتحصل عليه من ميزانية الولاية هومجرد "مبلغ رمزي" -يقول بودبزة متأسفا "إلا أننا مازلنا نواصل نشاطنا الحمائي والتحسيسي حيث أنجزنا في 2011 شريطا وثائقيا من 26 دقيقة حول +الأجدار+ تم عرضه داخل الولاية وخارجها". من جهتها تحوزجمعية الدفاع وحماية آثارتيارت -حسب رئيسها حميدة داوود- "تجربة مهمة في مجال حماية آثارالولاية والدفاع عنها حيث تأسست في 1992 من عدد من الجامعيين والمثقفين والمتخصصين في التراث. ويؤكد حميدة داوود -هوالآخر- على أن المواقع الأثرية في تيارت على غرار"الأجدار" ومغارات ابن خلدون بتاغزوت وموقع الأميرعبدالقادر بتاقدمت "تعاني الإهمال والتهميش.