عاد سكان وادي ميزاب بولاية غرداية المولعون بفن الطبخ الأصيل إلى استعمال ورق شجر الصبار أو "التين البري" في تحضير طبق الكسكسي. وتدخل أوراق الصبار أو التين البري أو ما يعرف ب"الهندي" أو "كرموس النصارى" بمنطقة غرداية في تحضير مرق الكسكسي حيث يضاف إلى الخضر ولحم الجمل أو الخروف. ولا يمثل استهلاك أوراق الصبار تقليدا غذائيا منتشرا بوادي ميزاب فقط بل يعتبر سكان المنطقة هذه الأوراق منتوجا مقويا وعلاجيا أكيدا كما يرى عمي مسعود (80 سنة) العارف بأسرار فن الطبخ التقليدي بغرداية. وفي هذا الصدد يقول عمي مسعود "يتم تحضير أوراق الصبار ذات الشكل الأسطواني والمسطح بإزالة أشواكها ومن ثم تقطيعها إلى مكعبات لتستخدم كخضار في تحضير مرق الكسكسي". ويتم قطف أوراق الصبار القليل الإنتشار بمنطقة غرداية من أشجار يتراوح طولها من 2 إلى 3 متر . تحتوي ثمار "الهندي" على بذور سوداء صلبة ورطبة بمذاق قليل الحموضة. ويحتوي شجر الصبار الذي لم يعره فلاحو المنطقة الإهتمام الكافي على عدة مزايا اجتماعية اقتصادية وغذائية وعلاجية وبيئية حسب ما أشار من جهته نور الدين تيزقاغين مهندس فلاحي مكلف بالصحة النباتية لدى مديرية المصالح الفلاحية بغرداية. كما تكتسي زراعة الصبار أو التين البري الذي أصله من المكسيك أهمية لكونه يتأقلم مع الظروف المناخية الأكثر جفافا بالمناطق القاحلة ومتوسطة الجفاف. وللصبار أيضا عدة مزايا أيضا حيث يعد يصلح للعلف المواشي وللمحافظة على التربة ضد التعرية ومكافحة التصحر والمحافظة على التنوع البيئي -كما ذكر أخصائيون في النباتات. وتتميز ثمار شجر الصبار بفوائدها العلاجية الأكيدة لعلاج بعض الأمراض على غرار السكري والكولسترول وأمراض القلب وكذلك في علاج داء المفاصل والتهاب المسالك البولية واضطرابات هضمية والإسهال والمغص -حسب هؤلاء الأخصائيون. كما يعرف بفعاليته في معالجة والتقليل من التجاعيد إلى جانب صنع بعض مستحضرات التجميل على شكل مراهم وغاسول ومرطب للشعر. وتستخدم ثمار الصبار بمنطقة وادي ميزاب أيضا في تحضير بعض مواد البناء وكذا الدهانات حيث يقول في هذا الشأن بناء حرفي بمنطقة غرداية أنه وبمجرد إزالة أشواك أوراق الصبار وتنظيفها وسحقها ومزجها بخليط البناء فإنه يزيد من صلابة هذا الأخير ليستخدم كإسمنت. وبالنسبة لعديد الأخصائيين فإن زراعة الصبار تضمن مزايا واعدة وقيمة لفلاحي المنطقة حيث تستخدم أشجاره حاجزا كاسرا للرياح وسياج للمحيطات الفلاحية.