أسدل الستار يوم الاثنين على الطبعة ال46 لمعرض الجزائر الدولي بعد ستة أيام من العرض و اللقاءات المهنية و العروض الموجهة للجمهور العريض و المتعاملين الاقتصاديين الذين جاؤوا بقوة للبحث عن فرص إقامة شراكة مع المؤسسات الأجنبية. و تميزت هذه الطبعة التي نظمت تحت شعار "التجديد الاقتصادي" بإقبال كبير و اتصالات عدة بين المتعاملين الوطنيين و الأجانب" حسبما أكده مدير ترقية التعاون بالشركة الجزائرية للمعارض و التصدير (سافكس) السيد مولود سليماني. و حسب حصيلة أولية لسافكس التي تنظم هذا الموعد الاقتصادي فقد سجلت التظاهرة 200000 زائر و حوالي 50000 مهني كما عرف المعرض مشاركة 567 شركة أجنبية من حوالي 30 دولة و 409 مؤسسة جزائرية. و اكد السيد سليماني لوأج أن "الطبعة ال46 لمعرض الجزائر الدولي بلغت أهدافها من حيث الإقبال و الإتصالات المهنية بين المتعاملين الاقتصاديين الوطنيين و الأجانب حيث تمكن العديد منهم من إبرام عقود شراكة". و أوضح في نفس السياق أنه حسب الأصداء الأولية فقد بوشر في محادثات "جادة" بين المتعاملين الوطنيين و نظرائهم من الصين و تركيا من أجل إبرام عقود الشراكة و التعاون. و أكد منتجون جزائريون إبرام العديد من عقود الشراكة في قطاع الصناعات التحويلية و يتعلق الأمر خاصة بمشاريع جزائرية تركية في مجال النسيج. من جهتها أعربت وزارة الإقتصاد الألمانية خلال لقاء ممثلها مع مسؤولي سافكس حسب نفس المسؤول عن "ارتياحها الكبير" بشأن السير الحسن لهذه التظاهرة. و أضاف أن الوزارة الألمانية ستنظم في الأيام المقبلة زيارة لحوالي 100 مؤسسة أجنبية عن مختلف القطاعات خاصة البناء و الاشغال العمومية و الري من أجل إقامة شراكات عمل مع مؤسسات جزائرية و ترقية شراكة تقوم على المنفعة المتبادلة". كما نظم من جهة أخرى لقاء عمل يوم الخميس بين متعاملين جزائريين و نظرائهم من الكاميرون ضيف شرف هذه الطبعة. و كان اللقاء فرصة لتبادل المعلومات حول سوقي البلدين و مناقشة إمكانية إدخال بعض المواد الأولية الفلاحية على غرار البن و كذا إمكانية تصدير السلع الجزائرية و الاستثمار في هذا البلد. و في هذا الصدد سينظم خلال شهر نوفمبر المقبل معرض جزائري بمدينة دوالا العاصمة الاقتصادية للكاميرون. معرض الجزائر الدولي مقياس صحة الاقتصاد الوطني أكد مسؤولو المؤسسات الكاميرونية المكلفة بالاقتصاد و التجارة الخارجية أن الكاميرون قد يشكل سوقا "جيدة" بالنسبة للمنتوجات الجزائرية لاسيما مواد الصناعات الغذائية و المنتوجات الكهربائية و الكهرمنزلية ذات النوعية الجيدة و بأسعار معقولة في هذه السوق الافريقية. و لقد سجلت الدورة ال46 لمعرض الجزائر الدولي تراجعا نسبيا في عدد البلدان الأجنبية المشاركة و المساحة المخصصة لمؤسساتها. و فسر السيد سليماني هذا التراجع بالنجاح الذي تسجله المعارض المهنية المختصة مضيفا أن إيطاليا مثلا لم تعد تشارك منذ سنتين في المعرض الدولي لكنها تفضل المشاركة بقوة في المعارض المتخصصة. ورغم ذلك فان معرض الجزائر الدولي من أكبر التظاهرات الاقتصادية في القارة الافريقية بفضل برنامج الاستثمارات العمومية الضخم الذي ينفذه البلد و يستقطب متعاملي مختلف أنحاء العالم حيث أن قرابة 31 بالمائة من المشاركين الأجانب ينشطون في قطاع البناء و الأشغال العمومية الذي كرست له الجزائر ميزانية معتبرة من أجل إنجاز مساكن و مرافق بنى تحتية. وبخصوص المشاركة الجزائرية قال السيد سليماني أن أكثر من 80 بالمائة من المؤسسات خاضعة للقانون الخاص و ذلك ما يعكس ديناميكية الاقتصاد الجزائري مضيفا أن معرض الجزائر الدولي يشكل مقياسا لصحة الاقتصاد الوطني و تطوره في كل القطاعات كما أنه يعكس صورة الجزائر التي تسعى لتعزيز مسار التجديد الاقتصادي.