دعا المشاركون في المؤتمر الدولي للمانحين حول القدس المنعقد بباماكو باذربيجان اليوم الثلاثاء الى ضرورة حشد الجهود والعمل من أجل دعم وتنمية مدينة القدس في ظل الاخطار والمخططات الاسرائيلية الرامية الى تهويدها. وحث بالمناسبة أكمل الدين إحسان أوغلى الامين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في كلمة له أمام مؤتمر المانحين لتمويل الخطة الاستراتيجية لتنمية مدينة القدس الشريف الذي بدأ أعماله بباكو الدول الأعضاء في المنظمة والصناديق والمؤسسات المالية المانحة في العالم الإسلامي على حشد الموارد المالية اللازمة لتنفيذ الخطة الاستراتيجية لتطوير وتنمية مدينة القدس الشريف والتي تشمل/ 12 / قطاعا حيويا بتكلفة إجمالية تقدر بنحو /16ر499/ مليون دولار تنفيذا لقرارات مؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد في القاهرة خلال شهر فيفري الفارط . وأكد الأمين العام ضرورة دعم وصون الطابع الأصلي لمدينة القدس الشريف ومساعدة سكانها الفلسطينيين على التمتع بالحياة الكريمة وتمكين المؤسسات المقدسية من تقديم خدماتها اللائقة لا سيما في هذه المرحلة الحرجة التي تشهد تصعيدا في الإجراءات غير القانونية التي تتخذها إسرائيل ضد مدينة القدس منتهكة بذلك القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة. واشار الى ان الوقائع اثبتت أن الخطر الأكبر المحدق بالهوية الإسلامية للقدس يتمثل في سياسة الأمر الواقع , التي تنتهجها إسرائيل من خلال مخططاتها لتهويد هذه المدينة المقدسة. ودعا الامين العام الى أهمية دعم قطاع التعليم في القدس والذي يعاني شحا في الموارد المالية حيث أن أكثر من/ 10/ آلاف تلميذ فلسطيني في القدس الشرقية المحتلة عاجزون عن الذهاب إلى مدارسهم اضافة الى ما تشهده المستشفيات من صعوبات من حيث نقص التجهيزات والإمكانات . وأضاف أن قطاع الإسكان بات هدفا للعديد من القيود الإسرائيلية التي ترمي إلى إيجاد تفوق ديمغرافي يهودي في القدس مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يحتاج فيه السكان الفلسطينيون إلى حوالي ألف و/ 400 / وحدة سكنية سنويا فإن القيود الإسرائيلية لا تجيز الحصول على أكثر من / 400 / وحدة سكنية سنويا للسكان الفلسطينيين بينما يتم تشييد آلاف الوحدات الاستيطانية في محيط مدينة القدس. بدوره اكد وزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو ان القضية الفلسطينية تمثل مشكلة مشتركة بالنسبة للعالم الاسلامي باكمله. وقال داوود اوغلو في خطاب القاه خلال المؤتمر الدولي للمانحين ان انعقاد هذا المؤتمر في اذربيجان الذي يناقش اكثر المشكلات اهمية وحساسية بالنسبة للعالم الاسلامي باكمله وهي القضية الفلسطينية له "دلالة واهمية كبيرة". واعرب وزير الخارجية التركي عن امله في استمرار هذا العمل الداعي الى مساعدة فلسطين في المستقبل ضمن اطار منظمة التعاون الاسلامي. وأكد كذلك عبد اللطيف بن راشد الزياني الامين العام لمجلس التعاون الخليجي أن وضع مدينة القدس ومستقبلها كان وسيظل على رأس أولويات دول مجلس التعاون مشيرا إلى حرص دول المجلس على القيام بواجباتها تجاه هذه المدينة المقدسة في وجه ما تتعرض له من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي تتعارض مع القوانين الدولية كافة. وأضاف أن الخطة الاستراتيجية لتطوير مدينة القدس وتنميتها التي اعتمدتها قمة الدول الإسلامية في القاهرة تهدف إلى تمكين هذه المدينة الشريفة وأهلها من الصمود أمام هجمة الاحتلال الإسرائيلي الشرسة ومحاولاته الدائمة منذ احتلاله لمدينة القدس عام 1967 لتغيير هويتها ومعالمها الفلسطينية والعربية والإسلامية والمسيحية. وشارك في المؤتمر ممثلون عن عدة منظمات دولية من بينها منظمة التعاون الاسلامي ومجلس التعاون الخليجي وصندوق التضامن الاسلامي للتنمية وبنك التنمية الاسلامي.