عقدت بمقر الجامعة العربية أعمال الاجتماع ال11 للتعاون بين جامعة الدول العربية والأممالمتحدة ووكالاتها المتخصصة في مجال بناء القدرات المدنية في مرحلة ما بعد النزاعات. وأكدت الجامعة حرصها على تطوير التعاون المشترك مع الأممالمتحدة في مجال بناء القدرات المدنية للدول العربية ومواصلة الجهود من اجل إنهاء المأساة التي تعيشها سوريا والتوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية. و نبه السيد احمد بن حلي نائب الأمين العام في كلمة أمام الاجتماع إلى أن الأوضاع في سوريا تزداد تفاقما لعدم وجود إرادة حقيقة لدى الأطراف الفاعلة في الأممالمتحدة وخاصة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن لمساعدة السوريين على حقن الدماء ووضع حد للازمة السورية. واعتبر ان بناء القدرات المدنية للدول العربية في مرحلة ما بعد النزاعات تشكل تحديا هائلا على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية معتبرا أن الفشل في دعم أو بناء المؤسسات المدنية المنهارة والغائبة أو الهشة سيؤدي إلى انهيار السلم الأهلي والانحدار نحو الدولة الفاشلة إذا لم يتم مساعدتها. وقال أن الجامعة العربية قررت التعاون مع الأممالمتحدة حول هذا الموضوع في إطار رؤية شاملة ترتكز على ثلاث محاور يقوم الأول على تفعيل تبادل الخبرات لتوفير الخدمات للدول في المنطقة والثاني يهدف للتفاعل مع الحكومات في المنطقة لتحفيزها على بناء قدراتها ليكون لها الدور الأول في منع اندلاع النزاعات مرة أخرى والثالث يرتكز على المجتمع المدني لتفعيل دوره في مرحلة ما بعد انتهاء النزاع للمساعدة على توفير الخدمات والتوعية لمنع عودة النزاعات واستفحالها . وانتقد بن حلي تعامل الجهود الدولية والإقليمية مع النزاعات والصراعات في المنطقة العربية خلال العقود الستة الماضية لافتا إلى أنها انصبت في مجملها على إدارة النزاعات سياسيا وليس البحث عن حلول جذرية ودائمة مشيرا في هذا السياق إلى الأوضاع المقلقة في ليبيا التي تعاني من عدم الاستقرار والتأخر الكبير في بناء قدراتها المدنية وإقامة مؤسساتها الدستورية بالإضافة إلى الوضع الأمني في العراق. من جهتها أكدت سارة كليف المستشارة الخاصة لدى الأممالمتحدة أهمية العمل على تعزيز التعاون المشترك بين الجامعة العربية والأممالمتحدة خاصة في الدول التي تشهد أزمات كاليمن والعراق وسوريا ومساندة جهود الإصلاح في تونس ومصر وغيرها. ونبهت إلى ان دول "الربيع العربي" بحاجة ماسة للمعرفة مما يتطلب تبادل الخبرات بين البلدان والمناطق المختلفة في مواجهة التحديات الراهنة وبناء القدرات المدنية. ويناقش الاجتماع على مدى يومين أفاق التعاون بين الجامعة والهيئة الأممية والقدرات الأساسية واحتياجات الدول لسد الفجوات بها والعمليات السياسية الشاملة وسيادة القانون وتبادل الخبرات وإعداد خطط مستقبلية.