أكد الباحث الأكاديمي السيد عبد الحميد دغبار يوم الأربعاء بالجزائر على ضرورة "تفعيل" ميثاق الجامعة العربية و قراراتها فيما يتعلق بالأمن القومي العربي "المتعدد الأوجه" باعتباره حالة "استعجالية" و "ضرورية" لشعوب الوطن العربي في ظل التحديات و الأخطار التي تحدق بمنطقتهم. و أوضح السيد دغبار في محاضرة ألقاها بالمركز الثقافي الإسلامي خصصت لعرض كتابه الجديد حول "الجامعة العربية و الأمن القومي العربي...معالم التغيير و آمال التغير" "ان الأمن القومي العربي بأوجهه المتعددة من أمن غذائي و صحي و بيئي و مائي و إعلامي و فكري علاوة على الأمن العسكري أصبح مطلبا شعبيا قانونيا بالنظر إلى الواقع العربي الحالي الذي شكل منعرجا احدث وضعا جديدا لم يؤلفه الوطن العربي في تاريخه بغض النظر على ما يسميه البعض ثورات و البعض الآخر انتفاضات". و في هذا السياق شدد الباحث على ان "الدول المستقلة هي المستقلة غذائيا و صحيا و بيئيا و مائيا و إعلاميا و ثقافيا "مشيرا إلى ان" شعوب الوطن العربي بحاجة إلى ان تنمي تراثها و هويتها في إطار التفتح من خلال تفعيل أمنها القومي و تحيين أحكامه بما يتفق مع التأثيرات الإقليمية و الدولية". و شدد المحاضر وهو أيضا إطار بوزارة الشؤون الدينية على الحاجة "الملحة" إلى "تفعيل" الأحكام المتعلقة بالأمن القومي العربي "من خلال إعادة النظر في ميثاق جامعة الدول العربية لكي تكون مفاهيمه متطابقة مع الواقع العربي و ليكون أيضا فاعلا و معاصرا شبيها لتنظيمات إقليمه دولية أخرى". و يرى الأستاذ غبار انه "كلما كان أمن القطر الواحد مضمونا فهذا يشكل بالضرورة مصدر قوة للأمن العام لكل الدول العربية ال22 الأعضاء في الجامعة العربية باعتبار ان " الأمن أداة لتوحيد الجهود و الطاقات و تكامل القدرات في إطار الجامعة العربية و مؤسساتها". و ارجع الباحث الجزائري ما يجري حاليا من أحداث مأسوية في العالم العربي الذي أصبح مسرحا للاقتتال و العنف لعدم تحريك أو تفعيل مواثيق الجامعة وانعدام منظومة قانونية مؤسساتية للأمن القومي العربي داعيا إلى " التوعية بالإخطار التي يمكن ان تهدد مستقبل الوطن العربي". و تجدر الإشارة إلى ان هذا الكتاب هو الرابع الذي يصدره السيد دغبار حيث ان مجمل كتبه تعني بالجامعة الدول العربية ومسيرتها يعالج من خلالها قضايا الساعة في العالم لعربي و الأمة الإسلامية.