تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي سياستها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ضاربة بعرض الحائط القوانين والأعراف الدولية ومقوضة الجهود الأمريكية لإعادة إحياء عملية السلام. فقد قدمت سلطات التخطيط المدني المحلية الإسرائيلية خلال الأسبوع الجاري مخططات لبناء 538 وحدة سكنية استيطانية إضافية في مستوطنة بالضفة الغربية وطلبا للحصول على موافقة بمفعول رجعي بتشريع 137 وحدة أخرى كانت قد بنيت بلا ترخيص في المستوطنة ذاتها. وتحدثت وسائل الإعلام اليوم الخميس عن تقديم إسرائيل لخطط أخرى لبناء 550 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة كانت غير شرعية لكنها حصلت على ترخيص بمفعول رجعي في أفريل الماضي. وتواصل السلطات الإسرائيلية سياستها الإستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ضاربة بعرض الحائط كافة القوانين والأعراف الدولية ومتجاهلة النداءات الدولية المطالبة بوقف الاستيطان لإعادة بعث محادثات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية. فقد أظهرت الأرقام الرسمية الإسرائيلية ارتفاع وتيرة البناء الاستيطاني بنسبة 176 بالمائة في الربع الأول من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وتشير الأرقام إلى أنه بدأ العمل في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام ببناء 865 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية. — سياسة الإستيطان تقوض جهود كيري لإحياء عملية السلام الفلسطينية-الاسرائيلية— ويجمع الخبراء على أن استمرار الاحتلال الاسرائيلي في سياسة الاستيطان الممنهجة من شأنه أن يقوض جهود وزير الخارجية الأمريكي الرامية إلى إعادة إحياء محادثات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية المعلقة منذ عام 2010. ويرى وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بأن الحكومة لإسرائيلية وعلى رأسها بنيامين نتنياهو ترد على جهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بمضاعفة النشاط الاستيطاني غير الشرعي في الأرض الفلسطينية المحتلة بوتيرة متسارعة. وحذر من فشل جهود كيري لإحياء مفاوضات السلام جراء تواصل الانتهاكات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة والتعنت الإسرائيلي الرافض للوقف الشامل للاستيطان. وبدوره اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات اليوم بأن الحكومة الإسرائيلية بمواصلتها الأنشطة الاستيطانية وفرض الحقائق على الأرض "تتحمل المسؤولية كاملة عن تقويض جهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لاستئناف المفاوضات" كما تتحمل مسؤولية تدمير حل الدولتين الذي يتفق عليه المجتمع الدولي كسبيل لإحلال الأمن والسلام في المنطقة ". أما الاتحاد الأوروبي فقد أبدى على لسان وزيرة خارجيته كاثرين اشتون "قلقه" إزاء تصاعد النشاط الأستيطاني الإسرائيلي في الاراضي الفلسطينة. ومن جهته اعتبر وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت أن التوسع الاستيطاني الاسرائيلي يشكل عقبة في طريق السلام مشيرا إلى أن "هناك فرصة تاريخية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وعلى القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية استغلالها لتحقيق السلام ولدعم آمال الفلسطينيين بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضهم وتحقيق الدولتين جنبا إلى جنب والقدس عاصمة لهما". وأكد الوزير البريطاني دعم بلاده لجهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والتزامه في محاولة إعادة الطرفين للمفاوضات من أجل تحقيق السلام داعيا إلى إبداء مزيد من المرونة للمساهمة في إنجاح المساعي الأميركية لإطلاق عملية السلام. وفي ذات السياق أكدت وزيرة التعاون السويدي غونيلا كارلسون بأن الاحتلال وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية هما "العقبتان الرئيستان" أمام حل الدولتين باعتبار أن الاستيطان الاسرائيلي يحول دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع جوان 1967 . وشددت كارلسون على ضرورة ضمان وصفة نجاح لأية مفاوضات مستقبلية بحيث لا تكون المفاوضات من أجل المفاوضات فقط موضحة أن هناك فرصة أمام عملية السلام من خلال الجهود التي تقوم بها الولاياتالمتحدةالأمريكية عن طريق وزير الخارجية جون كيرى. ومن جهته قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن استمرار إسرائيل في سياستها الاستيطانية سيقوض فرص تحقيق السلام وجهود إعادة إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وبالرغم من العقبات التي تواجهه في مهمته لإعدة بعث المحادثات الفلسطينية-الإسرائيلية أكد جون كيري للرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأربعاء استمراره مساعيه خلق المناخ المناسب لتحريك عملية السلام. وكان مقررا أن يطرح كيري الخطوط العريضة لمبادرته بشكل رسمي في ال8 جوان الجاري غير أنه طلب مزيدا من الوقت وأرجأ زيارته للمنطقة إلى أجل غير مسمي غير أن المسؤولين الأمريكيين أكدوا على أن كيري ما يزال ملتزما بشكل تام بهذا الخصوص وسيعيد تحديد موعد جديد لزيارته في أسرع وقت ممكن. وحذر وزير الخارجية الامريكية من أنه ليس مستعدا لإجراء زيارات كثيرة غير مجدية وحث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس على اتخاذ "قرارات صعبة" ضرورية لانعاش المحادثات المتوقفة منذ 2010.