أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن حكومته "منفتحة على أية معارضة لا تحمل سلاحا ولا تدعم الإرهاب ولديها برنامج سياسي" قائلا "على المعارضة أن تثبت نفسها بالإنتخابات". وشدد الأسد في مقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر ألغيميني تسايتونغ" الألمانية نشرتها وكالة الأنباء السورية (سانا) اليوم الثلاثاء على أن "كلمة المعارضة مرتبطة بالانتخابات..أي إذا كنت معارضا وليس لديك قاعدة شعبية فليس لك قيمة عمليا فعلى المعارضة أن تثبت نفسها بالانتخابات انتخابات الإدارات المحلية والانتخابات البرلمانية وهي الأهم". وأكد الأسد تمسكه بالبقاء في الرئاسة حتى انتخابات عام 2014 قائلا إنه "إذا كان قراري أن أترك في هذه الظروف فهي خيانة وطنية ولكن عندما يكون قرار الشعب أن تتخلى عن منصبك فهذا موضوع آخر". وجدد دعوة المعارضة إلى الحوار "من أجل الخروج من الأزمة ودفع الإرهابيين لإلقاء السلاح" معربا عن أمله بأن "يكون مؤتمر جنيف محطة مهمة لدفع الحوار وأن ينجح هذا المؤتمر بمنع تهريب السلاح والإرهابيين إلى سوريا". وحذر الرئيس السوري من التدخل العسكري في بلاده قائلا إن الوضع سيكون أسوأ بكثير من التدخل غير المباشر ف"عندها سنرى إنتشار التطرف والفوضى والتقسيم" مشيرا إلى أن "فرنسا وبريطانيا تبحث عن رئيس يقول لهم حاضر دائما.. وهذا ما لم ولن يجدوه لا الآن ولا مستقبلا". وحذر الأسد "أن أي لعب بالحدود في هذه المنطقة يعني إعادة رسم خارطة لمناطق بعيدة جدا" قائلا أن "أي إعادة رسم للخريطة في المنطقة لا يستطيع أحد أن يعرف بعدها كيف سنكون.. لكن الأغلب أنها ستكون عبارة عن خريطة لحروب كثيرة بالشرق الأوسط لن يكون أحد قادرا على إيقافها من الأطلسي إلى الهادئ". وأوضح أن "السبب الرئيسي في إطالة أمد الأزمة في سوريا يعود إلى العامل الخارجي الذي يسعى سياسيا وعسكريا لذلك". وقال الأسد إن "التحدي الأكبر الذي يواجهنا سيكون فعليا بعد انتهاء الأزمة" والذي يتمثل ب"الوقوف في وجه التطرف لأنه بات واضحا أن هناك انحرافا في مجتمعات المنطقة وابتعادا عن الاعتدال وخاصة في الجانب الديني". وحول قتال حزب الله في مدينة القصير قال الأسد إن "الإرهابيين بدأوا يضربون القرى الموالية لحزب الله على الحدود فكان لا بد من تدخل حزب الله مع الجيش السوري لإنهاء الفوضى" مضيفا أن "الإعلام الآن يحاول أن يصور أن حزب الله كان يقاتل والجيش السوري هو جيش ضعيف لا يحقق أي انتصار". وأضاف أنه "في الواقع نحن منذ عدة أشهر نحقق انتصارات كبيرة على الأرض في مناطق مختلفة وربما أهم من القصير ولا يتحدثون عنها" رافضا ما يقال عن وجود "كتائب" لحزب الله في سوريا. وقال إن الحزب أرسل "عددا من المقاتلين على أطراف الحدود حيث يوجد إرهابيون في منطقة الحدود عند القصير وساعدوا الجيش السوري في عملية التنظيف على الحدود اللبنانية ولم يرسلوا قوات إلى داخل سوريا".