أعلن قادة مجموعة الدول الصناعية ال 8 الكبرى في البيان الختامي لأعمال قمتهم في ايرلندا الشمالية يوم الثلاثاء التزامهم بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا فيما دعت المجموعة الى وجوب توخي مقاربة منسقة لوقف أسباب انعدام الاستقرار بمنطقة الساحل بالقارة الافريقية. وقال قادة مجموعة ال 8 في بيانهم الختامي "نحن نؤيد بشدة اقتراح عقد مؤتمر للتوصل إلى حل سياسي للأزمة المروعة في سوريا من خلال التنفيذ الكامل لبيان مؤتمر جنيف الأول عام 2012 وسنساهم بسخاء لتلبية نداء الأممالمتحدة الأخير لجمع مساعدات انسانية من أجل سوريا". وأدان القادة بأشد العبارات "أي استعمال للأسلحة الكيميائية وجميع انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا" معربين عن التزامهم ب"التوصل إلى حل سياسي للأزمة على أساس إقامة سوريا موحدة وشاملة وديمقراطية". وأيد قادة مجموعة ال 8 بقوة "عقد مؤتمر جنيف حول سوريا بأقرب وقت ممكن من أجل التنفيذ الكامل لبيان مؤتمر جنيف الأول في 30 جوان 2012 بدءا من الاتفاق على تشكيل هيئة للحكم الانتقالي تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة يتم تشكيلها بالتراضي". وقال القادة الثمانية في بيانهم الختامي "إن جميع المؤسسات الحكومية ومكاتب الدولة يجب أن تعمل وفقا لمعايير حقوق الانسان والمعايير المهنية وتحت قيادة عليا حاصلة على ثقة الشعب السوري وسيطرة الهيئة الإدارية الانتقالية". كاميرون يصر على وجوب رحيل الرئيس الأسد عن السلطة ومن جانبه جدد رئيس الوزراء البريطاني كاميرون مطالبته برحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة وقال في مؤتمر صحفي عقده بعد انتهاء القمة إنه "لا يمكن تصور أن يلعب الأسد دورا في سوريا المستقبل ويدير بلدا موحدا ومستقرا". واضاف "نريد تطهير المتطرفين من صفوف المتمردين واقامة حكومة فاعلة بعد ذهاب نظام الرئيس الأسد لكي لا تعم الفوضى في سوريا بعد تغيير النظام وجلب اطراف النزاع إلى طاولة الحوار والتعلم من خبرة العراق والحفاظ على مؤسسات الدولة خلال المرحلة الإنتقالية وعدم ترك فراغ سياسي". وأشار كاميرون الى أن البيان حول سوريا "كان هادفا وقويا بما في ذلك الدعوة إلى اجراء تحقيق من قبل الأممالمتحدة بشأن مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية". وردا على سؤال حول ما إذا كانت بريطانيا وفرنسا ترغبان بتسليح المعارضة السورية أجاب كاميرون "أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها في قمة مجموعة ال8 تجعل تحقيق الإنتقال بعيدا عن حكومة الأسد أسهل القادة تغلبوا على الخلافات الجوهرية بينهم بشأن سوريا واتفقوا على طريق للمضي قدما لإنهاء الأزمة فيها ومساعدة الشعب السوري على تحقيق التغيير الذي يريده والعمل معا على التخلص من الإرهابيين والمتطرفين في سوريا وإدانة استخدام الأسلحة الكيميائية ودعم اقامة حكومة سورية في المستقبل تحظى على موافقة جميع الأطراف". الرئيس بوتين تسليح المعارضة سيؤدي إلى عدم استقرار البلاد ومن جانبه دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الغربية إلى "التفكير بعناية فائقة قبل القيام بتسليح المعارضة السورية" وذكرها بحادثة مقتل الجندي البريطاني لي ريغبي في شوارع لندن على يد متطرفين اسلاميين اثنين من اصول نيجيرية مقارنا بينهما وبين العديد ممن وصفهم ب"المتمردين السوريين الجناة". وقال بوتين في مؤتمره الصحفي "إن تسليح المعارضة السورية سيؤدي إلى عدم استقرار البلاد وعلينا العمل في اطار مؤتمر جنيف الثاني ووقف سفك الدماء في سوريا وهذا ما دعونا إليه ولا يمكن تحقيق ذلك إلا عبر الطرق الدبلوماسية والسلمية". المجموعة تتوخى مقاربة منسقة لوقف أسباب انعدام الاستقرار بمنطقة شمال إفريقيا والساحل كما دعا قادة الدول الأكثر تقدما في العالم في ختام أشغال قمتهم إلى الحاجة في اعتماد "مقاربة منسقة وواضحة لمحاربة تنامي الإرهاب والتصدي لعوامل غياب الاستقرار بمنطقة شمال إفريقيا والساحل". وأضافوا "يجب أن يكون ردنا قويا وذكيا وقائما على أساس مقاربة شمولية تحترم حقوق الإنسان وسمو القانون الذي يتعارض مع التشدد والتطرف العنيف" مجددين تأكيد عزمهم التصدي لتمويل الإرهاب بما في ذلك تدفق الأموال عبر قنوات خارج المراقبة. وعبر قادة دول مجموعة الثمانية في هذا السياق عن إرادتهم في العمل بشكل وثيق مع بلدان المنطقة من أجل تسوية هذه المشاكل معتبرين"التطورات الأخيرة في إفريقيا ولاسيما في المنطقة الممتدة من موريتانيا إلى الصومال تبرز كيفية توافق الإرهاب مع باقي العوامل الأخرى من أجل تهديد الاستقرار والمصالح الاقتصادية" معبرين عن دعمهم للجهود الرامية إلى تفكيك بؤر الإرهاب في شمال مالي. وأعلن قادة في بيانهم عن تقديم الدعم السياسي والعملي للمنظمات الإقليمية والدولية بهدف تعزيز قدرات دول المنطقة في مجال ضمان أمن حدودها والتصدي وللشبكات النشيطة في مجال الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والبشر.