حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، نظيره الأمريكي جون كيري، من عواقب قرار تسليح المعارضة السورية.ونقلت مصادر إعلامية عن بيان لوزارة الخارجية الروسية نشر على موقعها الإلكتروني أمس السبت، جاء فيه أن مكالمة هاتفية جرت بين الوزيرين يوم أول أمس الجمعة، شدد خلالها لافروف على أن "قرار واشنطن بشأن تسليح المعارضة السورية قد يؤدي إلى تصعيد جديد في سوريا". وحسب البيان فقد أكد الطرفان على "ضرورة بذل المزيد من الجهود عبر الاتصالات بالأطراف السورية والدولية المعنية بهدف تنفيذ المبادرة الروسية الأمريكية حول عقد مؤتمر دولي لتحقيق الاتفاقيات التي نص عليها بيان جنيف الصادر يوم 30 جوان 2012 دون أية شروط مسبقة". وشدد رئيس الدبلوماسية الروسية على "ضرورة توفير تمثيل واسع للأطراف المعنية في مؤتمر جنيف 2 بما فيه اللاعبون الدوليون والجهات السورية". وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعلن أول أمس الجمعة، عن قرار بلاده تقديم الدعم العسكري إلى المعارضة السورية. من جهته، تعهد الجيش الحر بإسقاط الأسد في غضون ستة أشهر، إذا تأمن السلاح المناسب. وحث اللواء سليم إدريس قائد الجيش السوري الحر الدول الغربية على تزويد الجيش بمضادات للطائرات والصواريخ وإقامة منطقة حظر للطيران. وأكد أن الجيش الحر بإمكانه لو حصل على الأسلحة الضرورية هزيمة جيش الرئيس السوري بشار الأسد في غضون ستة أشهر. وأضاف: "هذا الأمر يعتمد على مدى الدعم الذي سيقدمونه لنا. إذا كان لدينا القليل ستستمر المعركة وقتا طويلا. وإن كان لدينا ما يكفي فنحن منظمون بشكل جيد. ونحتاج القليل من التدريب. فإذا حصلنا على التدريب والسلاح أعتقد أننا نحتاج نحو ستة أشهر لإطاحة النظام. يأتي هذا في وقت أعلنت مصادر أمنية أوروبية، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز"، أنه من المحتمل أن تتضمن الأسلحة التي تعتزم الولاياتالمتحدة إرسالها إلى مقاتلي المعارضة في سوريا قذائف صاروخية ومورتر، بهدف التصدي للمدرعات والدبابات بعدما وافق أوباما على تسليح المعارضة. إلا أن تلك المصادر أضافت أنه لا نية لإرسال صواريخ مضادة للطائرات تُطلق من فوق الكتف. لكن مسؤولا أمريكيا ذكر في الوقت عينه، أنه لا يتوقع أن تؤثر المساعدات الأمريكية الجديدة في مجريات الأحداث بسوريا على نحو خطير. دوليا وعلى مستوى قمة قادة دول مجموعة الثماني التي تنطلق غدا الإثنين في إيرلندا الشمالية، فإن من المتوقع أن يتصدر الملف السوري قائمة المباحثات في وقت عبرت فيه الولاياتالمتحدة عن رفضها إقامة منطقة حظر جوي في سوريا رغم تغيير موقفها اتجاه توفير الدعم العسكري للمعارضة المسلحة هناك. وتمهيدا لتلك القمة تحدث الرئيس الأمريكي أوباما أول أمس الجمعة، عبر الفيديو مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون ومستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل ورئيس وزراء إيطاليا إنريكو ليتا، وتبادل معهم وجهات النظر على نحوٍ مكثف بشأن مواضيع القمة ولا سيما الأزمة في سوريا. وعلى هامش أعمال تلك القمة يتوقع أن يلتقي الرئيس أوباما بنظيره الروسي فلاديمير بوتين وذلك في أول لقاء من نوعه بين الطرفين منذ عام. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جينيفر بساكي، إن الرئيس أوباما سيقدم "كل أدلته" إلى بوتين بشأن استخدام نظام الرئيس بشار الأسد أسلحة كيمياوية ضد المعارضة، وسيشرح له "الأسباب التي تجعلنا واثقين إلى هذه الدرجة" و«التقييم الذي كشفه البيت الأبيض حول استخدام الأسلحة الكيمياوية". وأكدت المتحدثة أن "هذا التقييم جرى بواسطة العديد من قنوات المعلومات المستقلة".