صنعت مسرحية "الاختطاف" من انتاج مشترك للمسرح الجهوي لأم البواقيولبجاية الفرجة سهرة أمس الأربعاء في آخر سهرة من سهرات الأيام المسرحية المغاربية في طبعتها الرابعة التي احتضنتها باتنة بين 17 و26 جوان . واستمتع الجمهور الذي غصت به قاعة العرض بأحداث هذه المسرحية التي جاءت في طابع فكاهي هزلي وتحكي قصة أخوين معتوهين هربا من السجن لكن مظهرهما أوحى لكل من صادفهما بأنهما إرهابيين خطيرين وهنا تبدأ مغامرة الأخوين الممتعة. ويتورط هذان الأخوان عن طريق الصدفة في خطف مغنية مشهورة "سوسو" و احتجاز طيار داخل أول بيت يصلان إليه وهو ملك ل"السبتي" الفقير وزوجته "الوازنة" اللذين لا يملكان سوى عنزة. ويسدل الستار على القصة المليئة بالأحداث عند اكتشاف الشخصية الحقيقية للأخوين وتسليم المحتجزين إلى السلطات الأمنية في جو مليء بالفكاهة والمرح لأن المحتجزين يرفضان العودة إلى أهليهما دون أخذ "مستحقاتهما". ومن خلال النص الذي كتبه المسرحي المعروف عمر فطموش وأخرجه الفنان لطفي بن السبع استطاع أبطال المسرحية وخاصة الممثل القدير رشيد معامرية المعروف لدى عشاق الخشبة وحتى الشاشة بشخصية البرادعي والممثلة جوهرة دراغلة أن يشدوا الجمهور إلى الخشبة لمدة فاقت الساعة دون كلل أو ملل ويدخلوا الحضور في عالم مليء بالفكاهة والضحك واللحظات القوية. وذكر أغلب من تحدثت إليهم وأج أن المسرحية كانت متكاملة من جميع النواحي وقدمت فرجة حقيقية لعشاق المسرح. وتميزت السهرة الأخيرة للأيام المسرحية المغاربية بتوافد كبير للجمهور على قاعة العرض التي عجزت عن استيعاب المتأخرين على هذا الموعد الذي أضفى نوعا من النشاط على عاصمة الأوراس. وذكر المخرج ومدير مسرح أم البواقي الجهوي الفنان لطفي بن السبع ل/وأج أن جمهور النشاط المسرحي بباتنة معروف بتذوقه لهذا الفن الراقي والجميل والذي "يفاجئنا في كل تظاهرة بإقباله الكبير و امتلاء القاعة عن آخرها في الدقائق الأولى من كل عرض". وأضاف بن السبع أن "الجمهور استحسن كثيرا عرض مسرحية 'الاختطاف' وطالب بإعادة عرضها مرة أخرى" مضيفا أن المسرحية التي أنتجت حديثا تعرض لثاني مرة بعد عرضها العام الذي احتضنه مسرح بجاية الجهوي. ورغم اقتصار الحضور المغاربي في هذه الطبعة على فرقتي الكاف والمنستير التونسيتين بعد أن تعذر مشاركة ليبيا والمغرب فإن تظاهرة الأيام المسرحية المغاربية لسنة 2013 كانت ثرية وناجحة حسب بعض الحضور وكذا المشاركين من مختلف المسارح الجهوية من مختلف أنحاء الوطن. ورأى بعض المتتبعين للحركة المسرحية بالجزائر من ممثلين ومخرجين وحتى أكاديميين ومنهم الدكتور صالح لمباركية الأستاذ الجامعي والباحث في المسرح أن التظاهرة "رسخت فضاءا لتبادل التجارب وكذا التكوين في ميدان المسرح". وقد تميزت الطبعة الرابعة من التظاهرة بتكوين 100 شاب في فن التمثيل سيكونون خزانا للمواهب الذي يلجأ إليه المسرح الجهوي بباتنة في أعماله المستقبلية حسب مديره محمد يحياوي الذي ذكر ل/وأج أن مسرح باتنة سيعمل على توسيع مجال تقديم العروض إلى مختلف مناطق الولاية عند استلامه عما قريب للخشبة المتنقلة التي "ستمكننا من تجسيد برنامج ثري يندرج ضمن المسرح الجواري".