افتتحت مسرحية "الفستان لأبيض" التي أخرجها للمسرح الوطني الجزائري، عبد الكريم بريبر، سهرة الاثنين، فعاليات الأيام المسرحية المغاربية في طبعتها الرابعة التي يحتضنها المسرح الجهوي بباتنة إلى غاية 26 جوان الجاري. وقد استمتع عشاق الفن الرابع الذين ربطتهم قصة عشق طويلة بالخشبة بعاصمة الأوراس، بقصة هذا العرض المسرحي الذي عالج بجرأة كبيرة جانبا من المشاكل التي يعيشها المجتمع، مع إيماء ذكي إلى الممنوع منه من خلال أحلام وأمنيات بطلاتها الأربعة "بنازة" و«الفاهمة" و«تشيبة" و«لاسطار". ووجد الحضور في "الفستان الأبيض" المقتبس عن قصة "البدلة البيضاء" للكاتب الأمريكي راي براد بيري، معالجة واقعية لمشاكل شريحة واسعة منهم، وفقا لما أكده ل(وأج) الطالب سامي (طالب بمعهد الحقوق بجامعة باتنة) من خلال التطرق لحلم الهجرة إلى ما وراء البحر والهروب من أزمة السكن والحصول على المال، وأيضا العيش في حرية ودون قيود. وقد تفاعل الجمهور مع العرض الذي جاء في طابع فكاهي هزلي من خلال تصفيقاته الحارة التي كانت تهز القاعة من حين لآخر، معبرا بذلك عن تذوقه للمسرحية ومغزاها الذي يهدف إلى تبيان أن مظهر الإنسان قد يختلف في كثير من الأحيان عن جوهره. وتميزت السهرة الافتتاحية لهذه التظاهرة، التي تشارك فيها هذه السنة فرقتان من تونس، بحضور مكثف للعائلات التي أصبحت تصنع الحدث في كل مرة يتعلق الأمر بالمسرح في عاصمة الأوراس. وتحمل الطبعة الرابعة من الأيام المسرحية المغاربية بباتنة، هذه السنة، أحدث ما أنتجته المسارح الجهوية على المستوى الوطني، ما سيعطي الفرصة - حسب مدير المسرح الجهوي لباتنة - لمحبي الخشبة بالتعرف على جديد أبي الفنون وتعزيز أواصر التواصل بين الجمهور وأبطال الركح. أما هدف التظاهرة فيتمثل، حسب محمد يحياوي، إلى التقريب بين الفنانين وخلق فضاء للاحتكاك الإيجابي بما يخدم الحركة المسرحية بالجزائر، والإطلاع على تجارب بعض الفرق المسرحية المغاربية.