أجمع مهتمون بالفن الرابع في ختام الأيام المسرحية المغاربية التي احتضنتها قاعة عروض المسرح الجهوي بباتنة ما بين 12 و 26 جويلية الجاري على تميز هذه الطبعة بحضور قوي للجمهور و نوعية جيدة للمسرحيات المعروضة. وأكدت الكثير من الوجوه المسرحية المعروفة على المستوى الوطني في سهرة الاختتام التي احتضنها مسرح باتنة ليلة أمس الاثنين على أن التظاهرة ستحمل الكثير للمسرح الجزائري باحتكاكها بتجارب المسرحيين على مستوى المغرب العربي. و اعتبر الفنان عيسى مولفرعة من وهران بأن التظاهرة تشهد تطورا من سنة إلى أخرى لتصبح هذه السنة نموذجا من حيث التنظيم ونوعية العروض المقدمة التي كان أغلبها جديدا وفيه بحث. "لكن أتمنى يضيف ذات المسرحي أن تتدعم هذه الأيام مستقبلا بميزانية خاصة مما يمكن من بقاء المشاركين طيلة التظاهرة لتكون الفائدة أكثر ويتسنى الاحتكاك ما بين الفنانين من مختلف الأقطار المغاربية ببعضهم مما يساهم في إثراء التجربة المسرحية بهذه الرقعة من الوطن العربي". وأبدى الفنان بولفرعة إعجابه الشديد بالجمهور الذي توافد بكثافة على المسرح الجهوي بباتنة طيلة أسبوعين وتابع باهتمام وشغف كبيرين كل العروض المقدمة مؤكدا أنه "جمهور فريد من نوعه ويا ليت كاتب ياسين و علولة و بشطارزي وغيرهم من المسرحيين الذين رحلوا عنا كانوا حاضرين في هذه الأيام ليتمتعوا بهذا الجمهور الرائع الذي صنع بحق الفرجة لأنه أثبت على مدى 15 يوما بأنه وفيا للمسرح". أما الدكتور والكاتب المسرحي صالح لمباركية فشدد على ضرورة الاهتمام بمثل هذا الجمهور وعدم تضييعه من خلال خلق استمرارية بينه و بين الخشبة لاسيما وأن الجمهور الجزائري اكتشف مؤخرا الإبداع المحلي وأصبح لديه ميل لكل ما هو جزائري . فالجمهور فاجأ كل المشاركين في هذه التظاهرة بما في ذلك الفرق المسرحية التي أتت من المغرب وتونس والتي أبدت إعجابها بمحبي أب الفنون الذين أصر الكثير منهم على متابعة العروض واقفين بعد فشلهم في الظفر بمقعد يضيف نفس المتحدث. فبرنامج الطبعة الثالثة من الأيام المسرحية المغاربية كان ثريا ومتنوعا وكل عروضه تقريبا أنتجت في سنة 2010 مما زاد في إقبال المهتمين بالفن الرابع الذين كانوا في السهرة الأخيرة على موعد مع مسرحية (قف .. حدود) لتعاونية فنون بالتنسيق مع مسرح عنابة الجهوي. و تروي هذه المصرحية قصة الصحفية حسنية التي تجد نفسها بعد رحلة شاقة لتصحيح بعض الوثائق الإدارية لتعبر الحدود أمام سي مبارك موظف بالحدود الذي يتفانى في تطبيق كل القوانين لمنعها من مغادرة الوطن مما يؤرق حسنية ويجعلها تدخل في متاهة. وصفق الجمهور مطولا لبطلة المسرحية التي أبدعت في تجسيد دورها الفنانة القديرة فتيحة سلطان التي أكدت بأن مثل هذه التظاهرات تقرب الفنان والمسرحي من جمهوره كما تعمل على إثراء الحركة المسرحية والثقافية بشكل عام. وتميز الحفل الختامي للتظاهرة التي كانت ناجحة بشهادة الكل مسرحيين وجمهور بتكريم فنانين ساهموا طيلة مشوارهم الفني في إثراء مسار المسرح الجزائري وهم عيسى بولفرعة من وهران و صليحة بن ابراهيم وصالح بوبير من مسرح باتنة الجهوي وهي الالتفاتة التي لاقت استحسانا كبيرا في أوساط الأسرة المسرحية. لكن مفاجأة الحفل الذي تميز بحضور قوي للعائلات كانت خرجة فريدة لمسرح باتنة الجهوي الذي خصص (ولأول مرة على المستوى الوطني) جائزة الجمهور التي منحت لعبد العزيز رشيد وهو مشاهد و في لكل العروض المقدمة على ركح مسرح باتنة. وأكد مدير المسرح الجهوي لباتنة محمد يحياوي بأن الطبعات المقبلة من هذه التظاهرة المغاربية ستعمل على ربط الصلة أكثر بعشاق أب الفنون كما ستعمل على إثراء التجربة المسرحية على الصعيدين الوطني و المغاربي بما يوحد الرؤيا المسرحية ويجعلها أكثر نضجا.