دعا المشاركون في المؤتمر البرلماني الإفريقي العربي 13 في ختام أشغالهم بالرباط إلى توفير محيط مناسب لتطوير التعاون في عدة مجالات بين المنطقتين مع السهر على توفير مناخ من السلم و الأمن و الاستقرار على اساس احترام القيم الديمقراطية و الحكم الراشد. و جاء في البيان الختامي الذي توج هذه الأشغال على مدار يومين أن ممثلي البرلمانات و المجالس الوطنية الافريقي و العربية اعتبروا أن السلم يعتبر شرطا مسبقا لتحقيق التنمية و ترقية الاستثمار و تحقيق النمو في افريقيا من خلال التركيز على الحوار كآداة لتسويه الخلافات. كما أعرب المشاركون عن ارتياحهم للتطورات الايجابية التي شهدتها النزاعات في افريقيا لاسيما في مالي بعد اتفاق 18 جوان 2013 الموقع عليه في واغادوغو بين الحكومة المالية و حركة التوارق معتبرين أن هذا الاتفاق يفسح المجال أمام تنظيم انتخابات رئاسية يوم 28 جوياية 2013. و فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي بين المنطقتين دعا المشاركون إلى اعتماد الرقابة القانونية و التنظيمية من أجل رفع العراقيل التي تحول دون تحقيق تطوير الاستثمار و تعزيز التعاون في مجال تنمية الموارد البشرية. من جهة أخرى دعا المشاركون إلى الغاء القيود المالية في مجال تمويل المشاريع و تطوير المنشات القاعدية اضافة إلى ضمان توفر الطاقة و النقل و كذا دعم المشاريع المشتركة في القطاعات ذات الأولوية مع استحداث صندوق عربي-افريقي لتمويل المشاريع الاقتصادية المشتركة في اطار تنفيذ الاستراتيجيات التنموية. في نفس الخصوص أوصى هؤلاء بانشاء مركز للمعلومة الاقتصادية الافريقية-العربية و قاعدة معطيات خاصة بفرص الاستثمار خصوصا في القطاعين الصناعي و الفلاحي و تعزيز وسائل الاتصال بين المنطقتين و تشجيع البحث المشترك في مجال التنمية الفلاحية و الأمن الغذائي. من جانب آخر دعا البيان إلى ترقية الاستثمارات بين البلدان العربية و الافريقية في اطار شراكة تعود بالفائدة على الجانبين بتوجيه هذه الاستثمارات نحو قطاعات المنشآت القاعدية و شبكات الاتصال و النقل و الكهرباء و التربية و الصحة من خلال تشكيل لجنة وزارية عربية و افريقية من أجل تشجيع تطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدان الافريقية و العربية. و فيما يتعلق بالاقتصاد الفلسطيني ندد المؤتمر بالسياسة الاسرائيلية الرامية إلى اضعاف و تهديم الاقتصاد الفلسطيني من خلال الحظر المفروض و غلق الحدود و كل القيود المفروضة على المزارعين و السكان بمنطقة القدس. من جانب آخر أعرب المشاركون في المؤتمر عن دعمهم لتطلعات الشعوب العربية للحرية و الديمقراطية و احترام حقوق الانسان و الاجراءات و كذا الاجراءات المتخذة من طرف الدول في مكافحة الارهاب و المحافظة على سلم و أمن الشعوب في اطار احترام سيادة الدول و مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية. كما أعرب البرلمانيون عن دعمهم للشعب السوري الذي يأمل في بناء دولة القانون و احترام الحريات السياسية كما أدانوا العنف الذي يتعرض له المدنيون الأبرياء. لهذا الغرض دعا المشاركون كل الأطراف إلى وقف الاعتداءات فورا و الشروع في مفاوضات جدية بهدف التوصل إلى وضع نظام ديمقراطي يسمح لكل أطياف المجتمع بالعيش معا و بانسجام. و قد أشاد المشاركون في المؤتمر بدخول فلسطين للأمم المتحدة بصفتها دولة ملاحظة غير عضوة معتبرين أن هذه الصفة ستساعد الشعب الفلسطيني على استكمال استقلاله و اقامة دولة فلسطينية و عاصمتها القدس. من جهة أخرى أشاد المشاركون أيضا بالتطورات التي شهدتها تونس معربين عن دعمهم للجهود التي يبذلها المؤتمر الوطني التأسيسي لاستكمال صياغة الدستور الجديد و وضع مؤسسات ديمقراطية و كذا للمبادرات المتخذة باليمن بهدف تجسيد تطلعات الشعب في وضع نظام سياسي و ديمقراطي. و فيما يتعلق بليبيا فقد نوه المشاركون بالتغيرات التي طرأت على هذا البلد و اقامة نظام ديمقراطي قادر على تحقيق السلم و الأمن في هذا البلد حتى يتمكن من استعادة مكانته و دوره على مستوى الامة العربية و القارة الافريقية. و شارك وفد جزائري يضم ستة برلمانيين (ثلاثة من كلتا الغرفتين) في هذا المؤتمر الذي ينظم تحت اشراف الاتحاد البرلماني العربي المشترك و الاتحاد البرلماني الافريقي.