توجت الدورة الخامسة للاجتماع الجزائري-الاسباني رفيع المستوى التي عقدت يوم الخميس بالجزائر العاصمة بصدور بيان مشترك فيما يلي ترجمة لنصه الكامل: 1. تجسيدا لمعاهدة الصداقة و حسن الجوار و التعاون المبرمة يوم 08 أكتوبر 2002 ترأس فخامة السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية و فخامة السيد ماريانو راخوي رئيس حكومة المملكة الاسبانية يوم 10 يناير 2013 بالجزائر العاصمة الدورة الخامسة للاجتماع الجزائري-الاسباني رفيع المستوى بمشاركة أعضاء الحكومتين التالية أسمائهم في الملحقين أ و ب. 2. و تشكل هذه الدورة الخامسة التي تأتي في سياق إقليمي و دولي يتميز بتطورات هامة و بروز تحديات جديدة يتعين رفعها جماعيا لبنة جديدة في عملية تعزيز الشراكة المجددة التي تعاد بالفائدة المتبادلة و التي قررت الجزائر و اسبانيا الارتقاء بها إلى شراكة إستراتيجية لتجسيد طموحات الدولتين و الاستجابة بشكل تضامني لتطلعات الشعبين. 3. جرت أشغال هذا اللقاء الثنائي الذي يصادف الذكرى الثانية لمعاهدة الصداقة و حسن الجوار والتعاون في جو من الصداقة يعكس العلاقات الجزائرية الاسبانية التي تطبعها الثقة و التشاور و الوفاق المتبادل. 4. و علاوة على المحادثات التي جرت على انفراد بين السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية و السيد ماريانو راخوي رئيس الحكومة الاسبانية عقد أعضاء الحكومتين عدة لقاءات قطاعية سمحت بتبادل مثمر حول وضعية العلاقات الثنائية كل فيما يخص مجال نشاطه و بحث وسائل تعزيزها و توطيدها أكثر لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين. 5. و استغل الطرفان هذا اللقاء لتجديد إرادتهما في إدراج العلاقات الجزائرية الاسبانية في إطار شراكة يمكن أن ترقى إلى نموذج مرجعي ضمن الفضاء الأوروبي المتوسطي. 6. و تعقد هذه الدورة الخامسة رفيعة المستوى في سياق يتميز بتغييرات سياسية إقليمية و دولية عميقة و أزمة اقتصادية و مالية غير مسبوقة. كما تندرج في وقت تسجل فيه العلاقات بين الجزائرواسبانيا تطورا ايجابيا يتميز على وجه الخصوص بتكثيف الحوار السياسي و التعاون الاقتصادي بين البلدين و تأكيد الأهمية التي توليانها للاستقرار و الأمن في الضفة الغربية من حوض المتوسط. 7. و قام الطرفان بهذه المناسبة بتبادل واسع للمعلومات حول الوضع الداخلي في البلدين و آفاق تطوره. 8. و في هذا السياق اطلع الطرف الجزائري الطرف الاسباني على مسار تعميق الإصلاحات السياسية و الدستورية التي باشرها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في إطار تشاور واسع مع مجموع الأحزاب السياسية و المجتمع المدني و الشخصيات الوطنية منذ أبريل 2011 و التي ستنتهي بالمراجعة المقبلة للدستور الجزائري. 9. و من جهته حيا الطرف الاسباني مسار الإصلاحات الطموحة و اعتبر أنها تشكل لبنة هامة في تعزيز الممارسة الديمقراطية في الجزائر. كما أعرب بهذه المناسبة عن ارتياحه لتنظيم انتخابات تشريعية و محلية في الجزائر جرت في الهدوء و الشفافية الديمقراطية. 10. و من جهة اخرى قدم الطرف الاسباني البرنامج الحكومي لمواجهة الأزمة الاقتصادية مبرزا على الخصوص أنه يرمي أساسا إلى تطهير ميزانيات الدولة و تحقيق توازن في الميزانية من اجل إعادة الاقتصاد إلى طريق النمو و استحداث مناصب الشغل. 11. و أعرب الطرف الجزائري عن قناعته انه بفضل انسجام هذا البرنامج و نجاعته ستتمكن اسبانيا في النهاية من تجاوز الوضع الحالي و العودة إلى النمو المطرد. 12. و أعرب البلدان عن ارتياحهما لتعزيز الحوار و التشاور السياسي على كافة المستويات و قررا تكثيفهما. 13. كما قررا تعزيز العلاقات الاقتصادية و التجارية في سياق فتح الاقتصاد الجزائري و الحركية الايجابية للنمو الذي شهدته الجزائر خلال السنوات الأخيرة وانجاز البرنامج الخماسي لتطوير الاستثمارات العمومية 2010-2014 التي تمنح فرص هامة لعلاقات الشراكة و الأعمال بين البلدين. 14. وفي هذا السياق أعربت الجزائر و اسبانيا عن ارتياحهما للزيارات التي تمت سنة 2012 سيما تلك التي قام بها إلى الجزائر السادة خوسي مانويل غارسيا مارجالو وزير الشؤون الخارجية و التعاون و خوسي مانويل صوريا وزير الصناعة و الطاقة و السياحة و السيدة آنا باستور وزيرة التجهيز و الزيارة التي قام بها إلى مدريد السيد مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية و السيد شريف رحماني وزير الصناعة و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و ترقية الاستثمار بمناسبة عقد منتدى الأعمال الثنائي الذي شاركت فيه 400 مؤسسة للبلدين و الرامي إلى تحسين الشراكة الصناعية و زيارة السيد غونزالو دي بونيتو كاتب الدولة للشؤون الخارجية إلى الجزائر و زيارة السيد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية و المغاربية إلى مدريد و كذا الزيارة التي قام بها إلى الجزائر في شهر نوفمبر 2012 السيد رافاييل كاتالا كاتب الدولة المكلف بالمنشئات القاعدية و الصناعة و التي توجت بالتوقيع على بروتوكول تعاون في مجال السكن و العمران. 15. و أعرب الطرفان أيضا عن ارتياحهما للتقدم الذي سجل في العلاقة عموما بين الجزائر و اسبانيا منذ الاجتماع الرفيع المستوى الرابع الذي عقد بمدريد يوم 7 يناير 2010 سيما فيما يخص تعزيز العلاقات الاقتصادية و التجارية. و في هذا السياق أعربا عن ارتياحهما للتسوية النهائية للنزاع بين سوناطراك و "غاز ناتورال" اثر إجراء تحكيم مما يفتح مرحلة جديدة من اجل تعميق التعاون الطاقوي بين البلدين. 16. و أشاد البلدان من جهة أخرى بانطلاق تشغيل ابتداء من شهر افريل 2011 أنبوب الغاز "ميدغاز" و اعتبرا أن هذا المشروع البناء ذي البعد الاستراتيجي يساهم بطريقة فعالة في عمل إقامة شراكة تجديدية. 17. و اعتبرت الجزائر و اسبانيا اللتان أشارتا إلى أهمية القدرات الناجمة عن القرب الجغرافي و تكامل اقتصاديهما و أعربتا في نفس الوقت عن ارتياحهما لتضاعف الروابط الجوية و البحرية التي سجلت خلال السنوات الأخيرة بين البلدين اعتبرا أن التحديات الحالية يجب أن ينظر إليها كفرصة إضافية لتقريب و تحريك اقتصاديهما على التوالي في صالح تشجيع الاستثمار و استحداث مناصب شغل. و في هذا السياق فان الجزائر و اسبانيا تربطهما شراكة اقتصادية و طاقوية إستراتيجية و البلدان يطمحان إلى ترقية و تطوير قواعد تعاون أخرى في المجال الصناعي إلى جانب قطاع الطاقة الذي يشكل اليوم العامل الرئيسي لدفع التعاون. 18. و سجل الطرفان بارتياح ارتفاع الاستثمارات الاسبانية سنة 2011 و اتفقا على تسخير كل شيء لتشجيع هذا التوجه و جعله هيكلي في علاقات الأعمال و الشراكة بين البلدين. و في هذا السياق أشاد الطرف الاسباني بالجهود التي تبدلها الجزائر لتحسين مناخ الأعمال. و أشارا أيضا بارتياح إلى زيادة الحجم الإجمالي للتبادلات التجارية بين البلدين سنة 2012 و اتفقا على العمل تدريجيا من اجل الحفاظ على توازنها. 19. و من هذا المنظور اتفق الطرفان على تنظيم منتدى أعمال بالجزائر خلال الثلاثي الأول من سنة 2013 يرأسه مناصفة الوزيران المكلفان بالصناعة في البلدين. 20. و أعرب الطرفان عن ارتياحهما للمبادرة التي اتخذها المتعاملون الاقتصاديون للبلدين الرامية إلى إنشاء نادي للأعمال. 21. و أعرب الطرفان أيضا عن ارتياحهما لإقامة تعاون في مجال الطاقات المتجددة من خلال بداية تشغيل المحطة الكهربائية الهجينة بحاسي الرمل يوم 14 جويلية 2011. و أشارا في نفس الوقت إلى أن المصادقة على المخطط الوطني الجزائري من اجل الطاقات المتجددة يمنح فرصا واسعة للتعاون بين مؤسسات قطاع البلدين خاصة و أن الصناعة الاسبانية تتوفر على مهارة و خبرة مؤكدتين. 22. و اعتبرت الجزائرواسبانيا من جهة أخرى أن المخطط الجزائري لرفع قدرة توليد الكهرباء بشكل معتبر خلال الفترة 2012-2017 يبرز فرصا جدية للشراكة و التعاون بين مؤسسات البلدين. و شجع الطرفان المؤسسات المعنية على بحث جميع إمكانيات الشراكة و الأعمال. 23. و اتفق الطرفان على ترقية التعاون في مجالات البناء و الأشغال العمومية و الفلاحة و الصيد البحري و الري سيما مشاريع ترقية الإنتاج الفلاحي في الجزائر. 24. و دعت الجزائر و اسبانيا الشركتين المسيرتين للسكك الحديدية "رونف-اوبيرادورا" و الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية إلى تعميق تعاونهما قصد المساهمة بفعالية في تطوير قطاع النقل في البلدين. 25. اتفقت الجزائر و اسبانيا على بحث سبل توسيع التعاون الثنائي و وضع الآليات القانونية اللازمة لبلوغ هذا الهدف. وتعتبران بهذا الصدد أن ابرام اتفاقات ومذكرات تفاهم للشراكة في مجال الصناعة والسكن و البناء والسياحة والتعاون في ميادين الثقافة والرياضة والطاقة والأرشيف والفلاحة والتنمية الريفية و تربية المواشي سيفتح آفاقا جديدة من أجل تحديد و إنجاز أعمال ملموسة تخص التعاون. 26. تعتبر الجزائر و اسبانيا أن علاقاتهما الكثيفة و الناضجة في العديد من المجالات تتيح اليوم تقاربا أكبر بين شركات البلدين بما يسمح بمنح البعد البشري طابعا محوريا ضمن علاقاتهما. 27. في هذا الإطار و اعتبارا بان تنقل الأشخاص يشكل عاملا اساسيا لبلوغ هذه الغاية اتفقتا على توقيع مذكرة تفاهم لتسهيل إجراءات منح التأشيرة لترقية تنقل المواطنين بين البلدين كمحور اساسي في التعاون الثنائي. 28. جدد الطرفان بهذا الخصوص الأهمية التي يعيرانها لهذا الجانب من التعاون و إرادتهما المشتركة لترقيته في إطار الالتزامات الإقليمية و الدولية لكل منهما. 29. و أكد البلدان الدور الحيوي الذي يلعبه منتدى الصداقة الاسباني-الجزائري في تقارب المجتمع المدني في البلدين و ترقية الصداقة و التعاون بين الشعبين الجزائري و الاسباني. 30. أعربا عن ارتياحهما للتوقيع على اتفاق تعاون بين المجلسين الاقتصاديين و الاجتماعيين في البلدين و الذي يندرج ضمن مسعى التقارب بين المجتمع المدني في البلدين. 31. في هذه المرحلة الجديدة من الشراكة الاستراتيجية اتفق الطرفان على توفير كل الوسائل لتشجيع التبادل السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي بين البلدين. وفي هذا الإطار اعربت اسبانيا عن رغبتها في أن تضع في متناول التعاون الثنائي "كاسا ارابي" (الدار العربية) و "كاسا ميديتيرانيو" (الدار المتوسطية) كفضاء للقاء.و اشاد الطرفان لسير اسبوع الجزائر الذي نظمته "كاسا ارابي" بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر و إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. و ستواصل "كاسا" مديترانيو" جهودها من أجل تطوير شراكات استراتيجية مع الشركاء الجزائريين. 32. أكد الطرفان أهمية الشراكة بين المؤسات الجامعية لتطوير التعاون في مجال التعليم العالي و البحث العلمي و توأمة الجامعات. 33. و أعربا عن ارتياحهما لإدخال تعليم اللغة الاسبانية في جامعات تلمسان و وهران و مستغانم .و على ضوء تعليم اللغة الاسبانية في الجزائر فقد اتفقا على بحث إمكانية خلق كرسي للغة و الحضارة الاسبانيتين في إحدى الجامعات الجزائرية المعنية.و أبدى الطرف الاسباني استعداده لتعزيز تعليم اللغة العربية في الجامعات و في معاهد اللغات في اسبانيا. 34. و نوه الطرفان بنجاح تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية لسنة 2011 " وأعربا عن تقدريهما للاسهام الاسباني في هذا الحدث الهام. 35. يشجع الطرفان تطوير التعاون في مجال ترميم المعالم و المباني و المنشآت الفنية و نوها بتأسيس الشركة المختلطة الجزائرية-الاسبانية لترميم التراث الثقافي "الجزائرية للترميم". 36. في مجال التعاون في ميدان الأمن النووي نوه الطرف الاسباني بصفته منسقا بانضمام الجزائر لإعلان المبادئ للمبادرة الشاملة لمكافحة الارهاب النووي . و من جانبه استسغى الطرف الجزائري إسهام اسبانيا في الملتقى حول الأمن النووي المنظم بالجزائر العاصمة سنة 2012 . و التزم الطرفان بتعزيز الأواصر بين ادارات كل منهما للقضاء على التهديدات النووية و الإشعاعية و الكيميائية من خلال عمل للتعاون في هذا المجال. 37. أبدى الطرف الجزائري تقديره للمبادرة الرامية لإشراك بلدان المغرب العربي في الملتقى حول المؤسسات المتوسطة و الصغيرة لأمريكا اللاتينية و شمال إفريقيا و الملتقى حول "الدسترة" المنعقدين بمناسبة الدورة ال22 لقمة جنوب أمريكا في قادس في نوفمبر 2012. و من جهته أعرب الطرف الاسباني عن عرفانه لمشاركة الجزائر في هذه النشاطات. 38. إدراكا منهما لأهمية الامن بالنسبة للبلدن جددا التزامهما بتعميق التعاون بين القطاعين الوزاريين في مكافحة الارهاب و الجريمة المنظمة و المتاجرة بالبشر و الشبكات المرتبطة بالهجرة غير القانونية و مكافحة تهريب المخدرات و المواد المهلوسة و انتاجها و تسويقها. 39- كما تم التأكيد على أهمية التعاون التقني بين مصالح الأمن للبلدين لا سيما التكوين العام و المتخصص لفائدة إطارات الشرطة و تبادل الخبرات و التجارب و تحويل التكنولوجيا و المساعدة التقنية المتبادلة. و اتفق الطرفان على مواصلة تشجيع و تطوير تبادل الزيارات و استقبال الموظفين و الخبراء بين الهيئتين المعنيتين. 40- أعرب وزيرا داخلية البلدين عن ارتياحهما للتوقيع على الاتفاق الإداري في مجال الحماية المدنية الذي ينص أساسا على وضع لجنة مختلطة. و لبلوغ هذه الأهداف قرر الوزيران إعداد برنامج عمل لتنفيذها. 41- على الصعيد الدولي تعمل الجزائر على مستوى العالم العربي و الافريقي و اسبانيا على مستوى الاتحاد الأوروبي كل في محيطه الجغرافي على تقريب الرؤى و المواقف لمواجهة التحديات التي تطرح في فضائهما الجيوسياسي المشترك أمام الاستقرار و الأمن و التعاون. و في هذا السياق أعربت اسبانيا عن ارتياحها و دعمها لقرار الجزائر بمباشرة مفاوضات تمهيدية في انتظار انضمام مستقبلي لسياسة الجوار الأوروبية المتجددة. 42- جدد الطرفان تمسكهما بالتعاون ضمن إطار التشاور "5+5" مذكرين بنوعية المبادلات و نتائج القمة الأخيرة التي عقدت بالعاصمة المالطية يومي 5 و 6 أكتوبر 2012. و هي النتائج التي ستضفي ديناميكية جديدة للتعاون السياسي و القطاعي بين البلدين من ضفتي المتوسط. و أكدا في هذا الصدد أهمية الندوة السابعة لوزراء النقل لمجموعة وزراء النقل لدول غرب المتوسط 5+5 التي نظمت بالجزائر العاصمة في 13 مارس 2012 بمشاركة وزيرة التجهيز الاسبانية السيدة أنا باستور حيث تسلمت الجزائر رئاسة المجموعة لمدة سنتين. و سجل الطرف الاسباني بارتياح تنظيم الندوة ال15 لوزراء الداخلية لدول مجموعة 5+5 المقررة في الأسبوع الأول من شهر مارس 2013 بالجزائر و التي ستشارك فيها إسبانيا على المستوى الوزاري. 43- تبرز الجزائر و اسبانيا الأهمية الحيوية للماء في تحسين ظروف معيشة السكان و الانتاج الفلاحي. و في هذا الصدد اتفق الطرفان على العمل من اجل مبادرة مشتركة حول الماء و تسيير الموارد المائية بغرب المتوسط بالتنسيق مع فاعلين اقليميين آخرين لا سيما الندوة الوزارية للبيئة و الطاقات المتجددة لمجموعة 5+5 و أمانة مخطط العمل من أجل المتوسط. 44- أكد الطرفان أن الاتحاد من أجل المتوسط يتوفر على مزايا هامة تؤهله ليصبح عاملا فعالا لترقية التعاون الاقليمي لا سيما من خلال تحديد و إنجاز المشاريع على أساس مبدأ الهندسة المتغيرة. 45- تدعو الجزائر و اسبانيا إلى إقامة حركيات حقيقية و فعالة بين كافة إطارات التعاون في المتوسط للتوصل إلى تحديد تكامل مختلف المبادرات. 46- و بخصوص مسألة الصحراء الغربية أكد الطرفان مجددا دعمهما لجهود الأممالمتحدة الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي عادل و نهائي و مقبول من الطرفين يرسخ حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره في إطار ميثاق الأممالمتحدة و قراراتها ذات الصلة. كما جددتا دعمهما الثابت لجهود الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من أجل الصحراء الغربية السيد كريستوفر روس و التزامهما بالمساهمة في العمل الذي قام به الأمين العام للأمم المتحدة و مبعوثه الخاص و بعثة المينورسو. 47- و حول الوضع في الساحل أعرب الطرفان مجددا عن انشغالهما إزاء استمرار عدم استقرار الوضع بمالي لا سيما في شمال البلاد مما يهدد استقرار المنطقة بأكملها. و جددا قناعتهما بأن حل المشاكل يكمن في إعادة إحلال السلامة الترابية و الوحدة الوطنية و السيادة و النظام الدستوري بهذا البلد. و يجب أن يقوم هذا الحل على ثلاثة ركائز رئيسية تتمثل في الجوانب السياسية و الانسانية و الأمنية. 48- و في هذا الإطار جددت الجزائر و اسبانيا دعمهما للائحتين 2071 و 2085 لمجلس الأمن الأممي اللذين يحددان ملامح حل شامل للأزمة في مالي من خلال تحديد التهديدات التي تتمثل في الارهاب و الجريمة المنظمة و الدعوة إلى تبني مقاربة شاملة تحدد إطار حل سياسي يشمل كافة القوى المالية التي تنبذ الارهاب و تهديد السلامة الترابية لمالي. 49- و في إطار التعاون في مجال مكافحة الارهاب يدين الطرفان بكل وضوح اختطاف الرهائن و اطلاق سراح الارهابيين المسجونين الذين يعتبرون تهديدا للأمن و السلم و التنمية و الحرية و الحق في الحياة و أمن الأشخاص. كما دعيا إلى تعاون دولي أكثر فعالية و صرامة لمواجهة الجريمة المنظمة العابرة للحدود و الارهاب و اختطاف الرهائن و القرصنة و المتاجرة بالأشخاص و المتاجرة بالمخدرات و لكل الجنح العابرة للحدود. و أعرب الطرفان عن إرادتهما في مواصلة الجهود الرامية إلى دعم المفاوضات للتوصل إلى اتفاقية شاملة ضد الارهاب ضمن الأممالمتحدة. 50. و في هذا الصدد أعرب الطرفان عن ارتياحهما لتشكيل في ماي 2011 بمدريد مجموعة ثنائية للتشاور حول مسألة الإرهاب العابر للأوطان و الجريمة المنظمة و التهديدات المرتبطة بهما و كذا نتائج اجتماعها الأول الذي عقد في الجزائر في نوفمبر 2011. 51. و بخصوص الأزمة في سوريا أعرب الطرفان عن بالغ انشغالهما أمام تدهور الوضعية الإنسانية و آثار هذه الأزمة الخطيرة على مجموع المنطقة. و دعيا إلى نشر المساعدة الإنسانية قصد التخفيف من معاناة السكان المدنيين الذين مسهم النزاع وجددا مساندتهما لمهمة السيد الأخضر الإبراهيمي ممثل الأممالمتحدة و الجامعة العربية و دعمهما للجهود الدؤوبة التي يبذلها من اجل إيجاد حل سياسي يسمح للشعب السوري بالعودة إلى الاستقرار و السلم و الأمن في كنف احترام خياراته السيادية. 52. و أكد الطرفان ضرورة إيجاد حل عادل و دائم و شامل لنزاع الشرق الأوسط. و أبرزا أهمية تعزيز الأعمال من اجل إعادة الثقة و مباشرة حوار حقيقي بين الأطراف المعنية بمختلف أبعاد النزاع الإسرائيلي العربي من اجل المساعدة على استئناف حقيقي لمسار السلام الإسرائيلي الفلسطيني على أساس لوائح مجلس الأمن و مبادرة السلام العربية. كما حثا المجتمع الدولي على دعم الجهود الرمية إلى إصلاح الوضع الفلسطيني الصعب و ترقية المصالحة بين الفلسطينيين و تسهيل إقامة دولة فلسطينية سيدة في إطار صيغة دولتين تعيشان جنبا لجنب على حدود آمنة و معترف بها. كما أعربا عن ارتياحهما لانضمام فلسطين لمنظمة الأممالمتحدة بصفة دولة ملاحظة غير عضو و أدانتا في نفس الوقت مختلف القرارات الإسرائيلية لبناء مستعمرات جديدة في القدس و الضفة الغربية و التي ترمي إلى ضرب أسس السلام و تقويض كل الحلول الممكنة. 53. واتفقت الجزائرواسبانيا على مواصلة جهودهما المشتركة لترقية الحوار و التعاون بين الاتحاد الإفريقي و الاتحاد الأوروبي لاسيما من خلال دعم عمل الاتحاد الإفريقي لصالح السلم و الاستقرار في إفريقيا و دعم النشاطات التي تمت مباشرتها في إطار مبادرة الشراكة الجديدة من اجل إفريقيا (نيباد). و أعرب الطرفان عن ارتياحهما للدور الريادي الذي يقوم به الاتحاد الإفريقي في إطار التملك و تكفل البلدان الإفريقية أنفسها بمستقبلها. 54. و بموجب معاهدة الصداقة و حسن الجوار و التعاون قرر الطرفان عقد الاجتماع المقبل رفيع المستوى في اسبانيا في تاريخ سيتم الاتفاق عليه عبر الطرق الدبلوماسية.