وعد الرئيس المصري الجديد المؤقت عدلي منصور في أول تصريح له اليوم السبت بأنه سيعمل على تحقيق المصالحة الوطنية في بلاده خلال الفترة المقبلة و ان "مصر للجميع" فيما تشهد الميادين هدوءا حذرا هذا الصباح. و قال منصور في اول تصريح له انه سيجمع العديد من المعلومات وسيشرك الجميع مؤكدا انه "سيعلن عن كل شىء للرأي العام بكل وضوح في حال اتخاذ أي إجراء" مذكرا بانه " حلف اليمين ولا بد أن يحصل على فرصة حتى يتخذ الإجراءات". يأتي اطلاق الرئيس المؤقت لمصر لوعوده في ظل تزايد سقوط الضحايا في المواجهات بين مؤيديه و معارضيه في الساحات حيث أعلن رئيس هيئة الإسعاف المصرية الدكتور محمد سلطان صباح اليوم السبت عن وفاة 30 مواطنا وإصابة 1138 اخرين فى أحداث الاشتباكات التي وقعت مساء أمس الجمعة في جميع محافظات مصر بين مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى ومعارضيه. وتفيد التقارير الاعلامية بان المناطق التي عرفت المواجهات بين الطرفين شهدت هدوءا حذرا صباح اليوم بينما يتواصل اعتصام المؤيدين لمرسى فى منطقتى ميدان (رابعة العدوية) بمدينة نصر شرق القاهرة وميدان (نهضة مصر) بمحافظة الجيزة في حين يستعد ميدان التحرير وقصر الاتحادية لمليونية حماية مكتسبات الثورة استجابة لدعوة من حملة تمرد وجبهة الإنقاذ الوطني. و كان الرئيس المصري المؤقت عدلى منصور اصدر امس الجمعة عددا من القرارات الجمهورية اولها يقضي بحل مجلس الشورى وتعيين رئيس جديد لجهاز المخابرات العامة و كذا تعيين اللواء محمد رافت شحاته مستشارا أمنيا لرئيس الجمهورية وتعيين محمد أحمد فريد رئيسا لجهاز المخابرات العامة". — ترقب العواصم العالمية بما يحدث في مصر و ردود افعال متباينة — و في ظل الوضع المتأزم في مصر طمأن الوزير الأول عبد المالك سلال اليوم السبت بالجزائر بأن الجالية الجزائرية المتواجدة بمصر "بخير" مؤكدا بأن الدولة ستجند كل إمكانياتها لضمان سلامتهم وإعادتهم إلى أرض الوطن إذا ما اقتضت الضرورة ذلك. كما أعربت الولاياتالمتحدةالأمريكية اليوم عن ادانتها للمواجهات التي وقعت في مصر داعية المسؤولين في البلاد بما في ذلك الجيش إلى "وقف العنف الذي أودى بحياة 30 شخصا". وذكرت مصادر اعلامية أن "المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي حثت الليلة الماضية المسؤولين المصريين ليدينوا استخدام العنف ويمنعوا أعمال عنف جديدة من جانب أنصارهم" مضيفة أن "بلادها تنتظر من العسكريين أن يضمنوا احترام حقوق كل المصريين بما في ذلك التجمع بشكل سلمي". أما موسكو فقد دعت القوى السياسية المصرية إلى ضبط النفس مؤكدة قناعتها بوجود آفاق للتعاون بين القاهرةوموسكو. و وجهت موسكو على لسان المتحدث باسم خارجيتها الكسندر لوكاشيفيتش لكافة الأطراف المصرية إلى "التحلي بالحكمة وحل القضايا المعقدة بأسلوب ديمقراطي" مؤكدا انه استعداد موسكو لمواصلة التعاون مع مصر وتوسيعه. — الاتحاد الافريقي يعلق عضوية مصر و تونس تعبر عن "رفضها"— و من جهته قرر الاتحاد الافريقي تعليق عضوية مصر بالاتحاد حتي العودة للعمل بالدستور حيث أكدت رئيسة مفوضية الاتحاد انكوسازانا دلاميني زوما ان تعليق مشاركة مصر في انشطة الاتحاد "سيستمر حتى عودة النظام الدستوري في البلاد". وقالت زوما امس عقب اجتماع لمجلس السلم والامن التابع للاتحاد بأديس أبابا والذي تقرر خلاله تعليق مشاركة مصر "لا أحد سيمثل مصر في انشطة الاتحاد الافريقي سواء من الحكومة السابقة أو الحكومة الانتقالية الى حين تنظيم الانتخابات الجديدة وأن المسؤولين الذين سيختارهم الشعب المصري هم اللذين سيشغلون موقع مصر في الاتحاد". وأوضحت "ما نريد أن نقوله أن مصر ستعود الى شغل مكانها في الاتحاد الافريقي بعد الانتخابات والتي تعني عودة النظام الدستوري في البلاد". أما في تونس فكان موقف الحكومة التونسية المؤقتة امس الجمعة " رافضا" لعزل" الرئيس المصري محمد مرسي في الوقت الذي سارع فيه حزب النهضة الاسلامية وحزب "المؤتمر" الشريكين في الائتلاف الحاكم ب "التنديد بإقالة الرئيس المصري ووصفا هذه الاقالة ب" الانقلاب العسكري". وعبرت الحكومة التونسية التي تقودها حركة النهضة الاسلامية عن "انشغالها البالغ" ازاء التطورات الأخيرة التي عرفتها مصر مؤكدة "التمسك المبدئي بحياد المؤسسة العسكرية ورفض تدخلها في ادارة الحياة السياسية وتعطيل الشرعية في مصر" و ما يزال الشأن المصري يشغل الرأي العام الدولي حيث تباحث وزير الخارجية التركي,أحمد داود أوغلو هاتفيا الليلة الماضية مع نظيريه الأمريكي جون كيري, والقطري خالد بن محمد العطية, حول آخر المستجدات في مصر. وذكرت مصادر دبلوماسية تركية أن أوغلو تطرق مع كيري والعطية إلى التوترات الأخيرة في مصر والسبل الممكنة التي من شأنها تخفيف حدة التوتر والتأكد من أن الإرادة الشعبية والشرعية الديمقراطية تلقى الاحترام من جميع الأطراف. و كان الرئيس التركي عبد الله غول قد دعا امس الحكومة المؤقتة في مصر إلى عدم "إلحاق الأذى" بالرئيس المصري المعزول محمد مرسي أو الشخصيات المقربة منه معبرا عن أمله في ان "تنتهي الفترة الإنتقالية خلال وقت قصير من دون إلحاق الكثير من الضرر مؤكدا "وقوف أنقرة الدائم إلى جانب الشعب المصري". و من جاتبها أعربت ماليزيا عن أملها فى ان "تمهد عملية تعيين رئيس المحكمة الدستورية عدلى منصور رئيسا مؤقتا لمصر الطريق امام تحقيق الديمقراطية في البلد". و كانت القوات المسلحة المصرية قد عزلت الرئيس محمد مرسي من منصبه يوم الأربعاء بعد أيام من تظاهرات حاشدة ضده بسبب "الأداء السيئ" منذ انتخابه رئيسا لمصر في جوان 2012. وأعلنت القوات المسلحة المصرية مساء الأربعاء تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا شؤون البلاد وقالت إن هذه القرارات أتت استجابة لمطالب الشعب. وأدى رئيس المحكمة المستشار عدلي منصور صباح الخميس اليمين الدستورية بصفته رئيسا مؤقتا لمصر.