مصر خارج الاتحاد الإفريقي... والحدود مع غزة تشتعل اختلطت أوراق مصر مجددا عقب المظاهرات الحاشدة للثلاثين من الشهر المنصرم التي خرجت للتنديد بفترة حكم محمد مرسي ونجحت في عزله، لتبدأ البلاد مرحلة جديدة من تاريخ نضال شعبها المشحون بالتوتر بين مختلف طوائف المجتمع التي عاشت بعد ثورة يناير حالة من الصراع الدائم ولم تتوحد خياراتها إلا على قرار عزل مرسي. نقطة إلى السطر هذا هو حال مصر اليوم التي تخط منذ الثلاثين من الشهر الماضي صفحة جديدة بعد خيبة أمل الشعب في ثورة الخامس والعشرين يناير التي دفعت بالإخوان إلى سُدة الحكم بانتخابات تشريعية وعزلتهم بتظاهرات شعبية، ليتولى الجيش زمام تسيير شؤون الدولة في انتظار ما تحمله المرحلة القادمة من تاريخ البلد، خاصة في ظل المرحلة المؤقتة التي تعرف حالة من عدم الاستقرار، حيث اعتذر أمس عبد المجيد محمود عن مواصلة العمل بمنصبه كنائب عام للبلاد، جاء ذلك في بيان قدم إلى مجلس القضاء الأعلى اعتذر فيه عن عدم الاستمرار في متابعة مهامه، موضحا نيته في العودة إلى منصة القضاء مبررا خطوته باستشعاره الحرج مما يحمله المستقبل للبلاد من إجراءات وقرارات قضائية تخص من قاموا بعزله من منصبه، مشيرا إلى أن قراره جاء بعد تحقق الهدف ووصول الرسالة المرجوة، من جانبه قرر الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور أمس تعيين علي عوض محمد صالح مستشارا دستوريا له ومصطفي حجازي مستشارا سياسيا، في انتظار أن يصدر منصور لاحقا إعلانا دستوريا يتضمن حل مجلس الشورى وتشكيل لجنة لتعديل الدستور و كذا الدعوة لتشكيل حكومة مؤقتة. مؤيدو مرسي يحتشدون والجيش يتوعد يصّر مؤيدو الرئيس المعزول على مواصلة تأييد زعيمهم، ويتشبثون بشرعيته الدستورية التي منحته قيادة مصر لفترة لم تتجاوز السنة، حيث خرج أمس مؤيدو مرسي إلى الشارع للتنديد بقرار عزل مرسي والدفاع عن أحقيته في البقاء رئيسا للبلاد، وتوافد المئات من أنصار التيار الإسلامي على ميدان رابعة العدوية بالقاهرة بعد صلاة الجمعة للاعتصام تأييدا للرئيس المصري المخلوع محمد مرسي ورفضا لما يصفونه ب”انقلاب عسكري” رافعين شعارات تطالب بعودة مرسي ومدافعة عن شرعيته وأخرى منددة بخطوة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها قوات الجيش والشرطة تحسبا لوقوع اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المخلوع، وأكدت قيادة القوات المسلحة في بيان لها أن التظاهر السلمي وحرية التعبير عن الرأي حق مكفول لجميع المصريين، مشيرة إلى تفادي اتخاذ أية إجراءات استثنائية أو تعسفية ضد أي فصيل أو تيار سياسي في البلاد، كما حذر البيان من الإفراط في استخدام حق التعبير والحريات الفردية التي تؤدي إلى عواقب لا تخدم سلامة المجتمع ومصالح البلد، فيما شهدت مناطق عدة من البلاد مواجهات بين جماعة الإخوان والأهالي، حيث خلفت اشتباكات فجر أمس بمنطقتي الإشارة والصيادين في الزقازيق بمحافظة الشرقية إصابة 115 شخص من بينهم 6 في حالة خطيرة. مصر خارج الاتحاد الإفريقي... والحدود مع غزة تشتعل كما توالت ردود الأفعال الداخلية والخارجية عقب عزل مرسي على غرار الاتحاد الإفريقي الذي قرر أمس تعليق عضوية مصر في الاتحاد على خلفية عزل الرئيس محمد مرسي، وأكد ادمور كامبودزي أمين مجلس السلام والاستقرار للاتحاد الإفريقي في أعقاب اجتماع المجلس أنه طبقا لما تقضيه آليات الاتحاد الإفريقي، قرر مجلس السلام والاستقرار تعليق مشاركة مصر في كافة أعمال الاتحاد الى غاية استعادة النظام الدستوري، واعتبر كامبودزي الخطوة بالرد الطبيعي للاتحاد على تعطيل العمل بالدستور في أي دولة عضو داخل الاتحاد الإفريقي. على صعيد آخر أقدم الجيش المصري على غلق معبر رفح بعد مقتل جندي في هجوم مسلح بسيناء، حيث أفادت مصادر أمنية عن مقتل جندي وإصابة اثنين بجروح في هجوم شنّه مسلحون إسلاميون في شبه جزيرة سيناء في وقت مبكر من نهار أمس، وحسب المصادر فإن الجندي قتل عندما أطلق مسلحون قذائف صاروخية على مركز للشرطة بقرية الجورة على الحدود مع قطاع غزة، كما تعرض مطار العريش لقصف بالأسلحة الثقيلة من قبل مجهولين، أسفر عن انفجارين وعمليات إطلاق نار كثيف من قبل المسلحين على المطار، وتزامن قصف المطار مع هجمات مفاجئة استهدفت 5 نقاط للجيش في سيناء تمثلت في كمين بجوار مطار العريش، ميدان قرية الجورة، مدخل مدينة رفح، وكميني أبوطويلة والشيخ زويد على الطريق الدولي العريش-رفح، ما دفع الجيش المصري إلى غلق معبر رفح البري الرابط بين مصر وقطاع غزة لإشعار آخر، وهو ما أكدته الإدارة العامة للمعابر والحدود في قطاع غزة التي قالت أن الجانب المصري فتح المعبر لمدة 5 دقائق صباح أمس ثم أعاد غلقه بسبب تدهور الوضع الأمني في سيناء.