أكدت الحكومة التونسية المؤقتة يوم الاربعاء، أن الأجهزة الأمنية المختصة تمكنت من كشف المتورطين في جريمة إغتيال السياسي المعارض الراحل شكري بلعيد التي ادخلت البلاد في ازمة سياسية عميقة. وأبرز الوزير المستشار لدى رئيس الحكومة التونسية السيد نور الدين البحيري في تصريحات صحفية ان مصالح وزارة الداخلية "تمكنت من الكشف" عن منفذي الجريمة والمشاركين فيها والمخططين لها بما في ذلك أماكن إختفاء العناصر التي لم يتم القبض عليها لغاية الساعة". ولم يقدم المسؤول التونسي المزيد من التفاصيل الا انه اشار الى ان وزير الداخلية سيعقد ندوة صحفية عما قريب يقدم خلالها اخر ما توصلت إليه الأبحاث الجنائية في القضية مع الكشف عن المتورطين في حادثة الإغتيال". وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي أعلن فيه الائتلاف اليساري المعارض (الجبهة الشعبية) عن استعداده لتنظيم مسيرة ضخمة يوم 6 من شهر اوت المقبل للمطالبة بالكشف عن الذين يقفون خلف جريمة إغتيال شكري بلعيد. يذكر أن شكري بلعيد لقي حتفه في 6 فيفري الماضي برصاص مجهولين وسط تونس العاصمة في سابقة لم تعرفها تونس من قبل جعلت شبح الإغتيال السياسي يخيم على تونس لحد الساعة. والجدير بالذكر ان جريمة اغتيال شكري بلعيد أدت إلى وقوع أزمة سياسية أطاحت بحكومة رئيس الوزراء السابق حمادي الجبالي الذي يشغل منصب الامين العام لحزب حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في البلاد. و حمل وزير الداخلية آنذاك مسؤولية هذه الجريمة الى "خلية من المتطرفين الإسلاميين". ونشرت وزارة الداخلية في شهر أفريل الماضي صور وأسماء خمسة من المشتبه فيهم بما فيهم الشخص الذي أطلق الرصاص داعية المواطنين التونسيين الى" مساعدة اجهزة الامن في اعتقالهم". ووجهت اصابع الاتهام الى المتطرفين الاسلاميين بالقيام بعدة أعمال عنف لاسيما الهجوم على السفارة الأمريكية في تونس في شهر سبتمبر الماضي الذي أسفر عن مقتل أربعة مهاجمين.